الحكم في الاستئناف في قانون المرافعات المدنية

الحكم في الاستئناف في قانون المرافعات المدنية

الحكم في الاستئناف في قانون المرافعات المدنية والتجارية هو الحكم الذي تصدره محكمة الاستئناف بعد فحص الطعن المقدم ضد حكم محكمة الدرجة الأولى. يتضمن هذا الحكم تقييم محكمة الاستئناف للأسباب القانونية والواقعية التي أثيرت في الاستئناف، وقد يتضمن إما تأييد الحكم الابتدائي، أو تعديله، أو إلغائه كليًا أو جزئيًا.

عند نظر محكمة الاستئناف في الاستئناف، فإنها تقيم الوقائع التي عرضت أمام محكمة الدرجة الأولى وتعيد تفسير وتطبيق القانون عليها. إذا تبين أن الحكم الابتدائي قد شابه خطأ في تطبيق القانون أو في تقدير الوقائع، يجوز لمحكمة الاستئناف أن تعدل الحكم الصادر أو تصححه. أما إذا رأت محكمة الاستئناف أن الحكم الابتدائي كان صحيحًا من الناحية القانونية والواقعية، فإنها تؤيد ذلك الحكم وتصدر حكمًا يقضي برفض الاستئناف.

يمكن أن يصدر حكم محكمة الاستئناف في عدة أشكال، مثل الحكم بالرفض، أو الإلغاء الكلي أو الجزئي، أو إعادة القضية إلى المحكمة الابتدائية لإعادة النظر فيها وفقًا لتوجيهات محكمة الاستئناف. وفي بعض الحالات، قد تكتفي محكمة الاستئناف بتصحيح الأخطاء المادية في الحكم الابتدائي دون المساس بجوهره.

تسبيب الحكم الإستئنافي :

تسبيب الحكم الاستئنافي في قانون المرافعات المدنية والتجارية يعد من المبادئ الأساسية لضمان العدالة والشفافية في النظام القضائي. يقضي القانون بأن محكمة الاستئناف يجب أن تصدر حكمًا مسببًا، أي أن توضح في حيثيات الحكم الأسباب التي استندت إليها في اتخاذ قرارها، سواء بتأييد الحكم الابتدائي أو بتعديله أو بإلغائه.

التسبيب في الحكم الاستئنافي يتطلب من القاضي أن يعرض بشكل مفصل الأسس القانونية التي استند إليها في تفسير الوقائع وتطبيق القانون. يتضمن ذلك شرح كيفية فحص الأدلة والشهادات، وتقييم الأسس القانونية التي أثيرت في الاستئناف، بالإضافة إلى معالجة الدفوع والأسباب التي تم تقديمها من قبل الأطراف في الدعوى. كما يجب على المحكمة أن تبرر كيفية تقييمها للمستندات والأدلة بشكل دقيق، وتوضح ما إذا كانت محكمة الدرجة الأولى قد ارتكبت خطأ في تطبيق القانون أو في تفسير الوقائع.

هذا التسبيب يهدف إلى حماية حقوق الأطراف وضمان أنهم يستطيعون فهم الأسس التي بني عليها الحكم. كما أن تسبيب الحكم الاستئنافي يوفر للأطراف فرصة الطعن في الحكم أمام محكمة النقض إذا كانوا يرون أن هناك خطأ قانونيًا يمكن معالجته على مستوى أعلى.

التسبيب في حالة تعديل الحكم المسأنف :

التسبيب في حالة تعديل الحكم الاستئنافي في قانون المرافعات المدنية والتجارية يعني أن محكمة الاستئناف تكون ملزمة بتوضيح الأسباب التي دفعتها إلى تعديل الحكم الصادر عن محكمة الدرجة الأولى. في حالة تعديل الحكم، يجب أن تبيّن محكمة الاستئناف بوضوح الأسس القانونية والواقعية التي استندت إليها في اتخاذ هذا القرار، بحيث يوضح التسبيب الأسباب التي تبرر تعديل النتيجة النهائية للقضية.

عند تعديل الحكم، يتعين على محكمة الاستئناف شرح كيفية إعادة تقييم الأدلة والوقائع التي تم عرضها في محكمة الدرجة الأولى، وما إذا كانت محكمة الابتدائية قد أخطأت في تطبيق القانون أو في تقدير الوقائع. كذلك، يجب أن توضح المحكمة كيفية تعاملها مع الدفوع التي أُثيرت أثناء الاستئناف وما إذا كانت هذه الدفوع قد أثرت في قرارها بتعديل الحكم.

يعد هذا التسبيب عنصرًا أساسيًا لضمان الشفافية في الأحكام القضائية، حيث يمنح الأطراف المتنازعة فهمًا واضحًا للأسباب التي دفعت المحكمة إلى تعديل الحكم الابتدائي. كما أن التسبيب يعزز من مبدأ العدالة ويتيح للطرف المتضرر من التعديل إمكانية الطعن في الحكم أمام محكمة النقض إذا كان يعتقد أن هناك خطأ قانونيًا أو قضائيًا في التعديل الذي تم.

عدم الألتزام بالرد على أسباب الحكم المستأنف عند إلغائه :

عدم الالتزام بالرد على أسباب الحكم المستأنف عند إلغائه في قانون المرافعات المدنية والتجارية يعني أنه في حالة إلغاء محكمة الاستئناف للحكم الابتدائي، لا تلتزم المحكمة بالرد على جميع الأسباب التي تم عرضها في الاستئناف. في بعض الحالات، قد تكون محكمة الاستئناف قد رأت أن الحكم الابتدائي لا يصلح قانونًا أو فنيًا من حيث الجوهر، وبالتالي تقوم بإلغائه دون الحاجة للتطرق إلى جميع الأسباب التي أُثيرت في الاستئناف.

عند إلغاء الحكم الابتدائي، يمكن أن تتخذ محكمة الاستئناف قرارًا بإعادة القضية إلى محكمة الدرجة الأولى مع توجيهها لإعادة النظر في الموضوع أو قد تصدر حكمًا جديدًا في القضية. في هذه الحالة، قد لا يكون من الضروري أن ترد محكمة الاستئناف بشكل مفصل على كل سبب من الأسباب التي طرحت في الاستئناف إذا كانت قد رأت أن هناك أسبابًا قانونية أو فنية أخرى تبرر الإلغاء الكلي أو الجزئي للحكم الابتدائي.

يهدف هذا المبدأ إلى تسريع إجراءات التقاضي وضمان عدم إطالة فترة النزاع القضائي بشكل غير مبرر، خاصة إذا كانت محكمة الاستئناف قد اعتبرت أن الحكم الابتدائي شابه خطأ جوهريًا يتطلب الإلغاء دون الحاجة للتفصيل في كافة الأسباب المثارة.

رفع التناقض بين أسباب الحكم الإستئنافي والحكم المستأنف :

رفع التناقض بين أسباب الحكم الاستئنافي والحكم المستأنف في قانون المرافعات المدنية والتجارية يشير إلى حالة من عدم التناسق أو التباين بين الأسباب التي تضمنها الحكم الاستئنافي وتلك التي كان عليها الحكم الابتدائي (الحكم المستأنف). في هذه الحالة، قد يصدر حكم الاستئناف نتيجة لوجود تناقض بين الأسباب التي قدمتها محكمة الاستئناف والأسباب التي كانت قد قدمتها محكمة الدرجة الأولى، مما يؤثر على سلامة الحكم الاستئنافي ويجعل من الصعب على الأطراف فهم كيفية الوصول إلى النتيجة القانونية التي انتهت إليها المحكمة.

على سبيل المثال، قد تجد محكمة الاستئناف أن بعض الدفوع أو الأدلة التي تم تقديمها أمام محكمة الدرجة الأولى لم تؤخذ في الاعتبار بشكل صحيح، أو قد تعتبر أن المحكمة الابتدائية قد طبقت القانون بشكل خاطئ، وبالتالي تقوم بتعديل الحكم أو إلغائه. ومع ذلك، إذا كانت الأسباب التي دفعت محكمة الاستئناف إلى تعديل الحكم أو إلغائه تتناقض مع الأسباب التي تم الاستناد إليها في الحكم الابتدائي، فقد يؤدي ذلك إلى تشويش في عملية التقاضي ويثير تساؤلات حول الأسس القانونية التي اعتمدت عليها محكمة الاستئناف.

رفع هذا التناقض ضروري لضمان سلامة الإجراءات القضائية والعدالة في الأحكام، حيث يتطلب الأمر من محكمة الاستئناف أن توضح بوضوح الأسباب التي دفعتها إلى اتخاذ قرارها وأن تضع إطارًا قانونيًا متسقًا مع ما تم تقديمه في محكمة الدرجة الأولى، مما يسهم في وضوح الحكم وشفافيته.

القضاء ببطلان الحكم المستأنف يحول دون الإحالة لأسبابه :

القضاء ببطلان الحكم المستأنف في قانون المرافعات المدنية والتجارية يحول دون إحالة الأسباب التي بني عليها هذا الحكم إلى محكمة الاستئناف. عندما تقضي محكمة الاستئناف ببطلان الحكم الابتدائي، فإن ذلك يعني أن الحكم الذي صدر عن محكمة الدرجة الأولى لم يكن صحيحًا من الناحية القانونية أو الإجرائية، وبالتالي يتم إلغاؤه بالكامل دون الحاجة لفحص أسباب الحكم المستأنف بشكل مفصل.

في هذه الحالة، لا تلتزم محكمة الاستئناف بمراجعة الأسباب التي أوردتها محكمة الدرجة الأولى في حكمها الباطل، لأن الحكم الباطل لا يعد له أثر قانوني، وبالتالي لا يمكن محاكمته بناءً على الأسباب التي تم تقديمها فيه. بدلاً من ذلك، تقوم محكمة الاستئناف باتخاذ قرار مستقل يتعلق بمصير القضية، إما بإعادة القضية إلى محكمة الدرجة الأولى لإعادة النظر فيها، أو إصدار حكم جديد بناءً على ما تراه محكمة الاستئناف من ظروف وأدلة جديدة.

هذا المبدأ يهدف إلى ضمان احترام الإجراءات القانونية وضمان العدالة، حيث يمنع أي تأثير للأحكام الباطلة التي قد تنجم عن أخطاء إجرائية أو قانونية في محكمة الدرجة الأولى.

القضاء بالبطلان والتصدي للموضوع :

القضاء بالبطلان والتصدي للموضوع في قانون المرافعات المدنية والتجارية هو مبدأ يتيح لمحكمة الاستئناف اتخاذ قرار ببطلان الحكم المستأنف وفي نفس الوقت التصدي لموضوع الدعوى، أي أنها تبت في الموضوع ذاته وتصدر حكمًا نهائيًا فيه دون إحالة القضية مرة أخرى إلى محكمة الدرجة الأولى.

عندما تقضي محكمة الاستئناف ببطلان الحكم الابتدائي، فإن هذا البطلان قد يكون نتيجة لعيب إجرائي أو قانوني، مثل عدم صحة إجراءات نظر الدعوى أو صدور الحكم بغير تطبيق صحيح للقانون. ولكن، في بعض الحالات، تجد محكمة الاستئناف أنها قادرة على التصدي لموضوع الدعوى مباشرة بناءً على ما لديها من أوراق ومستندات وأدلة، دون الحاجة لإعادة القضية إلى محكمة الدرجة الأولى لإعادة النظر فيها. في هذه الحالة، تتخذ محكمة الاستئناف القرار النهائي في الموضوع، ما يساهم في تسريع إجراءات التقاضي وتجنب تأخير الفصل في القضية.

تصدي محكمة الاستئناف للموضوع يُعد استثناءً من القاعدة العامة التي تقتضي إعادة النظر في القضية أمام محكمة الدرجة الأولى بعد القضاء بالبطلان، ويحدث ذلك عندما تكون محكمة الاستئناف مقتنعة بأن القضية قد تمت دراستها بشكل كافٍ وأن التصدي للموضوع لن يضر بحقوق الأطراف أو يضر بعدالة القضية.

القضاء بالبطلان والوقوف عند هذا الحد :

القضاء بالبطلان والوقوف عند هذا الحد في قانون المرافعات المدنية والتجارية يعني أن محكمة الاستئناف تقضي ببطلان الحكم المستأنف بسبب وجود عيب قانوني أو إجرائي، لكنها لا تتصدى لموضوع الدعوى أو تبت في موضوعها. في هذه الحالة، تقرر محكمة الاستئناف أن الحكم الابتدائي باطل، ولكنها تقتصر على إلغاء هذا الحكم فقط دون أن تلتفت إلى موضوع القضية ذاته، مما يعني أنها لا تبت في موضوع النزاع بين الأطراف.

عندما تقضي محكمة الاستئناف بالبطلان وتوقف عند هذا الحد، فإنها تترك الأمر لمحكمة الدرجة الأولى لإعادة النظر في القضية مرة أخرى. ويترتب على ذلك أن محكمة الاستئناف لا تصدر حكمًا في الموضوع، بل تكتفي بتصحيح العيب الذي شاب الحكم الابتدائي، مما يستدعي أن يعاد الموضوع إلى محكمة الدرجة الأولى لكي تعيد فحصه وتصدر حكمًا جديدًا.

هذا الإجراء يُعتبر بمثابة ضمانات للأطراف، حيث يتم التأكد من أن الحكم الابتدائي قد صدر بناءً على الإجراءات القانونية السليمة، وفي ذات الوقت، يُمنح الأطراف فرصة أخرى لعرض قضاياهم أمام محكمة الدرجة الأولى.

تدارك بطلان الحكم المستأنف :

تدارك بطلان الحكم المستأنف في قانون المرافعات المدنية والتجارية يشير إلى إمكانية تصحيح أو معالجة العيوب التي شابت الحكم الابتدائي بعد الطعن فيه بالاستئناف، وذلك من خلال محكمة الاستئناف. في حال قررت محكمة الاستئناف أن الحكم الصادر عن محكمة الدرجة الأولى شابه بطلان بسبب خطأ إجرائي أو قانوني، فإنها يمكن أن تتدارك هذا البطلان من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح العيوب.

إذا كان البطلان ناتجًا عن خطأ مادي أو إجرائي يمكن تداركه، قد تكتفي محكمة الاستئناف بإلغاء الحكم الابتدائي وإعادته إلى محكمة الدرجة الأولى لإصلاح الخطأ أو تصحيحه وفقًا للقواعد القانونية. أما إذا كانت محكمة الاستئناف تجد أن الخطأ الذي شاب الحكم الابتدائي يمكن تصحيحه بسهولة دون الحاجة لإعادة القضية بالكامل، فقد تتصدى هي نفسها لتدارك البطلان عن طريق تعديل الحكم أو اتخاذ القرار المناسب في الموضوع.

هدف تدارك البطلان هو ضمان العدالة وتسريع إجراءات التقاضي دون التأثير على حقوق الأطراف المتنازعة، حيث يتم تصحيح الأخطاء أو العيوب التي قد تكون قد حدثت في المرحلة الأولى، مما يمنح الأطراف فرصة للحصول على حكم سليم يتوافق مع القانون والإجراءات المناسبة.

الهرم مكتب محاماة متخصص بقضايا الأسرة والأحوال الشخصية منذ 20 عامًا

  1. مكتب المستشار محمد منيب المحامى
  2. ماجستير فى القانون الدولى
  3. معادلة ماجستير الشريعة الاسلامية وقضايا الاحوال الشخصية
  4. دراسات عليا القانون الخاص

✔️ تواصل معنا الآن للحصول على استشارة قانونية مدفوعة!
✔️ ضمان السرعة والدقة في إنجاز معاملاتك القانونية.استشارة قانونية شاملة.حرصا منا على وقت عملائنا من قبل المستشار محمد منيب شخصيا خدمة مقابلة اون لاين من خلال تطبيق meet على Gmail توفر لك دعماً قانونياً عبر الانترنت .

📞 للاستفسار أو الحجز خدمة العملاء: 01006321774📞 التواصل: احجز موعد مسبق  01006321774  –  01223232529

📍 عنوان المكتب: 13 شارع الخليفه من شارع الهرم بجوار السجل المدني

 

 

error:
Open chat
Hello
Can we help you?