عقد المقاولة في القانون المدني

عقد المقاولة في القانون المدني

عقد المقاولة في القانون المدني هو عقد يتعهد بمقتضاه أحد الطرفين، ويُسمى “المقاول”، بأن يؤدي عملاً معينًا لصالح الطرف الآخر، ويُسمى “صاحب العمل”، مقابل أجر يتفق عليه الطرفان. ويتميز هذا العقد بأن المقاول يلتزم بإنجاز العمل بنفسه أو بواسطة غيره دون أن يخضع لإشراف صاحب العمل أو إدارته المباشرة، بخلاف عقد العمل. وقد يكون موضوع المقاولة بناء عقار، أو إصلاح آلة، أو تصنيع شيء معين وفقًا لمواصفات محددة. ويخضع هذا العقد لأحكام خاصة في القانون المدني تنظّم التزامات الطرفين، وتحدد حقوق كل منهما في حال الإخلال بالعقد أو فسخه.

خصائص عقد المقاولة في القانون المدني

(1) عقد رضائي :

العقد الرضائي هو العقد الذي يتم بمجرد توافق إرادتين دون حاجة إلى شكل معين لانعقاده، فلا يشترط فيه القانون الكتابة أو أي إجراء رسمي لإثباته أو صحته، ما دام الطرفان قد عبّرا عن رضاهما بشكل واضح وصريح. ويُعتبر هذا النوع من العقود تعبيرًا عن مبدأ حرية التعاقد، حيث يكفي التراضي لقيام الالتزام القانوني. ومن أمثلة العقود الرضائية: البيع، والإيجار، والمقاولة، ما لم يتطلب القانون شكلية خاصة في حالات معينة، كبيع العقار مثلًا.

(2) عقد معاوضة :

عقد المعاوضة هو العقد الذي يلتزم فيه كل من الطرفين بأن يقدم للآخر مقابلاً لما يأخذه، بحيث يكون كل منهما دائنًا ومدينًا في آن واحد. ويقوم هذا العقد على تبادل المنفعة، كأن يبيع أحدهم شيئًا مقابل مبلغ من المال، أو أن يقوم شخص بعمل معين مقابل أجر، كما في عقد البيع أو عقد المقاولة. ويتميّز عقد المعاوضة بأنه يختلف عن عقد التبرع الذي يكون فيه النفع لطرف واحد دون مقابل، كما أن الالتزامات المتبادلة فيه تكون متكافئة غالبًا، مما يجعله من العقود الملزمة للجانبين.

(3) عقد وارد على العمل :

العقد الوارد على العمل هو ذلك العقد الذي يكون محله أداء عمل أو تقديم خدمة يلتزم بها أحد الطرفين لصالح الطرف الآخر مقابل أجر. ويشمل هذا النوع من العقود عدة صور أبرزها: عقد العمل، حيث يلتزم العامل بالقيام بعمل تحت إشراف وتوجيه صاحب العمل، وعقد المقاولة، حيث يلتزم المقاول بإنجاز عمل معين دون خضوعه لإشراف مباشر، وكذلك عقد الوكالة بأجر. ويتميز هذا النوع من العقود بأن الجهد البشري هو العنصر الأساسي فيه، ويترتب عليه التزامات متبادلة تتعلق بحسن تنفيذ العمل ومقابل الأجر.

تمييز عقد المقاولة عن غيره من العقود :

يُميز عقد المقاولة عن غيره من العقود بأنه عقد يلتزم فيه المقاول بإنجاز عمل معين لحساب شخص آخر مقابل أجر، مع تحمّله مسؤولية تحقيق نتيجة معينة، وليس مجرد بذل عناية كما في بعض العقود الأخرى. ويختلف عن عقد العمل في أن المقاول يؤدي العمل باستقلالية دون خضوعه لإشراف أو رقابة من صاحب العمل، في حين يقوم العامل بعمله تحت إدارة وتوجيه صاحب العمل.

كما يختلف عن عقد البيع، إذ إن المقاولة تتعلق عادة بعمل يتم إنجازه مستقبلاً وفقًا لمواصفات معينة، بينما البيع يرد على شيء معين جاهز أو قابل للتسليم الفوري.

اولا : المقاولة والبيع :

يُفرّق بين عقد المقاولة وعقد البيع من حيث محل الالتزام وطبيعة العمل. فعقد البيع يرد على شيء معين موجود أو قابل للتسليم، ويهدف إلى نقل ملكية هذا الشيء من البائع إلى المشتري مقابل ثمن. أما في عقد المقاولة، فالمقاول يلتزم بإنجاز عمل أو صنع شيء وفقًا لمواصفات يحددها صاحب العمل، وغالبًا لا يكون الشيء محل التعاقد موجودًا وقت الاتفاق، بل يتم تصنيعه لاحقًا.

فإذا كان محل التعاقد شيئًا يصنعه الشخص من مواد يقدّمها هو نفسه، كان العقد مقاولة، أما إذا كان يصنعه من مواد يقدّمها الطرف الآخر، فقد يكون بيعًا إذا كان التركيز على نقل الملكية لا على العمل.

أهمية التفرقة بين المقاولة والبيع :

تظهر أهمية التفرقة بين عقد المقاولة وعقد البيع في النتائج القانونية المترتبة على كل منهما، خاصة من حيث طبيعة الالتزامات والمسؤوليات ووقت انتقال الملكية. ففي عقد البيع، تنتقل ملكية الشيء المبيع إلى المشتري فور إبرام العقد أو عند تسليمه، بينما في عقد المقاولة لا تنتقل الملكية إلا بعد إنجاز العمل وتسليمه. كما أن المقاول يكون مسؤولًا عن العيوب في العمل وفقًا لأحكام الضمان، وليس وفقًا لأحكام البيع.

وتؤثر هذه التفرقة أيضًا على تطبيق القواعد الخاصة بكل عقد من حيث التقادم، والفسخ، والجزاءات، وأحكام الضمان، ولذلك فإن تحديد طبيعة العقد بدقة أمر جوهري لضمان التطبيق السليم للقانون.

المقاولة والإيجار :

يختلف عقد المقاولة عن عقد الإيجار من حيث محل الالتزام وطبيعة العلاقة بين الطرفين. فعقد المقاولة يلتزم فيه المقاول بإنجاز عمل معين لحساب صاحب العمل مقابل أجر، ويكون العمل هو الغرض الأساسي من العقد، سواء أُنجز باستخدام أدوات المقاول أو أدوات صاحب العمل.

أما في عقد الإيجار، فالغرض الأساسي هو تمكين المستأجر من الانتفاع بشيء معين مملوك للمؤجر أو تحت تصرفه، مقابل أجر يُدفع مقابل هذا الانتفاع، دون أن يلتزم المستأجر بإنجاز عمل محدد. وتبرز أهمية التفرقة بينهما في تحديد النظام القانوني الواجب التطبيق، خاصة فيما يتعلق بالمسؤولية، ومدد العقد، وأسباب فسخه.

المقاولة والعمل :

يُفرّق بين عقد المقاولة وعقد العمل من حيث طبيعة العلاقة بين الطرفين ودرجة الاستقلال في تنفيذ العمل. فعقد المقاولة يلتزم فيه المقاول بإنجاز عمل معين لحساب الغير مقابل أجر، ويتم ذلك باستقلال عن صاحب العمل، أي دون أن يكون خاضعًا لإشرافه أو رقابته المباشرة. أما في عقد العمل، فإن العامل يؤدي عمله تحت إدارة وإشراف وتوجيه صاحب العمل، ويخضع لتنظيم زمني ومكاني يحدده الأخير.

وتُعد هذه التفرقة مهمة لأنها تؤثر في الحقوق والواجبات، كحق العامل في الإجازات والتأمينات الاجتماعية، وهي حقوق لا تُمنح عادة للمقاول الذي يُعامل كطرف مستقل في العلاقة التعاقدية.

المقاولة والوكالة :

يُميز عقد المقاولة عن عقد الوكالة أن المقاول يلتزم بإنجاز عمل معين لحساب صاحب العمل مقابل أجر، ويكون مسؤولًا عن تحقيق نتيجة محددة، ويؤدي عمله غالبًا لحسابه الخاص ودون تمثيل عن الغير. أما الوكالة، فهي عقد يُفوِّض فيه الموكل الوكيل للقيام بتصرف قانوني باسمه ولحسابه، أي أن الوكيل يعمل باسم الموكل ويُمثّله أمام الغير.

وعليه، فإن المقاولة تتعلق بأعمال مادية أو فنية، بينما الوكالة تتعلق بتصرفات قانونية، مما يجعل كل منهما يخضع لأحكام قانونية مختلفة من حيث المسؤولية والنطاق والأثر في مواجهة الغير.

عقد العلاج الطبي :

عقد العلاج الطبي هو عقد غير مسمى في القانون المدني، يقوم بين المريض والطبيب، يلتزم فيه الطبيب ببذل العناية اللازمة في تشخيص المرض ووصف العلاج المناسب، دون أن يكون مسؤولًا عن تحقيق الشفاء، لأنه عقد عناية لا عقد نتيجة.

ويتميز هذا العقد بطابع إنساني وأخلاقي إلى جانب صفته القانونية، ويستند إلى ثقة المريض في خبرة الطبيب. كما يلتزم الطبيب بالمحافظة على أسرار المريض، ويجب أن يكون مؤهلًا وحاصلًا على ترخيص مزاولة المهنة، وإلا كان مسؤولًا عن أي ضرر يلحق بالمريض نتيجة الإهمال أو الخطأ في العلاج.

موقع محامى مصر . كوم

MohamyMasr.Com

المستشار القانونى: محمد منيب المحامى

📞 للاستفسار أو الحجز خدمة العملاء: 01006321774

📞 التواصل: احجز موعد مسبق  01006321774  –  01223232529

📍 عنوان المكتب: 13 شارع الخليفه من شارع الهرم بجوار السجل المدني

error: