شروط قبول الدعوى وعناصرها

شروط قبول الدعوى وعناصرها

شروط قبول الدعوى وعناصرها

 أهمية شروط قبول الدعوى في نظام التقاضي

تُعد الدعوى القضائية الوسيلة التي يلتجئ بها الأفراد إلى القضاء للمطالبة بحقوقهم أو حماية مصالحهم المشروعة.
لكن لا يكفي مجرد اللجوء إلى المحكمة حتى تنظر الدعوى، بل يجب أن تتوافر فيها شروط القبول التي نص عليها قانون المرافعات المدنية والتجارية المصري.
فبدون هذه الشروط، لا تكون الدعوى مقبولة أمام القضاء، مهما كان الحق المدعى به قائمًا أو مشروعًا.

 مفهوم الدعوى القضائية

تعرف الدعوى بأنها:

“الحق في الالتجاء إلى القضاء للمطالبة بحماية حق أو مركز قانوني اعتدي عليه أو مهدد بالاعتداء.”

فهي أداة قانونية ينظمها المشرع لضمان تحقيق العدالة، ويُشترط لقبولها توافر مجموعة من الشروط الشكلية والموضوعية التي تكفل سلامة الإجراءات ومنع إساءة استعمال حق التقاضي.

 الشروط الأساسية لقبول الدعوى

حدد المشرع المصري في المادة الثالثة من قانون المرافعات ثلاثة شروط رئيسية يجب توافرها لقبول أي دعوى أمام المحكمة، وهي:
الصفة، والمصلحة، والأهلية.
وسنوضح كل شرط منها على النحو الآتي:

1- شرط الصفة

الصفة هي الرابطة القانونية بين المدعي والحق محل النزاع، أي أن يكون من يرفع الدعوى هو صاحب الحق أو من يمثله قانونًا.
فلا تُقبل الدعوى من شخص لا تربطه علاقة قانونية بالحق المدعى به.
كما لا يجوز رفع الدعوى إلا ضد من له صفة في النزاع.
وقد استقر القضاء المصري على أن الدفع بانعدام الصفة يُعد من الدفوع المتعلقة بالنظام العام، ويجوز للمحكمة أن تقضي به من تلقاء نفسها في أي مرحلة من مراحل الدعوى.

2- شرط المصلحة

المصلحة هي المنفعة القانونية التي يسعى المدعي لتحقيقها من وراء الدعوى.
ولا تقبل أي دعوى إذا لم يكن لصاحبها مصلحة قائمة ومباشرة يقرها القانون.
ويكفي أن تكون المصلحة محتملة إذا كان هناك خطر حقيقي يهدد حقًا قائمًا.
وتكمن أهمية هذا الشرط في منع الدعاوى الكيدية أو الصورية، وضمان أن يكون التقاضي لتحقيق غاية قانونية مشروعة وليس لمجرد العبث أو الإضرار بالغير.

3- شرط الأهلية

الأهلية هي القدرة القانونية على مباشرة الخصومة أمام القضاء.
ويجب أن يكون المدعي متمتعًا بالأهلية القانونية الكاملة وفق أحكام القانون المدني.
فإن كان ناقص الأهلية أو عديمها، وجب أن ترفع الدعوى بواسطة من يمثله قانونًا كالولي أو الوصي أو القيم.
وإذا رُفعت الدعوى من غير ذي أهلية، كانت باطلة شكلاً ويُقضى بعدم قبولها.

 عناصر الدعوى في القانون المصري

لكي تقوم الدعوى بصورة صحيحة، لا بد أن تتوافر فيها ثلاثة عناصر أساسية هي:

1- الأطراف (المدعي والمدعى عليه)

وهما طرفا الخصومة القضائية، ويشترط أن تكون لكل منهما صفة قانونية صحيحة في الدعوى.

2- الموضوع أو محل النزاع

وهو الحق أو المركز القانوني الذي يطلب المدعي حمايته أو تقريره أو إلزام المدعى عليه بأدائه.

3- السبب القانوني للدعوى

ويقصد به الواقعة أو التصرف القانوني الذي يستند إليه المدعي في إقامة دعواه، مثل عقد، أو التزام، أو واقعة قانونية.

ولا تقوم الدعوى بدون أحد هذه العناصر الثلاثة، فإذا غاب أحدها بطلت الدعوى لعدم اكتمال مقوماتها القانونية.

أثر تخلف شروط القبول

إذا تخلف أحد شروط القبول (الصفة، المصلحة، أو الأهلية)، تحكم المحكمة بعدم قبول الدعوى دون أن تتعرض لموضوعها.
ويجوز للمحكمة أن تثير هذا الدفع من تلقاء نفسها لأنه من النظام العام.
ويختلف الحكم بعدم القبول عن الحكم برفض الدعوى، فالأول يعني أن الدعوى لم تُقبل شكلًا، بينما الثاني يعني أن المحكمة بحثت في الموضوع ووجدت أن المدعي لا حق له فيما طلب.

 التمييز بين شروط القبول والدفوع الموضوعية

من المهم التفرقة بين شروط قبول الدعوى والدفوع الموضوعية:

  • شروط القبول تتعلق بإمكانية نظر الدعوى أمام القضاء.

  • أما الدفوع الموضوعية فتتناول الحق ذاته، مثل الدفع بانقضاء الالتزام أو بعدم قيامه.
    وبالتالي، فإن تحقق شروط القبول يُعد الخطوة الأولى لولوج باب العدالة وبحث موضوع النزاع.

أهمية التحقق من شروط القبول

التحقق من توافر شروط القبول لا يقتصر على المحكمة فقط، بل هو واجب على المحامي قبل رفع الدعوى، لضمان سلامة الإجراءات وتجنب رفض الدعوى شكلاً.
فالإلمام بشروط القبول وعناصر الدعوى يُعد من أساسيات العمل القضائي الناجح، ويُظهر مدى احتراف المحامي ودقته في إعداد صحف الدعاوى.

خاتمة شروط قبول الدعوى وعناصرها

إن شروط قبول الدعوى وعناصرها ليست مجرد قواعد إجرائية، بل هي ضمانات لتحقيق العدالة ومنع التعسف في استعمال حق التقاضي.
فمن خلال التزام الأطراف والمحامين بهذه الشروط، يتحقق الهدف الأسمى من القضاء، وهو الفصل في المنازعات بحياد وعدالة وفق القانون.

الدفع بعدم إختصاص المحكمة محليا بنظر النزاع

خبير قانوني في قانون المرافعات وإعداد الدعاوى والدفوع القانونية

يُعد المستشار محمد منيب من أبرز الخبراء القانونيين المتخصصين في قانون المرافعات المدنية والتجارية، ويمتلك خبرة عميقة في إعداد وصياغة الدعاوى والدفوع القانونية أمام جميع المحاكم المصرية.

يتميز بدقته في تحليل الوقائع وتطبيق النصوص القانونية، وباحترافه في كتابة المذكرات والدفوع الشكلية والموضوعية بأسلوب قانوني رصين وواضح يعزز الموقف القضائي لموكليه.

يقدم المستشار محمد منيب خدمات قانونية احترافية تعتمد على البحث الدقيق والالتزام الصارم بأحكام القانون، مما يجعله الخيار الأمثل لكل من يبحث عن خبير قانوني موثوق في مجال المرافعات وصياغة الدفوع القانونية في مصر.

مكتب محمد منيب المحامي في الهرم

📞 للاستفسار أو الحجز خدمة العملاء: 01006321774

📞 التواصل: احجز موعد مسبق  01006321774  –  01223232529

📍 عنوان المكتب: 13 شارع الخليفه من شارع الهرم بجوار السجل المدني

error: