الضمانات الإجرائية المرتبطة بموانع تحريك الدعوى ضد أعضاء البرلمان
الضمانات الإجرائية المرتبطة بموانع تحريك الدعوى ضد أعضاء البرلمان
تُعدّ الحصانة البرلمانية إحدى أهم الآليات الدستورية التي تهدف إلى صون حرية النائب في أداء مهامه التشريعية والرقابية دون خوف من ضغط أو تهديد أو تأثير خارجي.
ومن بين أهم صور هذه الحصانة ما يسمى موانع أو قيود تحريك الدعوى الجنائية ضد عضو البرلمان، وهي ضمانات إجرائية وضعها الدستور والقانون لتحقيق توازن دقيق بين حماية الوظيفة النيابية من جهة، و عدم جعل الحصانة وسيلة للإفلات من العقاب من جهة أخرى.
تتناول هذه المقالة أهم الضمانات الإجرائية التي تمنع تحريك الدعوى الجنائية ضد عضو البرلمان إلا وفق شروط خاصة، كما تسلط الضوء على فلسفة هذه الضمانات وحدودها وآثار مخالفتها.
ماهية موانع تحريك الدعوى ضد أعضاء البرلمان
موانع تحريك الدعوى هي شروط دستورية لازمة تمنع جهات التحقيق أو الضبط من اتخاذ أي إجراء جنائي ضد عضو البرلمان دون إذن مسبق من المجلس، إلا في حالة واحدة هي التلبس بالجريمة.
هذه الموانع لا تُعد حماية شخصية للعضو، بل حماية للوظيفة ذاتها، لأن النائب يمثل الأمة كلها وليس نفسه، ومن ثمّ ينبغي ألا يتعرض للضغط أو الإساءة عن طريق إجراءات جنائية قد تكون كيدية أو ذات طابع سياسي.
نص المادة 99 من دستور مصر ومضمونها
«لا يجوز في غير حالة التلبس بالجريمة اتخاذ أية إجراءات جنائية ضد عضو مجلس الشعب إلا بإذن سابق من المجلس. وفي غير دور انعقاد المجلس يتعين أخذ إذن رئيس المجلس، ويُخطر المجلس عند أول انعقاد له بما اتخذ من إجراء .
هذه القاعدة الدستورية ترسي مبدأين أساسيين:
ضرورة الإذن المسبق
تقيد الإجراءات بمهلة زمنية لا يجوز تجاوزها
أهم الضمانات الإجرائية المرتبطة بمنع تحريك الدعوى
1. اشتراط الحصول على إذن برلماني مسبق
لا يجوز للنيابة العامة أو أي سلطة تحقيق أن تبدأ في:
التحقيق،
أو استجواب النائب،
أو تفتيشه،
أو القبض عليه،
أو حبسه احتياطيًا،
إلا بعد صدور إذن رسمي من المجلس.
هذا الشرط يمثل أهم ضمانة، لأنه يحول دون استخدام الدعوى الجنائية في التأثير على النواب أو الضغط عليهم.
2. قيد التلبس كاستثناء وحيد
في حالة التلبس بالجريمة فقط يجوز اتخاذ إجراء جنائي مباشر ضد النائب، دون الحاجة لإذن.
ومع ذلك يبقى المجلس مختصًا بإخطار حول الإجراءات المتخذة فور انعقاده.
والتلبس هنا يجب أن يكون واضحًا وفق ضوابط قانون الإجراءات الجنائية، لا مجرد ادعاء أو تقدير غير منضبط.
3. التزام الجهة المختصة بتقديم طلب تفصيلي لرفع الحصانة
يتعين على النيابة عند طلب الإذن أن تذكر:
الواقعة تفصيلاً،
الأدلة القائمة،
مواد الاتهام،
الإجراءات التي تمت ضد غيره من المتهمين،
مبررات ضرورة اتخاذ الإجراء ضد عضو المجلس.
وهذا يمنع الطلبات المرسلة أو غير الجدية.
4. وجوب البت في الطلب خلال مدة محددة
يلتزم المجلس بالبت في الطلب خلال مدة معينة (تُحددها النصوص الدستورية واللائحية).
وإذا لم يُبت في الطلب خلال هذه المدة، فإن ذلك يُعد قبولاً ضمنيًا.
وهذه الضمانة تحمي العدالة من التعطيل وتحمي المجلس من استخدام المماطلة لحماية العضو.
5. قصر الإذن على واقعة محددة دون غيرها
إذن المجلس ليس تفويضًا مطلقًا؛ بل يجب أن يكون متصلاً بواقعة معينة، بحيث:
لا يجوز استخدام الإذن الممنوح في قضية أخرى،
ولا يجوز اتخاذ إجراءات في وقائع جديدة دون طلب إذن جديد.
وهذا يمنع التوسع في الإجراءات دون رقابة.
6. عدم جواز اتخاذ أي إجراء سابق على الإذن
أي إجراء جنائي يُتخذ قبل صدور الإذن يعد باطلاً بطلاناً مطلقاً، بما في ذلك:
التحقيق،
التفتيش،
القبض،
التفريغ الفني للتسجيلات أو المراسلات.
البطلان هنا جوهري لأنه ينصب على مخالفة نص دستوري.
7. إخطار المجلس في غير دور الانعقاد عبر مكتب المجلس
إذا كان البرلمان غير منعقد، يجوز للنيابة إخطار مكتب المجلس، الذي يملك سلطة منح الإذن مؤقتًا لحين عرض الأمر على المجلس في أول جلسة.
هذه المرونة تحمي سير العدالة دون الإخلال بالضمانات الدستورية.
فلسفة الضمانات الإجرائية
تقوم هذه الضمانات على ثلاثة أسس رئيسية:
1. استقلال السلطة التشريعية
لمنع الضغط على النواب بوسائل جنائية، وخاصة في القضايا ذات الطبيعة السياسية أو الخلافية.
2. حماية الوظيفة النيابية لا الشخص
الحصانة ليست حصانة شخصية، بل حصانة وظيفية تهدف إلى ضمان حرية الرأي والعمل البرلماني.
3. تحقيق التوازن بين الحصانة والمساءلة
فالحصانة ليست مطلقة:
يُسمح بالتحقيق والمحاكمة بعد الإذن،
ويُسمح باتخاذ الإجراءات فورًا في حالة التلبس.
آثار مخالفة الضمانات الإجرائية
إذا تم اتخاذ إجراء جنائي ضد عضو البرلمان دون إذن، فإن ذلك يؤدي إلى:
بطلان الإجراءات كاملة وإهدار آثارها.
عدم جواز الاستناد لأدلة ناتجة عن إجراء باطل.
وجوب إعادة التحقيق بعد صدور إذن صحيح.
مسؤولية القائمين على الإجراء المخالف للقانون.
وهذه الآثار تبرهن على أن الحصانة ليست شكلية بل ضمانة ذات طبيعة دستورية ملزمة.
حدود الضمانات الإجرائية
رغم قوة الحصانة، إلا أن لها حدودًا:
لا تحمي العضو إذا ارتكب جريمة في حالة التلبس.
لا تمتد لتغطي الجرائم المدنية أو المنازعات غير الجنائية.
لا تمنع المجلس من رفع الحصانة إذا توافرت أسباب جادة.
لا تحمي النائب من المساءلة السياسية أو التأديبية داخل المجلس.
خاتمة الضمانات الإجرائية المرتبطة بموانع تحريك الدعوى ضد أعضاء البرلمان
الضمانات الإجرائية المرتبطة بموانع تحريك الدعوى الجنائية ضد أعضاء البرلمان تمثل أحد أعمدة النظام النيابي، فهي توازن بين حماية إرادة الأمة الممثلة في البرلمان وبين ضمان عدم إساءة استخدام الحصانة لإعاقة العدالة.
إنها آلية دستورية دقيقة تهدف إلى تحقيق التوازن بين:
حرية النائب في أداء دوره،
حماية سمعة المجلس وهيبته،
وانسيابية العمل القضائي عندما تكون الشبهات حقيقية وليست سياسية أو كيدية.
الدفوع المتفرعة عن قيد الإذن : دراسة تحليلية شاملة
خبير في حماية الحقوق والتعامل مع القضايا البرلمانية – محمد منيب
إذا كنت تبحث عن محامي متمرس قادر على التعامل مع القضايا الخاصة بأعضاء البرلمان والضمانات الإجرائية المتعلقة بموانع تحريك الدعوى، فإن الأستاذ محمد منيب هو الاختيار الأمثل.
بخبرة واسعة تمتد لسنوات في فهم التفاصيل الدقيقة للنظام القانوني والحصانة البرلمانية، يقدم محمد منيب استشارات دقيقة واستراتيجيات قانونية مبتكرة تضمن حماية حقوق موكليه ضمن أطر القانون الدستوري المصري.
سواء كان الأمر يتعلق بالحالات المعقدة خارج التلبس أو بمتابعة إجراءات رفع الحصانة، يضمن محمد منيب أن تكون كل خطوة قانونية محسوبة، مدعومة بالمعرفة العميقة بالدستور المصري والممارسات القضائية الراسخة.
اختر محمد منيب لتكون حقوقك محمية، وإجراءاتك القانونية مضمونة، بثقة ومهنية لا تضاهى.
محمد منيب المحامي
- 📞 للاستفسار أو الحجز خدمة العملاء: 01006321774
- 📞 التواصل: احجز موعد مسبق 01006321774 – 01223232529
- 📍 عنوان المكتب: 13 شارع الخليفه من شارع الهرم بجوار السجل المدني

