في قانون المرافعات المدنية والتجارية، تُعد أوامر الأداء من الإجراءات القانونية التي تهدف إلى تسريع تنفيذ بعض الأحكام القضائية المتعلقة بالمطالبات المالية أو الديون التي لا تحتاج إلى مناقشة كبيرة حول صحتها. وهي أوامر تصدرها المحكمة بناءً على طلب الدائن، في حال كانت المطالبة بديهية وواضحة، ويكون الطرف المدعى عليه قد أقر بها أو كانت مدعومة بأدلة قوية لا تدع مجالًا للشك في صحتها.
يتم إصدار أمر الأداء في الحالات التي يكون فيها الدائن مطالبًا بمبلغ معين من المدعى عليه، وعندما يكون هذا المبلغ ثابتًا وواضحًا، كالمبالغ التي تعتمد على عقود أو صكوك رسمية أو أية مستندات أخرى تدل على الدين. يتم طلب أمر الأداء من المحكمة عن طريق عريضة، وإذا وافقت المحكمة على الطلب، تصدر أمرًا يقضي بوجوب دفع المبلغ المتفق عليه في فترة معينة.
يتميز أمر الأداء بكونه وسيلة سريعة لتحصيل الحقوق المالية، إذ لا يتطلب إجراء محاكمة كاملة، بل يتم بناءً على الوثائق المقدمة. إذا لم يقم المدعى عليه بدفع المبلغ المحدد في الأمر، يمكن تنفيذ الأمر بالحجز على أمواله أو اتخاذ إجراءات تنفيذية أخرى. ويُعد أمر الأداء بمثابة حكم نهائي إلا إذا قام المدعى عليه بالطعن عليه، حيث يمكن للطرف المدعى عليه تقديم اعتراض على الأمر خلال مدة زمنية معينة، ويُنظر فيه من قبل المحكمة التي أصدرت الأمر.
أوامر الأداء والأحكام القضائية :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، تُعد أوامر الأداء نوعًا من الأحكام القضائية التي تهدف إلى تسريع عملية تنفيذ مطالبات مالية واضحة وبسيطة، حيث يصدرها القاضي بناءً على طلب الدائن إذا كانت المطالبة مستندة إلى مستندات رسمية أو وثائق تُثبت الدين بشكل قاطع، مثل العقود أو الصكوك أو فواتير ثابتة.
يختلف أمر الأداء عن الحكم القضائي التقليدي في أن إصدار أمر الأداء لا يتطلب إجراءات قضائية معقدة أو محاكمة عادية، بل يكون عبارة عن إجراء سريع بناءً على العريضة التي يقدمها الدائن، شريطة أن يكون الدين ثابتًا وواضحًا ولا يحتاج إلى إثباتات إضافية. يهدف هذا الأمر إلى حماية حقوق الدائنين وضمان تحصيل ديونهم بطريقة ميسرة وسريعة، في الحالات التي لا يكون فيها نزاع حول المبلغ المطلوب.
إذا أصدر القاضي أمر أداء لصالح الدائن، يُصبح هذا الأمر بمثابة حكم قضائي واجب التنفيذ في حال عدم الطعن فيه. ولكن في حال كان المدعى عليه يرغب في الاعتراض على أمر الأداء، يجوز له تقديم طعن أمام المحكمة، وفي هذه الحالة يتم النظر في الاعتراض بشكل قضائي من خلال محاكمة قصيرة، وقد يؤدي ذلك إلى تعديل أو إلغاء أمر الأداء إذا ثبت وجود نزاع حقيقي أو مبرر قانوني للاعتراض.
تُعتبر أوامر الأداء من الوسائل القانونية المهمة لضمان سرعة تنفيذ الأحكام القضائية في القضايا التي تكون فيها المطالبات المالية واضحة وبسيطة، مما يعزز من فاعلية النظام القضائي ويمنح الدائنين وسيلة قانونية فعالة لتحصيل حقوقهم دون الحاجة لإجراءات قضائية طويلة ومعقدة.
حجية أمر الأداء في قانون المرافعات المدنية والتجارية :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُعد أمر الأداء من الأوامر القضائية التي يتمتع بحجية قضائية تترتب عليها آثار قانونية، حيث يُعتبر هذا الأمر بمثابة حكم قضائي واجب التنفيذ بمجرد صدوره، طالما لم يتم الطعن فيه من قبل المدعى عليه في المدة القانونية المقررة. وبذلك، يعتبر أمر الأداء قرارًا نهائيًا في حق الطرف المدعى عليه إذا لم يقدم اعتراضًا خلال المهلة المحددة.
حجية أمر الأداء تكمن في كونه يُعتبر حجة على المدعى عليه في ما يخص الدين أو المبلغ المحدد في الأمر، مما يعنى أنه لا يمكن للمدعى عليه رفض دفع المبلغ أو التذرع بوجود نزاع حوله إلا إذا تقدم بطعن قانوني أو اعتراض أمام المحكمة. في حال عدم الطعن في الأمر، يُعتبر الحكم صادرًا لصالح الدائن ويُمكن تنفيذه مباشرة وفقًا للإجراءات القانونية المتبعة.
ومع ذلك، يمكن للطرف المدعى عليه الطعن في أمر الأداء أمام المحكمة خلال مدة معينة، وعند قبول الطعن، يتم إعادة النظر في الأمر من قبل القاضي، الذي قد يعدله أو يُلغيه إذا تبين له أن الأمر قد صدر بناءً على خطأ في القانون أو الإجراءات. أما إذا لم يُقدم الطعن في المدة المحددة، فإن الأمر يكتسب حجية نهائية، ويُمكن للدائن البدء في تنفيذ هذا الأمر باستخدام الوسائل التنفيذية المعتمدة.
وبذلك، يُعتبر أمر الأداء أداة فعالة لضمان سرعة تنفيذ المطالبات المالية في القضايا التي تكون فيها المطالبة واضحة ومستندة إلى مستندات قانونية، مما يساهم في توفير العدالة وحماية حقوق الدائنين بطرق سريعة ومباشرة.
شروط إستصدار أمر الأداء :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يشترط لاستصدار أمر الأداء توافر عدة شروط أساسية لضمان صحة الإجراءات والامتثال للمتطلبات القانونية. يُعد أمر الأداء من الأوامر القضائية التي تهدف إلى تسريع تنفيذ المطالبات المالية التي لا يوجد نزاع حولها، ومن ثم فإنه يتطلب تحقق بعض الشروط الأساسية:
- توافر دين ثابت ومستحق: يجب أن يكون الدين المطلوب تحصيله واضحًا ومحددًا في المبلغ. يكون هذا الدين مستندًا إلى مستندات قانونية ثابتة، مثل العقود الرسمية، أو فواتير أو صكوك مثبتة تُظهر المبالغ المستحقة دون وجود نزاع حولها.
- عدم وجود نزاع جوهري: لا يُمكن استصدار أمر أداء إذا كان هناك نزاع جوهري حول الدين أو المبلغ المطالب به. يجب أن تكون المطالبة خالية من أي اعتراضات قانونية أو واقعية قد تؤثر في تحديد قيمة الدين أو في استحقاقه.
- تقديم العريضة للمحكمة: يتعين على الدائن تقديم عريضة إلى المحكمة المختصة تتضمن تفاصيل الدين وبياناته، ويجب أن تُرفق العريضة بالمستندات التي تُثبت استحقاق المبلغ المدعى به.
- أن يكون الدين نقدًا أو محددًا بقيمة مالية: يجب أن يكون الدين موضوع طلب أمر الأداء محددًا بالمبلغ المالي الذي يمكن تحصيله، سواء كان هذا المبلغ ناتجًا عن عقد بيع، إيجار، أو أي علاقة مالية أخرى، ويجب أن يكون المبلغ قابلاً للتحديد والاعتماد على الحسابات القانونية الصحيحة.
- استيفاء الإجراءات الشكلية: يجب على العريضة أن تلتزم بالإجراءات القانونية الشكلية المتبعة في تقديم الطلب، بما في ذلك تحديد الأطراف المعنية والمستندات المؤيدة، ليتمكن القاضي من فحص الطلب بشكل صحيح.
إذا توافرت هذه الشروط، تقوم المحكمة بإصدار أمر الأداء بناءً على الطلب، ويُعتبر هذا الأمر حكما قضائيا واجب التنفيذ في حال عدم تقديم اعتراض من المدعى عليه خلال المدة المحددة.
اولا – أن يكون الحق المراد اقتضاؤه مبلغا من النقود :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُشترط أن يكون الحق المراد اقتضاؤه في طلب استصدار أمر الأداء مبلغا من النقود، وذلك كشرط أساسي لإمكانية إصدار هذا الأمر. يشمل ذلك الحالات التي يكون فيها المبلغ المطلوب تحصيله نقديًا ومحددًا بوضوح، مثل الديون الناشئة عن عقود مالية، أو فواتير تجارية، أو أي مستندات أخرى تؤكد استحقاق مبلغ مالي معين.
يأتي هذا الشرط بهدف ضمان أن يكون طلب أمر الأداء متفقًا مع الغرض الرئيسي من هذا النوع من الأوامر، وهو تسريع إجراءات تحصيل الأموال التي لا يوجد نزاع عليها. يُعتبر من الضروري أن يكون المبلغ المدعى به قابلًا للتحديد بسهولة بالدقة المطلوبة، ولا يمكن إصدار أمر أداء في حال كان الحق محل المطالبة غير مالي أو يتعلق بمطالبات عينية أو خدمات أو أمور غير قابلة للتحويل إلى مبلغ نقدي محدد.
على سبيل المثال، إذا كان الدائن يطالب بأداء خدمة أو تسليم شيء معين، فإن طلب أمر الأداء لا يكون مناسبًا، إذ لا ينطبق عليه هذا الشرط. وبهذا يكون الهدف من هذا الشرط التأكد من أن المطالبة تتعلق بمبلغ من المال يمكن تنفيذه بسهولة من خلال إجراءات تنفيذية، مثل الحجز على الأموال أو الأصول النقدية.
ثانيا – قد يكون الحق منقولا معينا بذاته :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُشترط أيضًا أن يكون الحق المراد اقتضاؤه منقولا ومعينًا بذاته في حالة طلب استصدار أمر الأداء، وذلك في إطار توفير وضوح ويقين حول موضوع المطالبة. فإذا كان الحق المدعى به ليس مبلغًا نقديًا وإنما شيئًا منقولًا (مثل سلعة أو مال منقول)، يجب أن يكون هذا المنقول معينًا بذاته، بمعنى أنه يجب تحديده بدقة، بحيث لا يكون هناك أي لبس أو غموض حول الشيء المطلوب تسليمه.
على سبيل المثال، إذا كان الحق يتعلق بتسليم بضاعة معينة أو منتج محدد، يجب أن تكون تلك البضاعة أو المنتج معلومًا بالوصف والخصائص التي تميزها عن غيرها. ويُعتبر هذا الشرط ضروريًا لأنه يضمن قدرة المحكمة على إصدار أمر أداء قابل للتنفيذ الفوري دون الحاجة إلى تدخلات إضافية لتحديد ماهية الشيء المطلوب أو التحقق من وجوده.
كما يجب أن يكون المنقول متاحًا للتسليم، فإذا كان الحق يتعلق بشيء منقول معين بذاته ولكنه غير موجود أو لا يمكن تسليمه في الوقت المحدد، فلا يمكن استصدار أمر أداء في هذه الحالة. يهدف هذا الشرط إلى ضمان أن طلب أمر الأداء لا يقتصر فقط على المطالبة بحقوص مالية بسيطة بل يمتد ليشمل الحقوق التي تتعلق بنقل ملكية أشياء معينة، مع ضمان التنفيذ الفعلي لهذه المطالبة.
إذا توافرت هذه الشروط، يُمكن للدائن أن يطلب إصدار أمر أداء لتحصيل حقه سواء كان نقدًا أو منقولًا معينًا بذاته، مع ضمان تحقيق العدالة وسرعة التنفيذ.
ثالثا – قد يكون الحق منقولا معينا بنوعه ومقداره :
يهدف هذا الشرط إلى ضمان أن المطالبة واضحة وسهلة التحديد، بحيث تكون المحكمة قادرة على إصدار أمر أداء يتسم باليقين والوضوح، دون الحاجة إلى إجراءات إضافية لتحديد طبيعة الحق أو مكوناته. كما يعزز هذا الشرط من إمكانية تنفيذ الأمر بشكل فعال، حيث أن الشيء المطلوب يمكن تحديده بسهولة أثناء التنفيذ، سواء كان ذلك من خلال تسليم البضاعة أو استلام الكمية المحددة.
إذًا، يكون من الضروري في الحالات التي تتعلق بحقوق منقولة أن تكون المطالبة متعلقة بشيء معين بنوعه ومقداره لكي يكون من الممكن استصدار أمر أداء وفقًا لقانون المرافعات، حيث يُعتبر ذلك وسيلة لضمان تسريع الإجراءات وتنفيذ المطالبات المالية أو العينية بشكل فعّال.
رابعا – أن يكون المبلغ أو المنقول معين المقدار :
على سبيل المثال، إذا كان الدائن يطالب بمبلغ من المال، يجب أن يكون هذا المبلغ مذكورًا بدقة في العريضة المقدمة للمحكمة. وإذا كان المطلوب هو شيء منقول مثل بضاعة أو منتج، يجب أن يكون هذا الشيء متميزًا من حيث النوع والكمية، كأن يُذكر مثلاً “100 طن من القمح” أو “10 أجهزة كمبيوتر من النوع الفلاني”. في حال عدم تحديد المقدار بدقة، يصبح من غير الممكن إصدار أمر الأداء.
يشترط هذا التحديد الواضح للمقدار لضمان سرعة تنفيذ الأمر وتحقيق العدالة، حيث يمكن للدائن في حال تنفيذ أمر الأداء الحصول على حقه دون أي لبس أو تأخير. كما أن هذا التحديد يساعد المحكمة في إصدار حكم سريع وفعال، ويمنع حدوث أي نزاع أو خلاف حول التفاصيل المتعلقة بالمطالبة.
خامسا – أن يكون الدين حال الأداء :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُشترط لاستصدار أمر الأداء أن يكون الدين حال الأداء، أي أن المبلغ أو الحق المطلوب تحصيله يجب أن يكون مستحقًا وقابلًا للسداد في الوقت الذي يُطلب فيه إصدار الأمر. بمعنى آخر، يجب أن يكون الدين قد حل أجله وأن يكون المدعى به من الأموال أو الحقوق التي يجب على المدعى عليه دفعها أو تسليمها فورًا دون تأجيل.
يشمل هذا الشرط الديون التي لم يعد لها أي أجل مستقبلي أو شروط مؤجلة، بل يجب أن يكون الحق الذي يطالب به الدائن مستحقًا على المدعى عليه، ولا يمكن تأجيله أو تأخير دفعه. على سبيل المثال، إذا كان الدين يتعلق بمبلغ من المال ناتج عن عقد بيع، فيجب أن يكون المبلغ مستحقًا للدفع في الوقت الذي يطلب فيه الدائن استصدار أمر الأداء، سواء كان ذلك بناءً على استحقاق الدفع بموجب العقد أو بسبب تجاوز المدعى عليه الموعد المحدد للسداد.
هذا الشرط يهدف إلى ضمان أن الدين الذي يتم المطالبة به في أمر الأداء هو دين قائم فعلاً ويمكن تنفيذه بشكل فوري، مما يساهم في تسريع إجراءات التنفيذ وحماية حقوق الدائنين. إذا لم يكن الدين حال الأداء، فلا يمكن استصدار أمر الأداء لأن الحق في المطالبة يكون غير مستحق أو مؤجل، وهو ما يعوق التنفيذ الفوري.
سادسا – أن يكون الدين ثابتا بالكتابة :
يهدف هذا الشرط إلى ضمان أن المطالبة التي يتم تقديمها للمحكمة ليست مبنية على ادعاءات شفوية أو غير موثقة، بل على مستندات قانونية تؤكد وجود الدين وتحدد قيمته بدقة. على سبيل المثال، إذا كان الدين ناتجًا عن عقد بين الطرفين، فيجب أن يكون العقد مكتوبًا وموقعًا من الطرفين ليكون صالحًا كدليل على استحقاق الدين. كذلك، إذا كان الدين ناتجًا عن فواتير أو مستندات أخرى، فيجب أن تكون هذه الفواتير تحتوي على التفاصيل الكافية لتحديد الدين.
إذا توافرت هذه الشروط، يمكن للدائن استصدار أمر أداء للمطالبة بحقوقه، مما يضمن تسريع الإجراءات وتقليل التنازع حول صحة الدين. أما إذا لم يكن الدين ثابتًا بالكتابة، فلا يمكن استصدار أمر أداء، ويجب على الدائن اللجوء إلى إجراءات قضائية أخرى للمطالبة بحقوقه.
مناط إعتبار الدين ثابتا بالكتابة :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يعتبر الدين ثابتًا بالكتابة إذا كان هناك مستند مكتوب يثبت وجود الدين وقيمته، وتكون الكتابة هي التي تتيح للمدعى عليه الاطلاع على تفاصيل المطالبة وتحديد ما إذا كان هناك دين مستحق عليه أم لا. يشترط أن يكون هذا المستند مكتوبًا بصورة قانونية، مثل عقد موقّع بين الأطراف، أو سند قرض، أو فاتورة، أو أي مستند آخر يثبت أن هناك اتفاقًا بين المدعي والمدعى عليه بشأن الدين المدعى به.
مناط اعتبار الدين ثابتًا بالكتابة هو أن المستندات التي تثبت الدين يجب أن تتضمن معلومات واضحة ودقيقة حول المبلغ المدعى به، وتاريخ الاستحقاق، وأسباب الدين، وأي شروط أو اتفاقات ترتبط بالحق المدعى. كما يجب أن تكون هذه المستندات صادرة عن الطرفين أو أن تكون قد أُقرّت من قبل المدعى عليه بما يثبت أن الدين قد تم الاتفاق عليه بالفعل.
يُعد الدين ثابتًا بالكتابة عندما تكون الكتابة هي التي تحدد ويقع عليها عبء إثبات الدين، مما يجعل من الممكن استصدار أمر أداء، حيث لا يمكن اعتبار الدين ثابتًا إلا إذا تم إثباته بصورة قانونية وواضحة. في حال غياب هذا الشرط، فلا يمكن اللجوء إلى إصدار أمر أداء، وعندئذ يحتاج المدعى إلى اللجوء إلى الطرق الأخرى لإثبات الدين في المحكمة.
مناط الإقرار الجائز استصدار أمر الأداء بموجبه :
مناط الإقرار الذي يمكن استصدار أمر الأداء بموجبه هو أن يتضمن الإقرار اعترافًا صريحًا بالدين وبمقداره وموعد استحقاقه، بالإضافة إلى تأكيد المدعى عليه على عدم وجود نزاع بشأنه. وعادةً ما يتجسد الإقرار في توقيع المدعى عليه على عقد أو مستند يعترف فيه بوجود الدين. كذلك، يمكن أن يكون الإقرار في صورة محضر جلسة أو رسائل متبادلة بين الأطراف إذا أقر المدعى عليه بوجود الحق المستحق عليه.
إذا توافرت هذه الشروط، يمكن للدائن أن يستصدر أمر أداء مباشرة بناءً على هذا الإقرار، حيث يعتبر الإقرار دليلاً كافيًا على استحقاق الدين ويزيل الحاجة إلى التحقيقات المعقدة أو المماطلة. أما إذا كان الإقرار غير واضح أو يثير الشكوك حول مدى صحة الدين أو وجود نزاع، فقد يرفض طلب استصدار أمر الأداء.
عدم صلاحية الشرط الجزائي لإستصدار أمر الأداء :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، لا يعد الشرط الجزائي من الشروط التي يمكن بموجبها استصدار أمر الأداء. إذ يشترط لاستصدار أمر الأداء أن يكون الدين مستحقًا بشكل قطعي وواضح، وأن يكون المطالب به قابلًا للتنفيذ الفوري دون الحاجة إلى تدخل قضائي لتحديده. أما الشرط الجزائي، فهو يتعلق بتحديد غرامة أو تعويض يُستحق عند الإخلال بشروط معينة في العقد، وعادة ما يكون ذلك مشروطًا بتحقق أمر معين أو قيام حالة معينة، مثل التأخر في تنفيذ التزام أو عدم الوفاء بمواعيد محددة.
ومع أن الشرط الجزائي يعد جزءًا من العقد، إلا أنه لا يعتبر دينًا ثابتًا بالكتابة أو مستحقًا فورًا في وقت استصدار أمر الأداء. فالدين الناتج عن الشرط الجزائي قد يكون مشروطًا أو متعلقًا بتحقق أمر لم يحدث بعد، كما أن المبلغ المستحق قد يخضع لتقدير المحكمة أو يحتاج إلى حسابات إضافية لتحديده بدقة. وبالتالي، لا يمكن استصدار أمر أداء للمطالبة بالشرط الجزائي إلا إذا كان المبلغ المستحق ثابتًا بشكل قاطع وغير مرتبط بشروط أو ظروف قابلة للتغيير أو التقدير.
لذلك، إذا كان الدين المطالب به عبارة عن شرط جزائي، يتعين على الدائن اللجوء إلى وسائل قضائية أخرى لطلب تنفيذ هذا الشرط، ولا يمكن استصدار أمر أداء على أساسه.
الرجوع بموجب الأوراق التجارية :
الرجوع بموجب الأوراق التجارية في هذا السياق يعني أن الدائن يقدم هذه الأوراق للمحكمة كدليل على استحقاقه للمبلغ المدعى به، حيث يعتبر السند التجاري مستندًا كتابيًا ثابتًا يحدد المبلغ المستحق ويسمح بالدعوى المباشرة. فعلى سبيل المثال، إذا كان الدين ناتجًا عن سند لأمر، فإنه يعتبر بمثابة إقرار من المدين بوجود الدين وتحديده، مما يجعل من السهل على الدائن المطالبة بالتحصيل بواسطة أمر أداء.
الأوراق التجارية تتيح أيضًا للدائن تنفيذ حقه بسرعة من خلال استصدار أمر أداء، لأنها تعتبر ثابتة ومعترفًا بها قانونيًا في تحديد الدين وتفاصيله دون الحاجة إلى إجراءات تقاضي طويلة. وفي حال لم يلتزم المدين بالوفاء بموجب السند التجاري، يمكن للدائن الرجوع إلى المحكمة لاستصدار أمر أداء لتنفيذ الدين المستحق بناءً على هذا السند.
الرجوع بأمر الأداء في عقد الكفالة :
في حالة وجود عقد كفالة، يكون الكفيل قد تعهد بسداد الدين في حال تخلف المدين الأصلي عن الوفاء به. وبالتالي، إذا امتنع المدين الأصلي عن دفع الدين في الوقت المحدد، يمكن للدائن اللجوء إلى الكفيل للمطالبة بالحق المستحق. إذا كان الكفيل قد أقر بهذا الالتزام الكتابي، يمكن للدائن استصدار أمر أداء مباشرة ضد الكفيل، بناءً على ثبوت الدين ووجوب دفعه وفقًا لشروط العقد.
الرجوع بأمر الأداء في عقد الكفالة يتم بموجب الشروط التي تحددها الكتابة، حيث يجب أن يكون الدين ثابتًا بالكتابة ومؤكدًا، سواء كان عقد الكفالة قد نص على مبلغ محدد أو نوع معين من الديون، مع ضرورة تحديد الدين بشكل دقيق. عند استصدار أمر الأداء، يتم تنفيذ الدين مباشرة ضد الكفيل دون الحاجة إلى إجراءات قضائية معقدة، مما يضمن سرعة استيفاء الدين المستحق.
الدين الثابت بعقد ملزم للجانبين :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُعتبر الدين الثابت بعقد ملزم للجانبين من الأسباب التي يمكن استصدار أمر أداء بناءً عليها، شريطة أن يكون العقد قد أبرم بين الطرفين، ويتضمن التزامات واضحة وقابلة للتنفيذ. والعقد الملزم للجانبين هو العقد الذي يتضمن التزامات متبادلة من طرفين، حيث يلتزم كل طرف بأداء شيء للطرف الآخر، ويعتبر الدين ناتجًا عن هذا الالتزام.
على سبيل المثال، في عقد بيع ملزم للجانبين، يلتزم البائع بتسليم المبيع، بينما يلتزم المشتري بدفع الثمن. إذا تأخر أحد الأطراف في الوفاء بالتزامه، يمكن للطرف الآخر استصدار أمر أداء للمطالبة بتنفيذ العقد. ومن خلال هذا النظام، يُستطيع الدائن المطالبة بتنفيذ الالتزام المستحق بشكل سريع دون الحاجة إلى إجراءات قضائية معقدة، طالما أن الدين ثابت بموجب عقد ملزم للجانبين ويحدد التزام الطرف المدعى عليه بشكل دقيق ومؤكد.
يشترط لاستصدار أمر الأداء في هذا السياق أن يكون العقد مكتوبًا وواضحًا في تحديد الالتزامات وحقوق الأطراف، كما يجب أن يكون الدين مستحقًا وقابلًا للتنفيذ فورًا. في حال تحقق هذه الشروط، يمكن للدائن تقديم طلب للمحكمة لاستصدار أمر أداء وتنفيذ الحكم بسرعة، مما يسهل تحصيل الدين ويساهم في ضمان حقوق الأطراف دون الحاجة إلى مراحل قضائية طويلة.
الرجوع على المدينين المتضامنين :
ويشمل الرجوع على المدينين المتضامنين أن لكل مدين من هؤلاء الحق في المطالبة بحصته من الدين من المدينين الآخرين الذين شاركوا في الالتزام، إذا كان قد قام بسداد المبلغ كاملاً للدائن. فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك ثلاثة مدينين متضامنين، وقام أحدهم بسداد الدين بالكامل، فيحق له بعد ذلك الرجوع على المدينين الآخرين لاسترداد حصصهم من المبلغ المدفوع.
هذا المبدأ يساهم في ضمان حماية حقوق الدائن ويمنحه مرونة في تحصيل دينه من المدينين المتضامنين. وفي حال استصدار أمر أداء، يمكن للدائن مطالبة أي من المدينين المتضامنين بتنفيذ الدين بشكل كامل، وفي حال سدد أحدهم الدين، يصبح له الحق في الرجوع على باقي المدينين المتضامنين لاسترداد حصصهم.
التزامات شاغل العقار :
من أبرز الالتزامات التي تترتب على شاغل العقار:
- دفع الأجرة: إذا كان شاغل العقار مستأجرًا، يلتزم بدفع الأجرة المتفق عليها في عقد الإيجار وفقًا للمواعيد المحددة في العقد، وإذا تخلف عن دفع الأجرة، يمكن للمالك اللجوء إلى المحكمة لاستصدار أمر أداء أو رفع دعوى قضائية لاسترداد المبالغ المستحقة.
- الحفاظ على العقار: يتعين على شاغل العقار المحافظة على حالته وصيانته بما يتناسب مع الاستخدام المتفق عليه. ولا يجوز له إجراء تعديلات أو تغييرات جوهرية في العقار دون موافقة المالك، وإذا تسببت تصرفاته في تلف أو تدمير العقار، يكون ملزمًا بتعويض المالك عن الأضرار.
- الامتناع عن إزعاج الجيران: إذا كان شاغل العقار يسبب إزعاجًا للآخرين، سواء عن طريق الضوضاء أو الأفعال التي تؤثر على راحة الجيران، فإنه يكون ملزمًا بوقف هذه التصرفات وفقًا للقانون، ويمكن للمتضررين اللجوء إلى القضاء لحمايتهم.
- الالتزام بالشروط التعاقدية: إذا كان شاغل العقار قد دخل في عقد مع المالك، يتعين عليه احترام كافة الشروط والاتفاقيات المتعلقة باستخدام العقار، سواء كانت تلك الشروط تتعلق بأغراض استخدام العقار أو بما يخص مواعيد دفع الأجرة أو غيرها من الترتيبات.
وفي حالة إخلال شاغل العقار بأي من هذه الالتزامات، يمكن للمالك أن يرفع دعوى قضائية للمطالبة بتنفيذ الالتزامات أو للحصول على تعويضات عن الأضرار الناتجة عن هذا الإخلال.
رفع دعوى بدين تتوافر فيه شروط أمر الأداء :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يمكن رفع دعوى بدين تتوافر فيه شروط أمر الأداء، وهو ما يسهل على الدائن تحصيل دينه بشكل سريع وفعال. تنص المادة الخاصة بأوامر الأداء على أنه إذا كان الدين مستحقًا، ثابتًا بالكتابة، وقابلًا للتنفيذ فورًا، يمكن للدائن تقديم طلب إلى المحكمة لاستصدار أمر أداء بدون الحاجة إلى المرور بالإجراءات التقليدية للدعوى.
رفع دعوى بدين تتوافر فيه شروط أمر الأداء يتطلب أن يكون الدين:
- مبلغًا من النقود أو منقولًا معينًا بذاته أو بنوعه ومقداره: يجب أن يكون الدين محددًا بشكل دقيق، سواء كان مبلغًا نقديًا أو شيئًا آخر قابلًا للتحديد.
- حال الأداء: أي أن الدين مستحق فورًا بدون أي شروط مسبقة أو آجال مؤجلة، مما يعني أن المدين مطالب بسداد الدين في الحال.
- ثابتًا بالكتابة: يشترط أن يكون الدين موثقًا بعقد مكتوب أو سند تجاري (مثل الكمبيالة أو السند لأمر) يعترف بوجوده ويسمح بتنفيذه من خلال أمر أداء.
عندما تتوافر هذه الشروط، يُمكن للدائن اللجوء إلى المحكمة لاستصدار أمر أداء بسرعة. يُطلب من المحكمة مراجعة السندات المستندية التي تثبت الدين، وإذا كانت تفي بالمتطلبات القانونية، يُصدر القاضي أمرًا بأداء الدين. ولا يحتاج هذا الأمر إلى محاكمة طويلة، بل يمكن تنفيذه بشكل مباشر بمجرد صدوره، مما يسهل على الدائن استرداد حقوقه.
إذا لم يمتثل المدين لأمر الأداء، يمكن للدائن اتخاذ إجراءات تنفيذية فورية لتحصيل المبلغ المستحق.
الطلب العارض المستوفى شروط أمر الأداء :
في حالة ما إذا كان الطلب العارض يتضمن دينًا مستحقًا ويمكن تنفيذه، ويستوفي الشروط التي يُشترط توافرها لإصدار أمر أداء، فإن المحكمة يمكن أن تقرر إصدار أمر أداء بشأن هذا الدين العارض. ومن أبرز هذه الشروط:
- أن يكون الدين ثابتًا بالكتابة: يجب أن يكون الدين موضوع الطلب العارض موثقًا بوثيقة مكتوبة، مثل عقد أو سند تجاري أو أي مستند آخر يثبت وجود الدين وحق الدائن في المطالبة به.
- أن يكون الدين حال الأداء: يشترط أن يكون الدين مستحقًا فورًا، أي أن موعد سداد الدين قد حان ولم يكن محلاً لأي آجال أو شروط تأجيل.
- أن يكون الدين قابلًا للتحديد: سواء كان مبلغًا من النقود أو شيئًا معينًا بذاته أو بنوعه ومقداره، كما يجب أن يكون واضحًا ومحدّدًا.
عند استيفاء هذه الشروط، يمكن للمدعي تقديم طلب عارض خلال الدعوى الأصلية، ويصدر القاضي أمرًا بأداء الدين موضوع الطلب العارض، مما يسرع من عملية تحصيل الحقوق المستحقة.
قبول الطالبات العارضة بعد رفض الأمر أو قبوله :
عند تقديم الطلبات العارضة، يترتب عليها عدة نتائج قانونية، ويختلف قبول هذه الطلبات بناءً على ما إذا كان الأمر قد تم قبوله أو رفضه:
- قبول الأمر: إذا قبلت المحكمة أمر الأداء المتعلق بالطلب العارض، يصبح هذا الأمر مُلزِمًا للمدعى عليه ويجب تنفيذه فورًا. وفي هذه الحالة، يكون من حق المدعي أن يتقدم بتنفيذ الحكم المستصدر من خلال اتخاذ الإجراءات التنفيذية المناسبة، سواء كان ذلك في شكل تحصيل المبلغ المالي أو أي إجراء آخر لتطبيق الحكم. وعليه، إذا كانت هناك طلبات عارضة جديدة أو تعديلات على الطلب العارض الأصلي، يمكن للمحكمة النظر فيها إذا كانت مستوفية للشروط القانونية.
- رفض الأمر: إذا رفضت المحكمة أمر الأداء المتعلق بالطلب العارض، يكون للمدعي الحق في اللجوء إلى رفع دعوى مستقلة بشأن نفس الطلب العارض، شريطة أن يكون قد توافر فيه الشروط القانونية لإصدار أمر أداء جديد. وفي حال رفض الأمر، لا يُعني ذلك بالضرورة رفض الدعوى بأكملها، بل قد تتاح فرصة أخرى لتقديم الطلب العارض من خلال إجراءات أخرى.
الطلبات العارضة تكون وسيلة لتمكين الأطراف من معالجة جوانب فرعية ومتعلقة بالقضية الأصلية، وعند قبولها أو رفضها، يظل للأطراف الحق في اتخاذ إجراءات قانونية أخرى لضمان حصولهم على حقوقهم بشكل قانوني وفعال.
شرط التحكيم في دين تتوافر فيه شروط أمر الأداء :
إذا كان الدين محل طلب أمر الأداء يتضمن شرط تحكيم، فإن هذا يعني أن الأطراف قد اتفقوا مسبقًا على إحالة أي نزاع يتعلق بهذا الدين إلى محكمة التحكيم المختصة بدلاً من اللجوء إلى القضاء العادي. وفي هذه الحالة، يُعتبر شرط التحكيم مانعًا من استصدار أمر الأداء، حيث لا يجوز للقضاء التدخل في النزاع إذا كان هناك اتفاق بين الأطراف على اللجوء إلى التحكيم.
إلا أن هناك استثناءات في حال عدم تنفيذ شرط التحكيم من قبل أحد الأطراف، فيمكن للطرف الآخر اللجوء إلى القضاء لطلب استصدار أمر أداء، ولكن بشرط أن تكون القضية تتعلق بأمر يستدعي التنفيذ الفوري (مثل استحقاق المبلغ النقدي) ولا يتعارض مع اتفاق التحكيم. في هذه الحالة، يكون بإمكان الدائن رفع الدعوى للحصول على أمر أداء وفقًا للمقتضيات القانونية، على أن يتم تنفيذ الدين في إطار النظام القضائي العادي.
لذلك، فإن وجود شرط التحكيم في الدين قد يتطلب من الأطراف اتباع إجراءات تحكيم قبل رفع الدعوى لإصدار أمر أداء، أو قد يتم قبول أمر الأداء إذا كان يتماشى مع الشروط القانونية ويستند إلى الضرورة الملحة لتنفيذ الدين.
مكتب محامى صياغة وقضايا عقود الهبة والمقاولة
✔️ تواصل معنا الآن للحصول على استشارة قانونية مدفوعة!
✔️ ضمان السرعة والدقة في إنجاز معاملاتك القانونية.
استشارة قانونية شاملة.حرصا منا على وقت عملائنا من قبل المستشار محمد منيب شخصيا خدمة مقابلة اون لاين من خلال تطبيق meet على Gmail توفر لك دعماً قانونياً عبر الانترنت .
📞 للاستفسار أو الحجز خدمة العملاء: 01006321774
📞 التواصل: احجز موعد مسبق 01006321774 – 01223232529
📍 عنوان المكتب: 13 شارع الخليفه من شارع الهرم بجوار السجل المدني