نسبية أثر الطعن في قانون المرافعات المدنية والتجارية
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُعتبر الطعن ذا تأثير نسبي، بمعنى أن أثره ينحصر فقط بين الأطراف المعنية في الدعوى ولا يمتد إلى أطراف أخرى غير تلك التي تم الطعن في الحكم الصادر ضدها. يُحصر تأثير الطعن في النطاق الذي يتعلق بالأطراف الذين قاموا بالطعن فقط، وبالتالي، لا يتم تعديل الحكم إلا بالنسبة للطرف الطاعن أو الأطراف التي تم الطعن في الحكم لصالحها.
على سبيل المثال، إذا تم الطعن في حكم لصالح أحد الأطراف، فإن الطعن لا يترتب عليه أي تعديل في الحكم بالنسبة للأطراف الأخرى غير الطاعنة، ولا يؤثر على وضعهم القانوني أو الحقوق المرتبطة بهم. ويُعنى ذلك أن الطعن لا يُعتبر كأنّه يعيد فتح القضية أو يُلزم جميع الأطراف بإعادة النظر في الحكم، بل يقتصر الأثر فقط على الطرف الذي قام بالطعن.
تهدف قاعدة نسبية أثر الطعن إلى الحفاظ على استقرار الأحكام الصادرة من المحكمة، وضمان عدم التأثير على الأطراف الذين لم يشاركوا في الطعن.
مناط نسبية أثر الطعن في قانون المرافعات المدنية والتجارية :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُعتبر أثر نسبية الطعن مرتبطًا بمبدأ أن الطعن في الحكم لا يغير من مضمونه أو آثاره إلا بالنسبة للطرف الذي قام بالطعن. وهذا يعني أن الطعن لا يؤثر إلا على الشخص الذي تقدّم به، ولا يمتد تأثيره إلى الأطراف الأخرى التي لم تشارك في الطعن.
مناط هذا الأثر النسبي يعود إلى أن الطعن في الأحكام القضائية يعد وسيلة قانونية للطاعن لإعادة النظر في الحكم الصادر بحقه أو لصالحه، لذلك فإن الطعن لا يؤدي إلى تعديل الحكم إلا في حدود الأشخاص المعنيين به. فإذا تم الطعن في حكم من قبل أحد الأطراف، فإن المحكمة تنظر في الطعن فقط بالنسبة للطرف الطاعن، وتُصدر حكمها بناءً على ذلك. وبالتالي، يبقى الحكم الصادر في الدعوى كما هو بالنسبة للأطراف الأخرى الذين لم يتقدموا بالطعن.
هذا المبدأ يعزز استقرار الأحكام القضائية ويمنع من تعطل أو تعديل الأحكام التي لم يتعرض لها الطعن، مما يحافظ على سير العدالة بشكل مستمر وسليم.
إنحصار التدخل أو الإدخال في تفويت ميعاد الطعن :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُعتبر التدخل أو الإدخال في الدعوى من الإجراءات القانونية التي يمكن أن تُساهم في تعديل مجرى القضية، ولكن ذلك يجب أن يتم ضمن الأطر القانونية المحددة. وعند الحديث عن انحصار التدخل أو الإدخال في تفويت ميعاد الطعن، فإن المقصود هنا هو أن الأطراف الذين يرغبون في التدخل في الدعوى أو الإدخال في قضية معينة يجب أن يفعلوا ذلك في إطار المواعيد القانونية المحددة للطعن.
إذا قام شخص بالتدخل أو الإدخال في الدعوى بعد انقضاء ميعاد الطعن، فإن ذلك لا يؤثر على حقوق الأطراف الأصلية في الطعن في الحكم. بمعنى آخر، التدخل أو الإدخال في الدعوى بعد ميعاد الطعن لا يوقف سريان مواعيد الطعن بالنسبة للأطراف المعنية في الدعوى. لذلك، يجب على الأطراف الذين يرغبون في التدخل أو الإدخال أن يلتزموا بالمواعيد المحددة للطعن، لأن تأخير التدخل أو الإدخال إلى ما بعد المواعيد القانونية قد يؤدي إلى تفويت الفرصة للطعن في الحكم.
يهدف هذا التنظيم إلى حماية الحقوق القانونية للأطراف وضمان سير العدالة بشكل منظم، مما يمنع من تأجيل أو تعطيل الإجراءات القانونية بسبب تدخلات غير قانونية أو تأخيرات في تقديم الطلبات.
الطعن الأنضمامي بعد الميعاد والأختصام :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُنظم الطعن الانضمامي كأداة قانونية يمكن أن يُستخدم من قبل أحد الأطراف المنضمين إلى الطعن بعد تقديم الطعن الأصلي، ولكن يجب أن يتم ذلك ضمن المدة الزمنية المحددة للطعن. ويُعد الطعن الانضمامي بمثابة وسيلة قانونية للخصم في الدعوى للانضمام إلى الطعن المقدم من الطرف الآخر، بهدف دعم نفس الموقف أو رفع نفس المطالبات.
إذا تم تقديم الطعن الانضمامي بعد انقضاء ميعاد الطعن، يُعتبر هذا الطعن غير مقبول شكلاً، ما لم يكن هناك مبرر قانوني مقبول يبرر التأخير، مثل حالة من حالات القوة القاهرة أو العذر المشروع الذي منع تقديم الطعن في الميعاد المحدد. في حالة تأخير الطعن الانضمامي أو تقديمه بعد الميعاد، يُسقط الحق في قبول هذا الطعن ويظل الحكم الصادر ساريًا بالنسبة للطاعن الأصلي.
الطعن الانضمامي يكون مرتبطًا بمواقف الأطراف في الدعوى، حيث يمكن أن يُقدّم بهدف دعم طعن معين أو لتحقيق مصالح خاصة بالطاعن المنضم، ولكن يجب أن يتم ذلك ضمن الأطر الزمنية المقررة قانونًا لضمان استقرار الأحكام وحماية حقوق الأطراف في تقاضيها.
يكفي صحة الطعن من أحد المحكوم عليهم :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يكفي لصحة الطعن أن يُقدّم من أحد المحكوم عليهم، أي من الأشخاص الذين صدر ضدهم حكم قضائي. ويُعتبر الطعن من المحكوم عليه أساسًا لإعادة النظر في الحكم الصادر، ويحق له الطعن في الحكم المعيب أو غير العادل وفقًا للقانون، سواء كان ذلك عن طريق الاستئناف أو النقض.
إذا كان الحكم قد صدر ضد أكثر من طرف، فيمكن لأحد المحكوم عليهم فقط أن يتقدم بالطعن دون الحاجة إلى أن يتقدم به جميع الأطراف المحكوم عليهم. وفي هذه الحالة، يُعتبر الطعن صحيحًا ومقبولًا من الطرف الذي قام به، حيث لا يلزم أن يتم الطعن من جميع الأطراف المتضررة من الحكم.
ذلك لأن الطعن يُعد وسيلة قانونية للطاعن لإعادة النظر في الحكم الصادر ضدّه، ويُحق له تحديد ما إذا كان يرغب في الطعن في الحكم أو قبول تنفيذه. وبالتالي، فإن الطعن من أحد المحكوم عليهم يكفي لبدء إجراءات الطعن في الحكم، ويتوجب على المحكمة النظر في الطعن بغض النظر عن عدم تقديمه من جميع الأطراف المحكوم عليهم.
تبعية الطعن الإنضمامي للطعن الأصلي :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُعتبر الطعن الانضمامي تابعًا للطعن الأصلي، بمعنى أن الطعن الانضمامي لا يُعتبر مستقلاً بذاته، بل يكون مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالطعن الأصلي الذي قدمه أحد الأطراف في الدعوى. الطعن الانضمامي يُقدّم من قبل أحد الأطراف الذين لم يطعنوا في الحكم من البداية، ويهدف إلى دعم الطعن الأصلي أو رفع نفس المطالبات القانونية التي تقدم بها الطاعن الأصلي.
مفهوم التبعية في الطعن الانضمامي يعني أن الطعن الانضمامي يتبع نفس الإجراءات والمواعيد التي يخضع لها الطعن الأصلي. فإذا تم قبول الطعن الأصلي، فإن الطعن الانضمامي يُنظر في نفس الإطار ويُتخذ فيه نفس القرارات بناءً على نفس الأسس. وعلى العكس، إذا تم رفض الطعن الأصلي أو كان خارج الميعاد القانوني، فإن الطعن الانضمامي يُرفض أيضًا، حيث لا يمكن للخصم الانضمام إلى طعن غير مقبول.
تعتبر التبعية ضرورية لضمان عدم وجود تضارب في الأحكام وتوحيد الجهود القانونية في إطار واحد، حيث تضمن عدم التشويش في القضية من خلال الطعون المتعددة التي يمكن أن تكون متناقضة.
إمتداد أثر الطعن لأطراف الحكم المطعون فيه :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُعتبر الطعن في الحكم ذا أثر يمتد إلى أطراف الحكم المطعون فيه، حيث يمكن أن يؤدي الطعن إلى تعديل أو إلغاء الحكم الصادر في الدعوى بالنسبة لجميع الأطراف المعنية. وهذا يعني أن الحكم المطعون فيه لا يقتصر أثره على الطرف الذي قام بالطعن فقط، بل يمكن أن يمتد إلى الأطراف الأخرى التي كانت طرفًا في الدعوى الأصلية.
امتداد أثر الطعن يشير إلى أن الطعن لا يُعتبر فقط حقًا للطاعن، بل يمكن أن يتسبب في تغيير في الوضع القانوني لجميع الأطراف التي تأثرت بالحكم، سواء كان ذلك بتعديل أو بإلغاء الحكم الصادر. في حال تم قبول الطعن، فإن المحكمة تعيد النظر في جميع المسائل القانونية التي تم الطعن فيها، وبالتالي قد يتأثر الحكم بالنسبة للطرف الذي لم يطعن إذا كان قرار المحكمة مرتبطًا بالحق المتنازع عليه.
يهدف هذا المبدأ إلى ضمان العدالة وإعطاء الفرصة للأطراف الأخرى للتأثير في الحكم، حتى إذا لم يتقدموا بالطعن، عندما يكون الطعن في صالحهم أو عندما يتطلب الأمر إعادة تقييم موقفهم بناءً على التعديلات التي قد تطرأ على الحكم نتيجة الطعن.
الطعن المرفوع من الضامن أو طالب الضمان :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُسمح للضامن أو طالب الضمان برفع الطعن في الحالات التي يكون فيها حكم صادر ضد المدين الذي يضمنه أو يتطلب الأمر تحصيل دينه. الطعن الذي يرفعه الضامن أو طالب الضمان يكون في حكم المحكمة الصادر ضد المدين الأصلي، وهو يهدف إلى حماية حقوق الضامن أو طالب الضمان فيما يتعلق بالتزاماته القانونية.
الضامن هو الشخص الذي يتعهد بدفع الدين في حال عدم قدرة المدين على الوفاء به، بينما طالب الضمان هو الشخص الذي يطلب ضمانًا لدينه أو حقه من شخص آخر. في حال صدور حكم ضد المدين، يمكن للضامن أو طالب الضمان الطعن في هذا الحكم إذا كان يؤثر على التزاماته أو إذا كانت هناك أسباب قانونية تمنع تنفيذ الحكم.
ويُعتبر الطعن الذي يقدمه الضامن أو طالب الضمان من باب الطعن لحماية حقوقهم، حيث يُمكن أن يترتب على الحكم الصادر ضد المدين آثار مالية أو قانونية تلزم الضامن أو طالب الضمان بأداء المبالغ المحكوم بها، لذلك يكون لهم الحق في الطعن في الحكم لدرء أي ضرر قد يترتب عليهم نتيجة لهذا الحكم.
الطعن في حكم الصادر في الدعوى الأصلية دون انتظار الحكم في دعوى الضمان :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُحق للضامن أو طالب الضمان الطعن في الحكم الصادر في الدعوى الأصلية دون الحاجة إلى انتظار حكم المحكمة في دعوى الضمان. هذا الطعن يُقدم بشكل مستقل عن دعوى الضمان نفسها، وذلك لأن الطعن في الحكم الصادر في الدعوى الأصلية يُعد من حقوق الأطراف المتضررة، مثل الضامن، الذين قد يتأثرون بشكل مباشر بالحكم القضائي.
الضامن، في حالة صدور حكم ضد المدين الذي يضمنه، يمكنه الطعن في الحكم الصادر في الدعوى الأصلية دون أن يكون مطالبًا بالانتظار حتى يتم الفصل في دعوى الضمان أو الدعوى التي يرفعها ضد المدين. ويعود ذلك إلى أن الطعن في الحكم الصادر ضد المدين يمكن أن يكون له تأثير مباشر على حقوق الضامن، بحيث إذا تم تأييد الحكم في الدعوى الأصلية، قد يُجبر الضامن على الوفاء بالدين المتعلق به.
يهدف هذا التنظيم إلى حماية حقوق الضامن، حيث يسمح له بالطعن في الحكم الصادر في الدعوى الأصلية بشكل مستقل، مما يضمن له الفرصة لمراجعة الحكم قبل أن يُترتب عليه أي التزامات قانونية قد تؤثر عليه في حال كانت الدعوى الأصلية غير عادلة أو لم تأخذ في الحسبان جميع الظروف القانونية المتعلقة بالضمان.
بدء ميعاد الطعن في الحكم الصادر في دعوى الضمان :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يبدأ ميعاد الطعن في الحكم الصادر في دعوى الضمان من تاريخ إعلان الحكم للضامن أو لطالب الضمان. حيث يُعتبر هذا الحكم مرتبطًا بالقرار الذي يصدر في الدعوى الأصلية، ويحق للضامن أو طالب الضمان الطعن فيه إذا اعتبر أنه لم يكن ملزمًا بالوفاء بالتزاماته بناءً على حكم المحكمة.
وفي حال صدور حكم في دعوى الضمان، يكون الطعن في هذا الحكم متعلقًا بحق الضامن أو طالب الضمان في إلغاء أو تعديل ما ورد فيه من قرارات تؤثر عليه، سواء كان ذلك بخصوص التزاماته القانونية أو الحقوق المترتبة عليه. يبدأ الميعاد القانوني للطعن في هذا الحكم من تاريخ إعلانه، ويستمر لمدة معينة وفقًا للقانون (عادةً ما يكون ثلاثين يومًا)، وفي حال انقضاء هذه المدة دون تقديم الطعن، يصبح الحكم نهائيًا وملزمًا للطرفين.
يهدف هذا التنظيم إلى ضمان أن الضامن أو طالب الضمان لا يتأثر بأي حكم قد يكون غير عادل أو قد يسبب له ضررًا قبل أن يتاح له الفرصة للطعن فيه، مما يضمن حماية حقوق الأطراف المعنية ويضمن سير العدالة بشكل سليم.
مكتب محامى مصر محمد منيب دراسات عليا القانون الخاص
✔️ تواصل معنا الآن للحصول على استشارة قانونية مدفوعة!
✔️ ضمان السرعة والدقة في إنجاز معاملاتك القانونية.استشارة قانونية شاملة.حرصا منا على وقت عملائنا من قبل المستشار محمد منيب شخصيا خدمة مقابلة اون لاين من خلال تطبيق meet على Gmail توفر لك دعماً قانونياً عبر الانترنت .
📞 للاستفسار أو الحجز خدمة العملاء: 01006321774
📞 التواصل: احجز موعد مسبق 01006321774 – 01223232529
📍 عنوان المكتب: 13 شارع الخليفه من شارع الهرم بجوار السجل المدني