تصحيح الأحكام في قانون المرافعات المدنية والتجارية

تصحيح الأحكام في قانون المرافعات المدنية والتجارية

في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُمكن تصحيح الأحكام الصادرة عن المحكمة في حالات معينة، وذلك عندما يتبين وجود خطأ مادي أو حسابي في الحكم لا يتطلب إعادة نظر في موضوع الدعوى. يُعرف هذا الإجراء بتصحيح الأحكام، ويهدف إلى تصحيح الأخطاء التي قد تحدث أثناء صياغة الحكم أو حساب المصاريف أو الأرقام الواردة فيه دون التأثير على النتيجة القانونية أو القضائية للحكم.

تتم إجراءات تصحيح الحكم بناءً على طلب أحد الأطراف أو من تلقاء نفسها من المحكمة، ويجب أن يكون الخطأ ماديًا واضحًا كالأخطاء في الأرقام أو الأسماء أو التاريخ أو النصوص القانونية التي تم استخدامها بشكل غير دقيق. لا يعد التصحيح تغييرًا في الحكم نفسه بل تصويبًا للخطأ المادي، وبالتالي فإن تصحيح الحكم لا يمس بموضوع الدعوى ولا يُعد طعنًا في الحكم.

يهدف هذا الإجراء إلى ضمان أن تكون الأحكام دقيقة ومتوافقة مع الوقائع والبيانات الواردة فيها، ويُسهم في تحسين سير العدالة وتجنب حدوث أي خلل في تنفيذ الأحكام القضائية.

إجراءات التصحيح في قانون المرافعات المدنية والتجارية :

في قانون المرافعات المدنية والتجارية، تتم إجراءات التصحيح عندما يتبين وجود خطأ مادي في الحكم، مثل الخطأ في الأرقام أو الأسماء أو الحسابات أو النصوص التي ترد في الحكم دون أن تؤثر على جوهر القضية. ويجوز لأي من الأطراف المعنية أن يقدم طلبًا إلى المحكمة التي أصدرت الحكم لتصحيح هذا الخطأ.

تُقدم طلبات التصحيح عادةً إلى المحكمة التي أصدرت الحكم الأصلي، ويجب أن تتضمن الطلبات تحديد نوع الخطأ المادي الذي وقع في الحكم وتوضيح كيفية تصحيحه. ويشترط أن يكون الخطأ واضحًا وغير قابل للتأويل، مثل خطأ في نقل الأرقام أو أسماء الأطراف أو التاريخ.

بعد تقديم الطلب، تقوم المحكمة بمراجعة الطلب والنظر في مدى صحة الخطأ المادي، فإذا تبين لها وجود خطأ، تُصدر أمرًا بتصحيحه دون الحاجة إلى إعادة فتح القضية أو إجراء محاكمة جديدة. ويُصدر التصحيح في صورة أمر على عريضة دون الحاجة إلى جلسة أو مرافعة، ويُعتبر هذا التصحيح جزءًا من الحكم الأصلي ويؤثر في تنفيذ الحكم من دون أن يتعارض مع مبدأ الاستقرار القضائي.

تهدف هذه الإجراءات إلى تسريع عملية تصحيح الأخطاء التي قد تحدث دون التأثير على الحقوق الجوهرية للأطراف أو تغيير مضمون الحكم.

الأخطاء المادية البحتة في قانون المرافعات المدنية والتجارية :

في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُقصد بالأخطاء المادية البحتة تلك الأخطاء التي تحدث أثناء صياغة الحكم أو القرار القضائي، والتي لا تتعلق بالمضمون القانوني أو الموضوعي للقضية، بل تقتصر على أخطاء في الكتابة أو الحسابات أو النقل أو الأرقام أو الأسماء أو التاريخ. هذه الأخطاء تكون عادةً غير مقصودة ولا تؤثر على النتيجة القانونية للحكم أو قرار المحكمة.

الأخطاء المادية البحتة تشمل مثلاً: أخطاء في كتابة اسم أحد الأطراف أو في حساب المبالغ المالية أو في نقل البيانات من مستندات أخرى، أو وجود تضارب في النصوص القانونية داخل الحكم ذاته. وتعتبر هذه الأخطاء سهلة التصحيح لأنها لا تتعلق بالتحليل القضائي أو الأسس القانونية التي تم بناء الحكم عليها.

يمكن تصحيح الأخطاء المادية البحتة بناءً على طلب أحد الأطراف أو من تلقاء نفسها من المحكمة، وذلك دون الحاجة إلى إعادة النظر في القضية أو تعديل الأسس القانونية التي استند إليها الحكم. يتم التصحيح بإصدار أمر من المحكمة بعد التحقق من وجود الخطأ، وتُعتبر التعديلات جزءًا من الحكم الأصلي، مما يساهم في تحقيق الدقة والعدالة في التنفيذ دون التأثير على الموضوع الأساسي للقضية.

تصحيح محكمة الإستئناف الخطأ المادي بالحكم الإبتدائي :

في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يحق لمحكمة الاستئناف تصحيح الأخطاء المادية التي قد تكون وردت في الحكم الابتدائي، وذلك عندما يتبين لها وجود خطأ مادي بحت لا يتعلق بالمضمون القانوني أو الموضوعي للحكم. يتم ذلك بناءً على طلب أحد الأطراف أو من تلقاء نفسها من المحكمة الاستئنافية، إذا كان الخطأ المادي واضحًا ويؤثر على الشكل النهائي للحكم، مثل أخطاء في الأرقام أو الأسماء أو النقل غير الدقيق للمعلومات.

عند اكتشاف الخطأ المادي في الحكم الابتدائي، تقوم محكمة الاستئناف بتصحيحه بشكل مباشر أثناء نظرها في الاستئناف، دون الحاجة إلى إعادة فتح الموضوعات القانونية أو إعادة التحقيق في القضية. يتضمن التصحيح تعديل الأخطاء المادية دون التأثير على قرار المحكمة الأصلي، وذلك بهدف ضمان صحة الحكم وعدم وجود تناقضات أو أخطاء في البيانات.

تصحيح الخطأ المادي من قبل محكمة الاستئناف يُعد إجراءً مهمًا لضمان دقة الأحكام القضائية واستقرارها، حيث تضمن المحكمة الاستئنافية تصحيح الأخطاء التي قد تؤثر على تنفيذ الحكم أو على محتوى الأحكام التي تم إصدارها، مما يحفظ حقوق الأطراف ويعزز العدالة القضائية.

الخطأ المادي في الحكم الصادر من محكمة النقض :

في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يمكن لمحكمة النقض تصحيح الخطأ المادي الذي قد يظهر في الحكم الصادر عنها، بشرط أن يكون الخطأ متعلقًا بالأمور الشكلية أو الحسابية أو المادية التي لا تمس جوهر الحكم أو المبدأ القانوني الذي استندت إليه المحكمة في قرارها. يُقصد بالخطأ المادي في هذا السياق الأخطاء التي قد تحدث نتيجة لخطأ في الكتابة أو النقل أو الأرقام أو الأسماء، مثل خطأ في تاريخ الحكم أو في الأرقام المالية أو في تفاصيل الأطراف المعنية.

إذا تبين أن هناك خطأ مادي في حكم محكمة النقض، يجوز للمحكمة نفسها أن تصحح هذا الخطأ من خلال إصدار أمر بتصحيحه، وذلك دون الحاجة لإعادة النظر في الموضوعات القانونية التي تم الفصل فيها في الحكم. ويشترط أن يكون الخطأ واضحًا ومحددًا، ولا يتطلب إعادة التحليل أو التدقيق في القضايا القانونية التي كانت محل النقض.

تصحيح الأخطاء المادية في أحكام محكمة النقض يعزز من دقة الأحكام القضائية ويسهم في الحفاظ على استقرار النظام القضائي، ويمنع حدوث أي لبس أو تضارب في تنفيذ الأحكام الصادرة، مما يضمن عدم تأثر الحقوق الناتجة عن هذه الأحكام بسبب أخطاء غير جوهرية.

تطبيقات للخطأ المادي البحت :

في قانون المرافعات المدنية والتجارية، تتعدد التطبيقات العملية للخطأ المادي البحت الذي يمكن تصحيحه بسهولة دون التأثير على جوهر الحكم أو مضمونه القانوني. ومن أبرز هذه التطبيقات:

  1. الأخطاء في الأرقام أو الحسابات: مثل الخطأ في تحديد المبالغ المالية في الحكم، سواء كانت قيمة التعويض أو الرسوم أو المصاريف القضائية. إذا وردت أرقام غير صحيحة في الحكم بسبب خطأ مادي، يمكن تصحيحه بسهولة عبر طلب من الأطراف المعنية أو من المحكمة نفسها.
  2. الأخطاء في الأسماء أو البيانات الشخصية: في بعض الأحيان، قد يحدث خطأ مادي في كتابة أسماء الأطراف أو البيانات الشخصية الأخرى مثل العناوين أو التواريخ. يمكن تصحيح هذه الأخطاء دون التأثير على موضوع الدعوى أو النتيجة القانونية للحكم.
  3. الأخطاء في نقل النصوص القانونية: في بعض الحالات، قد يحدث خطأ مادي في نقل نصوص قانونية أو أحكام سابقة ضمن حيثيات الحكم. وإذا كان الخطأ لا يؤثر على القاعدة القانونية التي استند إليها الحكم، يمكن تصحيحه من خلال طلب التصحيح.
  4. الخطأ في تاريخ الحكم أو إجراءات المحاكمة: قد يتم ذكر تاريخ غير دقيق أو غير مطابق للواقع في الحكم، مثل تحديد موعد غير صحيح للجلسات أو تاريخ صدور الحكم. يمكن تصحيح هذه الأخطاء المادية لتوضيح الحقائق الدقيقة.

تسعى هذه التطبيقات إلى ضمان دقة الأحكام القضائية وسلامة البيانات الواردة فيها، مع المحافظة على مبدأ الاستقرار القضائي. يتم التصحيح عادةً دون الحاجة إلى إعادة فتح موضوع الدعوى أو نقض القرار، مما يساهم في سرعة تنفيذ الأحكام وحماية حقوق الأطراف.

تصحيح الخطأ في أسماء الخصوم :

في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُعد تصحيح الخطأ في أسماء الخصوم من الأخطاء المادية البحتة التي يمكن تصحيحها بسهولة، حيث لا يؤثر تصحيح الاسماء على جوهر الدعوى أو قرار المحكمة. في حال حدوث خطأ في كتابة اسم أحد الخصوم، سواء كان ذلك نتيجة لخطأ إملائي أو نقص في البيانات، يحق للطرف المتضرر من هذا الخطأ أو المحكمة نفسها أن تطلب تصحيحه.

تصحيح الخطأ في أسماء الخصوم يتم عادةً عبر تقديم طلب إلى المحكمة التي أصدرت الحكم أو قرار الإجراء، ويشمل تصحيح الاسم أو اللقب أو البيانات الأخرى المتعلقة بالخصم في سجلات المحكمة أو في الحكم القضائي. يتم ذلك دون الحاجة لإعادة نظر في الموضوع القانوني أو القضية، حيث يقتصر التصحيح على تعديل الأخطاء المادية فقط.

يهدف تصحيح مثل هذه الأخطاء إلى ضمان دقة البيانات القانونية وضمان أن تكون الأحكام القضائية صحيحة من الناحية الشكلية، ما يسهم في تحسين تنفيذ الأحكام وحماية حقوق الأطراف.

المحكمة المختصة بالتصحيح :

في قانون المرافعات المدنية والتجارية، المحكمة المختصة بالتصحيح هي المحكمة التي أصدرت الحكم أو القرار الذي يحتوي على الخطأ المادي. في حال اكتشاف خطأ مادي في الحكم، سواء كان يتعلق بالأرقام أو الأسماء أو أي تفاصيل مادية أخرى، يحق للطرف المعني أو المحكمة نفسها طلب التصحيح.

إذا كان الخطأ المادي قد وقع في حكم ابتدائي، فإن المحكمة المختصة بتصحيحه هي ذات المحكمة التي أصدرت الحكم الابتدائي، سواء كانت محكمة أول درجة أو محكمة الاستئناف، بناءً على مستوى الحكم. أما إذا كان الخطأ في حكم صادر عن محكمة النقض، فإن محكمة النقض هي المختصة بتصحيحه. تصحيح الأخطاء المادية لا يتطلب إعادة فتح الموضوعات القانونية أو الموضوعية المتعلقة بالدعوى، بل يقتصر فقط على تصويب الأخطاء الشكلية أو الحسابية.

تهدف هذه الإجراءات إلى ضمان استقرار الأحكام القضائية ودقتها، مع إتاحة المجال لتصحيح الأخطاء البسيطة التي قد تظهر دون التأثير على جوهر القضية أو نتيجة الدعوى.

الطعن في القرار الصادر في طب التصحيح :

في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُمكن الطعن في القرار الصادر بشأن تصحيح الأخطاء المادية في الحكم إذا كان أحد الأطراف يرى أن التصحيح قد تم بطريقة غير صحيحة أو أنه تم بشكل يتعارض مع القانون. وعلى الرغم من أن تصحيح الأخطاء المادية يهدف إلى تصويب الأخطاء الشكلية فقط دون المساس بالجوهر القانوني أو الموضوعي للحكم، إلا أن القرار الصادر في هذا الشأن قد يتعرض للطعن إذا تم التصحيح بناءً على تفسير خاطئ أو إذا لم يكن الخطأ المادي مؤثرًا في النتيجة القانونية.

الطعن في قرار التصحيح يكون عادة أمام المحكمة الأعلى درجة التي أصدرت الحكم الأصلي. في حالة التصحيح الذي تم في حكم صادر عن محكمة ابتدائية، يتم الطعن أمام محكمة الاستئناف، بينما إذا كان التصحيح متعلقًا بحكم محكمة النقض، فيمكن الطعن في قرار التصحيح أمام نفس المحكمة (محكمة النقض).

يُرفع الطعن في قرار التصحيح وفقًا للإجراءات القانونية المحددة، وعادةً ما يتم النظر في الطعن في جلسة خاصة. الهدف من الطعن هو التأكد من أن عملية التصحيح تمت بما يتماشى مع القواعد القانونية، وأنه لم يتم تعديل الحكم أو تغيير معطياته بشكل يتعارض مع العدالة أو الحقوق المكتسبة.

مكتب محامى صياغة وقضايا عقود الهبة والمقاولة

✔️ تواصل معنا الآن للحصول على استشارة قانونية مدفوعة!
✔️ ضمان السرعة والدقة في إنجاز معاملاتك القانونية.

استشارة قانونية شاملة.حرصا منا على وقت عملائنا من قبل المستشار محمد منيب شخصيا خدمة مقابلة اون لاين من خلال تطبيق meet على Gmail توفر لك دعماً قانونياً عبر الانترنت .

📞 للاستفسار أو الحجز خدمة العملاء: 01006321774

📞 التواصل: احجز موعد مسبق  01006321774  –  01223232529

📍 عنوان المكتب: 13 شارع الخليفه من شارع الهرم بجوار السجل المدني

 

 

 

error: