عدم صلاحية القضاة وردهم وتنحيتهم المادة 146 مرافعات
المادة 146 من قانون المرافعات المصري تتناول مسألة عدم صلاحية القضاة وردهم وتنحيتهم في سياق الطعون التي قد تُرفع ضدهم من الأطراف المتقاضين في القضايا المنظورة أمامهم. تنص المادة على أنه يجوز لكل طرف في الدعوى أن يطلب رد القاضي في حال كان هناك سبب مشروع لذلك، مثل وجود علاقة شخصية أو مصلحة مباشرة للقاضي في القضية أو إذا كان القاضي قد أدلى برأي مسبق حول القضية قبل النظر فيها.
كما يُمكن للقاضي أن يتنحى عن نظر القضية إذا كان يرى في نفسه عدم القدرة على الفصل فيها بحيادية، سواء كان بسبب علاقة سابقة بأحد أطراف الدعوى أو لأي سبب آخر يعوق أداءه بشكل موضوعي. الهدف من ذلك هو ضمان نزاهة وحيادية القضاء في الفصل في القضايا وتحقيق العدالة.
إجراءات الرد أو التنحي عادة ما تتطلب تقديم طلب مسبب للمحكمة التي ينتمي إليها القاضي، ويتم البت في هذا الطلب بواسطة دائرة أخرى من القضاة لتفادي أي تعارض في المصالح أو التأثير على سير العدالة.
المادة 146 من قانون المرافعات المصري: دراسة في شروط الرد والتنحي :
تعد المادة 146 من قانون المرافعات المصري من أهم المواد التي تتعلق بحسن سير العدالة وتوفير الضمانات اللازمة للأطراف في الدعوى، حيث تنظم مسألة الرد والتنحي بالنسبة للقضاة. وتعتبر هذه المادة جزءاً أساسياً من القوانين التي تهدف إلى تعزيز نزاهة القضاء وحمايته من أي مؤثرات قد تؤثر على حياديته، وبالتالي ضمان حقوق المتقاضين.
النص القانوني للمادة 146
تنص المادة 146 من قانون المرافعات المصري على ما يلي:
عدم صلاحية القاضي لنظر الدعوى ووجوب امتناعه عن سماعها إن كان قد سبق له نظرها يقتضى – وعلى ما جرى به قضاء هذه المحكمة – ألا يقوم القاضى بعمل يجعل له رأياً فى الدعوى أو معلومات شخصية تتعارض مع ما يشترط فيه من خلو الذهن عن موضوعها حتى يستطيع أن يزن حجج الخصوم وزناً مجرداً .
مفهوم الرد والتنحي :
الرد: هو طلب يقدمه أحد أطراف الدعوى إلى المحكمة من أجل استبعاد القاضي الذي ينظر القضية بسبب وجود مصلحة شخصية له في القضية أو بسبب علاقات قد تؤثر على حياديته. قد يتعلق ذلك بعلاقة عائلية أو مالية أو مهنية تربط القاضي بإحدى الأطراف.
-
التنحي: هو القرار الذي يتخذه القاضي نفسه، إذا شعر بعدم القدرة على الفصل في الدعوى بحيادية، إما بسبب معرفته المسبقة بالقضية أو وجود ارتباطات شخصية قد تؤثر على حكمه.
أسباب الرد والتنحي في ضوء المادة 146 :
تتعدد الأسباب التي قد تدعو إلى رد القاضي أو تنحيه، والتي نصت عليها المادة 146:
-
العلاقة الشخصية: إذا كان القاضي على علاقة شخصية أو عائلية بأحد أطراف الدعوى، سواء كانت علاقة صداقة أو قرابة أو غيرها من الروابط التي قد تؤثر على حكمه.
-
المصلحة الشخصية: إذا كان للقاضي مصلحة مباشرة أو غير مباشرة في الدعوى، مثل أن يكون له مصالح مالية أو تجارية مع أحد الأطراف.
-
الرأي المسبق: إذا كان القاضي قد أبدى رأيًا مسبقًا في موضوع القضية قبل نظرها، سواء كان هذا الرأي علنيًا أو ضمنيًا، مما يخلق شكوكًا حول حياديته.
-
الارتباط المهني: في حالة إذا كان القاضي قد عمل سابقًا مع أحد أطراف الدعوى في مسائل أخرى قد تؤثر على قدرته على الحكم بحيادية.
إجراءات الرد والتنحي :
تبدأ إجراءات الرد بتقديم طلب من الطرف المتضرر إلى المحكمة يذكر فيه أسباب الرد ويدعمها بالأدلة المتاحة. ويجب أن يتسم الطلب بالجدية وأن يكون مسببًا بما يثبت وجود سبب مشروع للرد.
بعد ذلك، تقوم المحكمة التي ينتمي إليها القاضي المعني بالطلب بمراجعة القضية وتحديد ما إذا كانت الأسباب الواردة في الطلب تستدعي الرد. إذا رأت المحكمة أن هناك أسبابًا مشروعة للرد، يتم استبعاد القاضي من النظر في القضية ويُعين قاضٍ آخر بدلاً منه.
أما إذا طلب القاضي التنحي طواعية، فيتم قبول طلبه إذا ثبت أنه غير قادر على الفصل في القضية بحيادية. وفي حال رفض القاضي طلب التنحي أو إذا كان هناك تشكك في الأسباب التي قدمها، يجوز للخصوم تقديم طلب للمحكمة للنظر في قبول أو رفض هذا الطلب.
أهمية المادة 146 في ضمان العدالة :
يُعتبر تطبيق المادة 146 من قانون المرافعات المصري من أبرز الضمانات التي تكفل نزاهة القضاء. فإتاحة الفرصة لأطراف الدعوى في الطعن في صلاحية القاضي يعزز من الثقة في النظام القضائي، ويضمن أن يكون الحكم صادرًا عن قاضي محايد لا تربطه أي علاقات قد تؤثر على قراره.
إلى جانب ذلك، تساهم هذه المادة في حماية القضاة أنفسهم من أي ضغوط قد تمارس عليهم في حال وجود شكوك حول حياديتهم، وتساعد في الحفاظ على سمعة القضاء في المجتمع.
النتائج القانونية لإجراءات الرد والتنحي :
إذا ثبتت صحة طلب الرد، يتم استبعاد القاضي عن نظر الدعوى، ويُعين قاضٍ آخر. وهذه الإجراءات لا تؤثر على سير الدعوى نفسها، إذ يتم المضي قدمًا في القضية لكن بمع قاضٍ آخر يتمتع بالحيادية التامة.
أما إذا تم قبول طلب التنحي، فإن القاضي يبتعد عن القضية طواعية، ويتم اختيار قاضٍ آخر لمتابعة القضية.
التفرقة بين عدم صلاحية القاضي ورده وتنحيه الجوازي عن نظر الدعوى :
التفرقة بين عدم صلاحية القاضي وردّه وتنحيه الجوازي عن نظر الدعوى أمر مهم في الفقه القانوني، حيث تشكل هذه المفاهيم ضمانات أساسية لحيادية القضاء ونزاهته.
-
عدم صلاحية القاضي: يُقصد به أن القاضي غير مؤهل قانونًا أو أخلاقيًا للنظر في الدعوى. قد تنشأ هذه الحالة بسبب وجود موانع قانونية تمنع القاضي من الفصل في القضية، مثل وجود صلة قرابة أو علاقة خاصة مع أحد أطراف الدعوى، أو بسبب ظروف صحية أو شخصية تمنعه من أداء عمله بشكل سليم. عدم الصلاحية يتضمن حالات ثابتة وفق القانون، مثل فقدان القاضي لشرط من شروط توليه القضاء.
-
رد القاضي: هو طلب يقدمه أحد أطراف الدعوى للمحكمة لاستبعاد القاضي من نظر القضية إذا كانت هناك أسباب مشروعة لذلك، مثل وجود مصلحة شخصية أو علاقة خاصة بين القاضي وأحد أطراف الدعوى قد تؤثر على حياديته. الرد هو حق من حقوق المتقاضين ويمكن طلبه عندما يكون هناك شك في قدرة القاضي على تقديم حكم عادل ونزيه.
-
تنحي القاضي الجوازي: هو القرار الذي يتخذه القاضي بنفسه عندما يشعر بوجود سبب يمنعه من الفصل في الدعوى بحيادية. يمكن أن يكون هذا بسبب معرفة مسبقة بالقضية أو علاقة شخصية بأحد الأطراف. التنحي هنا ليس إجبارياً، بل هو خيار يترك للقاضي بناءً على تقديره الشخصي لمدى قدرته على النظر في الدعوى بموضوعية، وهو إجراء طوعي يهدف إلى الحفاظ على نزاهة القضاء.
إذن، الفرق الرئيسي بين هذه المفاهيم يكمن في أن عدم صلاحية القاضي يتعلق بوجود مانع قانوني ثابت يحول دون نظر القاضي للقضية، بينما الرد هو طلب يتقدم به أحد أطراف الدعوى لاستبعاد القاضي بسبب أسباب قد تؤثر على حياديته. أما التنحي الجوازي فهو قرار طوعي من القاضي نفسه عندما يرى أنه غير قادر على الفصل في الدعوى بحيادية.
ثلاث طوائف لأسباب تنحية القاضي عن نظر الدعوى :
تنص قوانين المرافعات على عدة أسباب قد تدعو القاضي إلى التنحي عن نظر الدعوى، ويمكن تقسيم هذه الأسباب إلى ثلاث طوائف رئيسية تتعلق بالحيادية والقدرة على الفصل في القضية بشكل عادل. وتتمثل هذه الطوائف في:
-
الأسباب الشخصية: تشمل الأسباب التي تتعلق بعلاقات القاضي الشخصية أو العائلية بأحد أطراف الدعوى، مثل وجود قرابة عائلية أو علاقة صداقة وثيقة قد تؤثر على قدرة القاضي على اتخاذ قرار مستقل. كما تشمل هذه الطائفة أيضاً إذا كان للقاضي مصلحة مباشرة أو غير مباشرة في القضية، مثل أن يكون له مصلحة مالية أو تجارية متعلقة بأحد أطراف الدعوى.
-
الأسباب المهنية: تتعلق هذه الأسباب بحالة القاضي من الناحية المهنية، مثل وجود تعارض مصالح بين القاضي وأحد الأطراف بسبب العمل السابق معه أو ارتباطه المهني بأحدهم. على سبيل المثال، إذا كان القاضي قد أبدى رأيًا مسبقًا في القضية أو كان قد عمل مستشارًا قانونيًا لأحد الأطراف، فهذا قد يخلق شكوكًا حول قدرته على الفصل في القضية بموضوعية.
-
الأسباب الموضوعية: تتعلق هذه الأسباب بحالة القاضي من الناحية الموضوعية، مثل معرفته المسبقة بوقائع القضية أو إذا كانت هناك معلومات قد يكون القاضي قد اطلع عليها خارج نطاق الدعوى التي يتم نظرها، مما يؤدي إلى شكوك حول حياديته. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان القاضي يعاني من ظروف صحية أو ذهنية قد تؤثر على قدرته على التفكير السليم واتخاذ قرارات قانونية دقيقة، فإن هذا يعتبر سببًا آخر للتنحي.
تتمثل الغاية من هذه الطوائف الثلاث في ضمان أن القاضي الذي ينظر القضية يكون خاليًا من أي تأثيرات قد تؤثر على حكمه، وبالتالي ضمان العدالة والنزاهة في سير الدعوى.
الطائفة الأولي : أسباب عدم صلاحية القاضي :
تتعلق أسباب عدم صلاحية القاضي بعدم أهليته أو قدرته القانونية على النظر في الدعوى بسبب وجود موانع ثابتة تمنعه من القيام بمهامه بشكل حيادي وعادل. هذه الأسباب تنشأ من ظروف قانونية أو شخصية تجعل من غير الممكن للقاضي الفصل في القضية بموضوعية. وتشمل هذه الأسباب:
-
وجود صلة قرابة أو علاقة شخصية مع أحد أطراف الدعوى: إذا كان القاضي مرتبطًا بعلاقة عائلية أو صداقة وثيقة مع أحد أطراف الدعوى، قد يؤثر ذلك على قدرته في اتخاذ قرار عادل، مما يؤدي إلى عدم صلاحياته. على سبيل المثال، إذا كان القاضي أخًا أو ابنًا أو قريبًا لأحد المتقاضين.
-
وجود مصلحة شخصية: إذا كان للقاضي مصلحة مالية أو مهنية مباشرة أو غير مباشرة في القضية المعروضة أمامه، فإنه يصبح غير مؤهل للنظر في الدعوى. مثل أن يكون له استثمار تجاري مع أحد أطراف الدعوى أو علاقة مهنية قد تؤثر على حياديته.
-
الافتقار إلى شروط التعيين: قد يكون القاضي غير صالح إذا فقد أحد شروط تعيينه، مثل وجود حكم جنائي ضده أو إذا ثبت أنه غير مؤهل علميًا أو مهنيًا لممارسة القضاء.
-
التحيز المسبق أو التفاهمات: إذا كان القاضي قد اتخذ موقفًا مسبقًا أو أبدى رأيًا بشأن القضية قبل أن يتم نظرها، فقد يُعتبر غير صالح للنظر فيها. كذلك، إذا كان قد عمل سابقًا مع أحد أطراف الدعوى في مسائل مهنية أو استشارية، فهذا يؤدي إلى فقدان صلاحية القاضي.
تهدف هذه الأسباب إلى ضمان أن القاضي الذي ينظر القضية لا يكون متأثرًا بعوامل شخصية أو مهنية قد تؤثر على قراره، وبالتالي تضمن نزاهة العملية القضائية والعدالة للأطراف المتقاضين.
الطائفة الثانية : أسباب رد القاضي :
تتمثل أسباب رد القاضي في الحالات التي يمكن فيها للطرف المتقاضي طلب استبعاد القاضي من نظر الدعوى، وذلك إذا كانت هناك أسباب مشروعة تدعو إلى الشك في قدرة القاضي على الفصل في القضية بحيادية. وهذه الأسباب تتعلق بوجود مواقف أو علاقات قد تؤثر على استقلالية القاضي وحياده، وبالتالي تؤثر على نزاهة الحكم. تشمل أبرز هذه الأسباب:
-
وجود علاقة شخصية أو عائلية مع أحد أطراف الدعوى: إذا كان القاضي على علاقة وثيقة أو قرابة مع أحد أطراف القضية، مثل أن يكون له صلة عائلية (كأن يكون قريبًا لأحد المتقاضين) أو صداقة قد تؤثر على قراره، يحق للطرف الآخر طلب رد القاضي.
-
وجود مصلحة شخصية للقاضي في الدعوى: إذا كان للقاضي مصلحة مادية أو معنوية في القضية المعروضة أمامه، مثل أن يكون له ارتباطات تجارية مع أحد الأطراف أو مصلحة مالية تؤثر على حياديته، فإنه يمكن للطرف المتقاضي طلب رد القاضي.
-
إبداء رأي مسبق من القاضي بشأن القضية: إذا كان القاضي قد عبر عن رأي مسبق في موضوع القضية، سواء في محافل عامة أو خاصة، أو إذا كان قد خاض في القضية أو شارك في نقاشها بشكل مسبق، يمكن أن يؤدي ذلك إلى شكوك حول قدرته على اتخاذ حكم عادل. في هذه الحالة، يُعتبر القاضي غير محايد، ويجوز للأطراف طلب رده.
-
وجود علاقة مهنية سابقة مع أحد الأطراف: إذا كان القاضي قد عمل سابقًا في مهنة استشارية أو قانونية لصالح أحد أطراف الدعوى، أو إذا كانت له علاقة مهنية سابقة قد تثير الشكوك حول حياديته في الفصل في القضية، مثل أن يكون قد مثل أحد الأطراف في قضية سابقة، فيحق للخصم طلب رد القاضي.
تهدف هذه الأسباب إلى ضمان أن تكون كل الأحكام القضائية صادرة عن قضاة محايدين لا تتأثر قراراتهم بأي مؤثرات خارجية، ما يضمن تحقيق العدالة ويعزز الثقة في النظام القضائي.
الطائفة الثالثة : أسباب التنحى الجوازي المتروكة لتقدير القاضي إذا ما أستشعر الحرج من نظر القضية :
تتمثل الطائفة الثالثة من أسباب تنحي القاضي في الحالات التي يُترك فيها للقاضي نفسه تقدير ما إذا كان يجب عليه التنحي عن نظر الدعوى أم لا، بناءً على شعوره الشخصي بالحرج أو عدم القدرة على الفصل في القضية بحيادية. هذا النوع من التنحي يُسمى “التنحي الجوازي”، حيث يُفترض في القاضي أن يكون لديه القدرة على تحديد ما إذا كانت هناك ظروف قد تؤثر على استقلاله أو حياديته. وتشمل الأسباب التي قد تدفع القاضي للتنحي بموجب تقديره الشخصي:
-
الشعور بعدم القدرة على الفصل بحيادية: إذا شعر القاضي بأنه غير قادر على الحكم في القضية بموضوعية بسبب ظروف معينة، مثل إذا كانت القضية ذات طبيعة معقدة أو ترتبط بمشاعر شخصية قد تؤثر على اتخاذ قراره، فإنه يُمكنه التنحي عن نظر القضية. هذا الشعور بالحرج قد ينشأ من عوامل نفسية أو حتى فكرية قد تجعل القاضي يعتقد أنه لا يستطيع أن يكون محايدًا.
-
العلاقة السابقة بالقضية أو أطرافها: قد يشعر القاضي بالحاجة إلى التنحي إذا كان لديه معرفة سابقة بأحد أطراف الدعوى أو إذا كانت هناك روابط غير مباشرة قد تؤثر على تقييمه الموضوعي للوقائع. على سبيل المثال، إذا كان القاضي قد تعامل مع أحد الأطراف في قضايا سابقة أو كان قد أخذ مواقف شخصية قد تؤثر على قراره، فإنه يُمكنه التنحي بشكل طوعي.
-
التعرض لضغوط أو تأثيرات غير مباشرة: إذا شعر القاضي بأنه يتعرض لضغوط أو تدخلات من خارج المحكمة قد تؤثر على قراره، حتى وإن كانت هذه الضغوط غير مباشرة أو غير واضحة، يمكن له التنحي عن القضية تجنبًا لأي شكوك حول نزاهته.
الهدف من التنحي الجوازي هو توفير ضمانات إضافية لضمان نزاهة القضاء، حيث يُمنح القاضي الحرية في اتخاذ القرار بناءً على شعوره الشخصي بالقدرة على الفصل في القضية بحيادية، دون أن يكون تحت أي ضغط خارجي أو داخلي قد يؤثر على استقلاله.
عدم صلاحية القاضي :
عدم صلاحية القاضي تعني وجود موانع قانونية أو موضوعية تمنعه من نظر الدعوى، مما يجعله غير مؤهل للفصل فيها بحيادية .
وهذه الموانع تكون منصوصًا عليها قانونًا ولا تخضع لتقدير القاضي أو أطراف الدعوى، بل تعد أسبابًا قاطعة توجب استبعاده تلقائيًا .
ومن أبرز هذه الأسباب أن يكون القاضي قريبًا أو صهرًا لأحد الخصوم حتى درجة معينة يحددها القانون، أو أن تكون له مصلحة شخصية مباشرة في القضية، مثل أن يكون له ارتباط مالي أو تجاري بأحد أطراف الدعوى. كما يعد القاضي غير صالح إذا كان قد سبق له نظر ذات القضية بصفة أخرى، كأن يكون قد أبدى رأيًا مسبقًا فيها أو مثل أحد الأطراف كمحامٍ أو وكيل .
عدم الصلاحية في هذه الحالات تهدف إلى ضمان حيادية القاضي وتجنيب العدالة أي شبهة من التأثير أو التعارض في المصالح، بما يرسخ ثقة المتقاضين في نزاهة القضاء واستقلاله.
أسباب عدم صلاحية القاضي وهي علي سبيل الحصر وتتعلق بالنظام العام :
تُحدد أسباب عدم صلاحية القاضي على سبيل الحصر في القانون، نظرًا لارتباطها الوثيق بالنظام العام، مما يجعلها إلزامية وغير قابلة للتقدير أو التنازل من قبل الخصوم. فبمجرد تحقق إحدى هذه الأسباب، يُعتبر القاضي غير صالح لنظر الدعوى، ويُمنع تلقائيًا من الفصل فيها، ويترتب على مخالفته البطلان المطلق للحكم. وتشمل هذه الأسباب:
- وجود صلة قرابة أو مصاهرة بين القاضي وأحد الخصوم حتى الدرجة التي يحددها القانون، وذلك لمنع أي تأثير شخصي على مسار العدالة.
- وجود مصلحة شخصية مباشرة أو غير مباشرة للقاضي في القضية، كأن يكون شريكًا أو دائناً أو مدينًا لأحد أطراف الدعوى، مما قد يثير شبهة التحيز.
- إذا كان القاضي قد سبق له نظر القضية بصفة أخرى، كأن يكون قد عمل كمحامٍ أو خبير أو ممثل قانوني لأحد الأطراف فيها، مما يطعن في حياديته.
- إبداء القاضي رأيًا مسبقًا في موضوع الدعوى، سواء من خلال حكم سابق أو تصريح رسمي، مما يؤثر على موضوعيته في الفصل فيها.
- إذا كان القاضي يعمل في محكمة سبق أن أصدرت قرارًا في القضية ذاتها في درجة تقاضٍ أدنى، مما قد يؤثر على استقلالية قراره الجديد.
نظرًا لارتباط هذه الأسباب بالنظام العام، فإن مخالفتها تؤدي إلى بطلان الحكم، حتى ولو لم يُثر أحد الأطراف هذا الدفع، تأكيدًا على مبدأ حياد القاضي وضمانًا لتحقيق العدالة بأعلى درجات النزاهة والاستقلالية.
السبب الأول لعدم صلاحية القاضي : وجود قرابة أو مصاهرة إلى الدرجة الرابعة مع دخول الغاية بين القضاة في الدائرة التي تنظر الدعوى :
من أبرز أسباب عدم صلاحية القاضي التي تتعلق بالنظام العام، هو وجود قرابة أو مصاهرة بين القاضي وأحد أطراف الدعوى حتى الدرجة الرابعة. ينص القانون على أنه لا يجوز للقاضي أن ينظر في دعوى يكون فيها طرف من أطراف النزاع قريبًا له أو من أقاربه حتى الدرجة الرابعة، سواء كانت القرابة مباشرة (كالوالدين والأبناء) أو غير مباشرة (كالأشقاء والأحفاد، أو أعمام وأخوال القاضي وأقاربه من الدرجة الثانية والثالثة).
الهدف من هذا الشرط هو ضمان الحيادية المطلقة للقاضي ومنع أي تأثير شخصي قد يكون له نتيجة وجود روابط عائلية أو مصاهرة مع أحد أطراف الدعوى، إذ قد تؤثر هذه العلاقات في قراراته أو في نظره للأدلة والشهادات.
إضافة إلى ذلك، يشمل هذا المنع دخول الغاية بين القضاة في نفس الدائرة التي تنظر الدعوى. “دخول الغاية” يعني أن هناك ارتباطًا مباشرًا بين القاضي وأحد أطراف الدعوى من خلال علاقات أخرى في الدائرة القضائية ذاتها. على سبيل المثال، إذا كان أحد القضاة في نفس الدائرة القضائية على صلة قرابة أو مصاهرة بأحد أطراف الدعوى، فإن هذا يشكل سببًا لعدم صلاحية القاضي في هذه القضية، حتى وإن لم يكن هو القاضي المباشر في نظر الدعوى.
تُعتبر هذه الضوابط ضرورية لضمان أن القضاة ينظرون في القضايا بعيدًا عن أي تأثيرات أو تحيزات محتملة، ويعزز ذلك من ثقة المتقاضين في نزاهة القضاء وحياده.
السبب الثاني لعدم صلاحية القاضي : وجود قرابة أو مصاهرة إلى الدرجة الرابعة مع دخول الغاية بين القاضي أو أحد القضاة في الدائرة التي تنظر الدعوى وبين ممثل النيابة أو الممثل القانوني لأحد الخصوم أو الوكيل في الخصومة عنه :
يعد السبب الثاني لعدم صلاحية القاضي مرتبطًا بوجود قرابة أو مصاهرة حتى الدرجة الرابعة بين القاضي وأحد أطراف الدعوى أو ممثلين آخرين في القضية مثل ممثل النيابة العامة أو الممثل القانوني لأحد الخصوم (كالوكيل أو المحامي). يشمل هذا السبب أيضًا دخول الغاية بين القاضي أو أحد القضاة في الدائرة التي تنظر الدعوى، وبين ممثل النيابة أو المحامي الذي يتولى تمثيل أحد الأطراف في الدعوى.
الهدف من هذا الشرط هو منع أي تأثيرات أو تحيزات محتملة في القضية قد تنشأ نتيجة الروابط العائلية أو المصاهرة. فإذا كان القاضي أو أحد القضاة في نفس الدائرة القضائية لديه علاقة قرابة أو مصاهرة مع ممثل النيابة العامة أو محامي أحد الأطراف، فإن ذلك يشكل سببًا لعدم صلاحية القاضي في النظر في القضية. هذه العلاقات قد تؤثر على اتخاذ القرار أو على تقييم الأدلة والشهادات المقدمة، مما قد يؤدي إلى فقدان الثقة في حيادية المحكمة.
على سبيل المثال، إذا كان القاضي متصلاً بمصاهرة أو قرابة مع وكيل الدفاع أو النائب العام الذي يتولى القضية، فإن ذلك قد يخلق شبهة تحيز، ويُعتبر خرقًا لمبدأ استقلال القضاء وحياديته. كما أن “دخول الغاية” يشير إلى وجود علاقات متشابكة داخل نفس الدائرة القضائية، حيث تؤثر العلاقات بين القضاة والممثلين القانونيين للأطراف على نزاهة الإجراءات القضائية.
تعتبر هذه الضوابط جزءًا من ضمانات العدالة، إذ تهدف إلى ضمان أن الأحكام القضائية تُصدر بناءً على الوقائع والأدلة فقط، دون أي تأثيرات أو اعتبارات شخصية قد تخل بتوازن القضية، مما يعزز الثقة في النظام القضائي واستقلاله.
السبب الثالث لعدم صلاحية القاضي : عدم صلاحيته لنظر الدعوى المطلوب رده عنها إذا رفع دعوى تعويض على طالب الرد أو قدم ضده بلاغا لجة الإختصاص :
يُعد السبب الثالث لعدم صلاحية القاضي مرتبطًا بما إذا كان القاضي قد رفع دعوى تعويض ضد أحد الأطراف المتقاضين (الخصم) أو قدم بلاغًا ضده إلى الجهات المختصة، مثل النيابة العامة أو الشرطة، وذلك قبل أو أثناء نظره للدعوى. في هذه الحالة، يُعتبر القاضي غير صالح لنظر الدعوى المطلوب رده عنها، لأن تصرفاته قد تثير شكوكًا حول نزاهته وحياديته.
عند رفع القاضي دعوى تعويض ضد طالب الرد، أو تقديمه بلاغًا ضده، فإنه يخلق مصلحة شخصية مباشرة له في النزاع القائم، مما يطعن في استقلاليته وقدرته على اتخاذ قرار عادل بشأن القضية. هذا التصرف قد يثير شبهة التحيز أو النفور، حيث قد يرى طالب الرد أو المتقاضي الآخر أن القاضي لديه دوافع شخصية قد تؤثر في حكمه.
إضافة إلى ذلك، يعتبر هذا السبب جزءًا من الضمانات القانونية التي تهدف إلى حماية حقوق المتقاضين وضمان سير العدالة بشكل سليم. حيث أن القاضي في هذه الحالة لن يكون قادرًا على الفصل في الدعوى بحيادية كاملة، لأنه سيكون مرتبطًا بمصلحة شخصية تتعلق بما إذا كانت الدعوى أو البلاغ ستؤثر على سمعة أو حقوقه الشخصية.
لذلك، يُعتبر من الضروري استبعاد القاضي الذي رفع دعوى تعويض أو قدم بلاغًا ضد أحد أطراف الدعوى، لحماية نزاهة القضاء ومنع أي تدخلات خارجية قد تؤثر على سير الدعوى.
السبب الرابع لعدم صلاحية القاضي : عدم صلاحيته لنظر الدعوى في حالة قبول مخاصمته :
يعد السبب الرابع لعدم صلاحية القاضي هو قبول مخاصمته، وهو يشير إلى الحالة التي يتم فيها الطعن في نزاهة القاضي أو استقلاليته من قبل أحد أطراف الدعوى، ويُقبل هذا الطعن من المحكمة. المخاصمة هي إجراء قانوني يُسمح به عندما يرى أحد أطراف الدعوى أن القاضي لا يمكنه النظر في القضية بحيادية، سواء بسبب وجود تعارض مصالح أو ظروف أخرى تؤثر على قراره.
عند قبول المخاصمة ضد القاضي، يصبح من غير الممكن للقاضي الاستمرار في نظر الدعوى. يعتبر قبول المخاصمة سببًا من أسباب عدم صلاحية القاضي، لأن المخاصمة تعني أن أحد الأطراف قد قدم اعتراضًا قانونيًا على قدرة القاضي على الفصل في القضية بموضوعية، ومن ثم يترتب على هذا القبول استبعاد القاضي من القضية لتجنب أي تأثيرات قد تؤثر على سير العدالة.
الهدف من هذا الإجراء هو الحفاظ على مبدأ الحياد القضائي وضمان أن تكون الأحكام الصادرة عن المحكمة خالية من أي شبهة تحيز أو تأثيرات خارجية. وعليه، إذا تم قبول مخاصمة القاضي، يجب عليه أو على المحكمة المعنية استبعاده من القضية لضمان تحقيق العدالة بشكل نزيه وموضوعي.
السبب الخامس لعدم الصلاحية القاضي : إذا كان القاضي قريبا أو صهرا لأحد الخصوم إلى الدرجة الرابعة :
يعتبر السبب الخامس لعدم صلاحية القاضي مرتبطًا بوجود قرابة أو مصاهرة بين القاضي وأحد أطراف الدعوى حتى الدرجة الرابعة. ويشمل هذا السبب جميع حالات القرابة المباشرة وغير المباشرة، مثل الوالدين والأبناء والأشقاء والأحفاد، وكذلك الأعمام والعمات، الأخوال والخالات، وأيضًا أقارب الزوج والزوجة في حالات المصاهرة.
يهدف هذا الشرط إلى ضمان أن القاضي ليس له أي مصلحة شخصية أو علاقة قد تؤثر على حياديته أو استقلاليته في نظر الدعوى. فعندما تكون هناك صلة قرابة أو مصاهرة بين القاضي وأحد الخصوم، قد يشعر الأطراف الآخرون بأن حكم القاضي قد يكون متأثرًا بتلك الروابط العائلية أو الاجتماعية. من هنا، فإن المشرع قد حدد هذا السبب باعتباره من أسباب عدم صلاحية القاضي، لضمان أن تكون جميع القرارات القضائية محكومة بالحق والعدالة فقط، دون أي تأثيرات شخصية.
يُعتبر هذا السبب جزءًا من الضمانات التي يضعها القانون لضمان أن يكون القضاء خاليًا من أي شبهة تحيز، وأن الأحكام تكون صادرة عن قاضٍ مستقل لا يتأثر بعلاقاته العائلية.
الفصل السادس لعدم صلاحية القاضي : إذا كان للقاضي أو لزوجتة خصومة قائمة مع أحد الخصوم في الدعوى أو مع زوجته :
يعتبر القاضي غير صالح لنظر الدعوى في حال وجود خصومة قائمة بينه أو بين زوجته وأحد أطراف الدعوى أو مع زوجة أحد الأطراف. وتتمثل الخصومة في وجود نزاع قانوني أو دعوى قضائية بين القاضي أو زوجته وأحد أطراف الدعوى التي يتم نظرها، مما قد يؤثر على حيادية القاضي.
السبب في ذلك هو أن وجود خصومة قضائية قائمة قد يُثير شكوكًا حول قدرة القاضي على اتخاذ قرار عادل وغير متحيز، حيث قد يشعر أحد الأطراف أن القاضي سيكون منحازًا ضده بسبب النزاع القائم مع طرف آخر من أطراف الدعوى. وكذلك، إذا كانت الخصومة تخص زوجة القاضي، فإن القاضي قد يتأثر نفسيًا أو شخصيًا بهذا النزاع، مما يؤدي إلى فقدان قدرته على الفصل في الدعوى بحيادية.
يشمل هذا السبب ضمانًا لحماية نزاهة القاضي وعدم تأثره بأي اعتبارات خارج نطاق القضية المطروحة أمامه. فإذا كانت هناك خصومة قائمة مع أي من أطراف الدعوى، يجب استبعاد القاضي من نظر القضية لتفادي أي شكوك حول تأثيرات هذا النزاع على الحكم القضائي، ما يعزز من ثقة الأطراف في العدالة ونزاهة العملية القضائية.
السبب السابع لعدم صلاحية القاضي : إذا كان القاضي وكيلا لأحد الخصوم في أعمالة الخصوصية أو وصيا عليه قيما أو مظنونة وراثته له :
يعد السبب السابع لعدم صلاحية القاضي هو إذا كان القاضي وكيلًا لأحد الخصوم في أعماله الخاصة أو كان وصيًا أو قيِّمًا على أحد الأطراف في الدعوى أو حتى إذا كانت هناك مظنة وراثة بين القاضي وأحد الخصوم، كأن يكون هناك احتمال لوراثته لأحد أطراف الدعوى في المستقبل.
يشمل هذا السبب الحالات التي يتولى فيها القاضي دورًا شخصيًا أو قانونيًا يتداخل مع مصالح أحد أطراف الدعوى، مثل أن يكون القاضي وكيلاً لأحد الأطراف في مسألة معينة، أو يتولى مهام وصاية أو قيّمة على شخص أو مال يتعلق بأحد المتقاضين. في هذه الحالة، من الممكن أن تتأثر حيادية القاضي، نظرًا لأن وجود هذه العلاقة القانونية أو الشخصية مع أحد الأطراف قد يُثير شبهة التحيز، مما يُعكر صفو العدالة.
كذلك، إذا كان هناك مظنة وراثة قد تربط القاضي بأحد أطراف الدعوى (مثل احتمالية أن يرث القاضي ممتلكات طرف من الأطراف)، فإن ذلك يخلق تضاربًا بين مصلحة القاضي الشخصية وبين واجبته في الفصل في القضية بكل حيادية.
تهدف هذه الضوابط إلى ضمان أن القاضي لا يتورط في أي علاقة قانونية قد تؤثر على قدرته على اتخاذ قرار نزيه وعادل، وتحافظ على نزاهة القضاء وتجعل الأحكام القضائية محكومة فقط بالحق والعدل دون أي تأثيرات خارجية.
السبب الثامن لعدم صلاحية القاضي : إذا كانت للقاضي قرابة أو مصاهرة للدرجة الرابعة بوصى أحد الخصوم أو بالقيم عليه أو بأحد أعضاء مجلس إدارة الشركة المختصة أو بأحد مديريها وكانت لهذا العضو أو المدير مصلحة شخصية في الدعوى :
السبب الثامن لعدم صلاحية القاضي: إذا كانت للقاضي قرابة أو مصاهرة للدرجة الرابعة بوصي أحد الخصوم أو بالقيم عليه أو بأحد أعضاء مجلس إدارة الشركة المختصة أو بأحد مديريها وكانت لهذا العضو أو المدير مصلحة شخصية في الدعوى
يعتبر القاضي غير صالح لنظر الدعوى إذا كانت له قرابة أو مصاهرة حتى الدرجة الرابعة مع وصي أحد الأطراف في الدعوى، أو مع القيم عليه، أو مع أحد أعضاء مجلس إدارة الشركة المعنية في الدعوى أو أحد مديريها، وكان لهذا العضو أو المدير مصلحة شخصية في الدعوى.
الهدف من هذا الشرط هو ضمان أن القاضي لا يكون متأثرًا بأي مصلحة شخصية قد تؤثر على حياديته في الحكم. فعندما تكون هناك علاقة قرابة أو مصاهرة بين القاضي وأحد الأطراف من خلال وجود صلة بممثل قانوني (مثل الوصي أو القيم) أو مع مدير في شركة متورطة في القضية، يمكن أن يخلق ذلك شبهة تحيز في نظر القضية، خاصة إذا كان لهذا المدير أو العضو مصلحة مباشرة في النزاع القائم.
مثلاً، إذا كان القاضي قريبًا أو صهرًا لأحد أعضاء مجلس إدارة شركة تُحاكم في دعوى معينة، وكان لهذا العضو مصلحة مباشرة في القضية سواء مادية أو معنوية، فهذا قد يشكل تضاربًا في المصالح ويؤثر على قدرة القاضي في الفصل في الدعوى بموضوعية.
تعتبر هذه الضوابط جزءًا من الإجراءات القانونية التي تهدف إلى ضمان استقلالية القاضي وعدم تأثره بعوامل خارجية قد تؤثر على قراراته، بما يعزز من نزاهة القضاء ويحافظ على ثقة الأطراف في أن الحكم سيتم بناءً على الحقائق والأدلة فقط، دون أي تأثيرات شخصية أو خارجية.
السبب التاسع لعدم صلاحية القاضي : إذا كان للقاضي أو لزوحته أو لأحد أقاربه أو أصهاره على عمود النسب أو لمن يكون هو وكيلا عنه أو قيما عليه مصلحة في الدعوى القائمة :
إذا كان للقاضي أو لزوجته أو لأحد أقاربه أو أصهاره على عمود النسب أو لمن يكون هو وكيلاً عنه أو قيماً عليه مصلحة في الدعوى القائمة
يعد السبب التاسع لعدم صلاحية القاضي في حال كان للقاضي أو زوجته أو أحد أقاربه أو أصهاره على عمود النسب أو حتى لمن يكون هو وكيلاً عنه أو قيماً عليه مصلحة شخصية في الدعوى القائمة.
المصلحة الشخصية هنا تعني أي علاقة مباشرة للقاضي أو لأحد أفراد عائلته أو لمن يمثله قانونياً بأطراف الدعوى، سواء كانت مصلحة مالية أو معنوية. فعلى سبيل المثال، إذا كانت الدعوى تتعلق بمسألة مالية أو تجارية قد تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على القاضي أو على أحد أقاربه أو أصهاره، فإن ذلك يعتبر سببًا لعدم صلاحية القاضي. كما أن وجود مصلحة قد يُفسر على أنه تحيز محتمل، مما يؤثر على نزاهة القاضي وقدرته على اتخاذ قرار عادل في القضية.
هذا الشرط يهدف إلى حماية الحيادية الكاملة للقاضي في جميع القضايا المعروضة أمامه، والتأكد من أن القاضي لا يتحيز لأحد الأطراف بسبب مصالح شخصية تربطه به. وبالتالي، فإن هذا الضمان يساعد على ضمان نزاهة القضاء ويعزز الثقة في النظام القضائي، ويمنع أي تأثيرات خارجية أو شخصية قد تؤثر على سير الدعوى.
السبب العاشر عدم صلاحية القاضي : إذا كان القاضي قد أفتى أو ترافع عن أحد الخصوم في الدعوى أو كتب فيها ولو كان ذلك قبل اشتغاله بالقضاء أو كان قد سبق له نظرها وهو قاضيا أو خبيرا محكما أو كان قد أدى شهادة فيها :
إذا كان القاضي قد أفتى أو ترافع عن أحد الخصوم في الدعوى أو كتب فيها، ولو كان ذلك قبل اشتغاله بالقضاء، أو كان قد سبق له نظرها وهو قاضٍ أو خبير أو محكم، أو كان قد أدى شهادة فيها
يعد القاضي غير صالح لنظر الدعوى إذا كان قد أفتى أو ترافع عن أحد الخصوم في القضية، أو كتب فيها، حتى وإن كان ذلك قبل أن يتولى منصب القضاء. كما يُعتبر غير صالح إذا كان قد سبق له نظَر الدعوى بصفته قاضيًا أو خبيرًا أو محكمًا، أو إذا كان قد أدى شهادة في نفس الدعوى.
هذا السبب يهدف إلى ضمان حيادية القاضي ومنع أي تأثيرات سابقة قد تكون له حول القضية المطروحة أمامه. فإذا كان القاضي قد عبر عن رأي مسبق في موضوع الدعوى، سواء كان قد قدم استشارة قانونية أو دفاعًا عن أحد الأطراف، أو كان قد أصدر حكمًا أو شارك في تقدير الأدلة في وقت سابق، فإن هذا يُشكك في قدرته على النظر فيها مرة أخرى بشكل موضوعي وغير متحيز.
على سبيل المثال، إذا كان القاضي قد عمل سابقًا كمحامي لأحد الأطراف في الدعوى أو كان قد أبدى رأيًا في مسألة قانونية ذات صلة، فإن ذلك قد يثير شبهة التحيز أو الانحياز لطرف دون الآخر. كذلك، إذا كان قد نظر القضية في مراحل سابقة في صورة قاضٍ أو محكم أو خبير، فإن ذلك يُعتبر تضاربًا في المصالح ويؤثر على استقلاليته.
إضافةً إلى ذلك، الشهادة في الدعوى تمنع القاضي من الحكم فيها لاحقًا، لأن الشاهد عادةً ما يكون له معرفة شخصية بالوقائع، ويصعب عليه التقييم الموضوعي بعد أن تكون قد تشكلت لديه مواقف أو آراء مسبقة.
بذلك، يهدف هذا الشرط إلى ضمان نزاهة العدالة، ويشمل استبعاد القاضي الذي كان له أي دور سابق في القضية من أجل الحفاظ على استقلالية القضاء والحرص على أن يتم الحكم بناءً على الأدلة فقط، دون أي تأثيرات مسبقة.
المادة 147 من قانون المرافعات
المادة 147 من قانون المرافعات تنص على بطلان عمل القاضي أو حكمه في الحالات التي تم ذكرها سابقًا في القانون، ويكون هذا البطلان قائماً حتى وإن تم بحضور وموافقة أطراف الدعوى (أي حتى وإن اتفق الخصوم على هذا العمل أو الحكم).
وتشير المادة أيضًا إلى أنه إذا تم إصدار هذا الحكم الباطل من محكمة النقض، فيجوز للخصم المتضرر من الحكم أن يطلب من المحكمة إلغاء هذا الحكم الباطل، وإعادة نظر الطعن أمام دائرة قضائية أخرى من محكمة النقض.
هذه المادة تهدف إلى ضمان صحة الأحكام القضائية وسلامة الإجراءات القانونية، وعدم التمكن من التلاعب بالأحكام أو إجازتها بموافقة الأطراف، مما يضمن حماية حقوق الأفراد في الإجراءات القضائية.
تعتبر المادة 147 من قانون المرافعات المصري من المواد الهامة التي تساهم في ضمان العدالة والمساواة أمام القضاء، وتحفظ حقوق الأطراف في الدعوى القضائية. وهذه المادة تتعلق ببطلان العمل القضائي أو الحكم في بعض الحالات الخاصة، حتى ولو تم باتفاق الأطراف، وهو ما يضمن عدم إمكانية التلاعب أو التحايل على القضاء لمصلحة أحد الأطراف.
نص المادة 147:
يقع باطلا عمل القاضي أو قضاؤه فى الأحوال المتقدمة الذكر ولو تم باتفاق الخصوم .
وإذا وقع هذا البطلان فى حكم صدر من محكمة النقض جاز للخصم أن يطلب منها إلغاء الحكم وإعادة نظر الطعن أمام دائرة أخرى.
شرح مضمون المادة:
تتضمن المادة 147 من قانون المرافعات المصري جزأين رئيسيين:
-
بطلان عمل القاضي أو حكمه: ينص الجزء الأول من المادة على أن الحكم الصادر عن القاضي أو عمله في الحالات التي تحددها نصوص القانون يعتبر باطلاً. هذا البطلان لا يتعلق فقط بالحالات التي قد تشوبها أخطاء مادية أو إجرائية، بل يمتد ليشمل حالات يتفق فيها الخصوم على ذلك الحكم. بمعنى آخر، حتى إذا اتفق الأطراف في الدعوى على حكم معين أو قرار قضائي، إذا كان هذا الحكم مخالفًا لأحكام القانون أو يتضمن خطأ إجرائيًا جسيمًا، فإنه يعد باطلاً ولا يجوز الأخذ به. الهدف من هذا النص هو حماية النظام القضائي من التلاعب، والحفاظ على مصداقية الأحكام القضائية.
-
إلغاء الحكم الصادر من محكمة النقض: في حالة صدور حكم باطل من محكمة النقض، يسمح القانون للخصم المتضرر من هذا الحكم بأن يطلب من المحكمة إلغاء الحكم وإعادة نظر الطعن أمام دائرة قضائية أخرى. هذا النص يضمن أنه في حال حدوث خطأ قضائي جسيم من قبل محكمة النقض، لا يتم الالتزام بالحكم الباطل، بل يتم إلغاءه وإعادة النظر فيه من قبل دائرة قضائية مختلفة لضمان تحقيق العدالة.
أسباب بطلان الحكم:
توجد عدة أسباب قد تؤدي إلى بطلان حكم صادر عن القاضي، ومنها:
-
الاختصاص القضائي: إذا صدر الحكم من محكمة غير مختصة قانونًا بنظر الدعوى.
-
الإجراءات الشكلية: إذا كانت الإجراءات التي تم اتباعها في القضية غير صحيحة أو مخالفة للقانون، مثل عدم سماع شهادة شهود، أو عدم إتباع القواعد الخاصة بالإعلانات أو التبليغات.
-
العيوب في حكم المحكمة: مثل الحكم دون نظر الأدلة بشكل صحيح، أو عندما يصدر الحكم بناءً على ادعاءات غير صحيحة أو مزاعم غير موثوقة.
-
وجود تضارب في المصالح: إذا كان القاضي متورطًا في القضية بطريقة تؤثر على حياديته وموضوعيته.
-
انعدام حق الخصم في الدفاع: مثل صدور حكم دون إتاحة الفرصة الكافية للخصوم للرد على الأدلة أو تقديم مرافعاتهم.
دور المادة 147 في حماية حقوق الأفراد:
تكمن أهمية المادة 147 في ضمان عدم تمكن أي طرف من التلاعب بنظام العدالة أو استخدام المحاكم لتحقيق مكاسب غير قانونية. ففي الحالات التي يحدث فيها بطلان حكم أو قرار قضائي بسبب وجود عيوب إجرائية أو مخالفة للقانون، يمكن للخصم الذي تعرض للظلم أن يطعن في الحكم ويسعى لإلغائه.
ومن جانب آخر، تحمي المادة 147 النظام القضائي من إمكانية تأثير اتفاقات بين الأطراف على العدالة، بحيث لا يمكن لأي طرف أن يتفق مع الآخر على حكم باطل رغم مخالفته للقانون. هذا يمنع التشويش على القرارات القضائية ويوفر إطارًا قانونيًا قويًا يستند إلى معايير قانونية واضحة في اتخاذ الأحكام.
أثر بطلان الحكم الصادر من محكمة النقض:
الفقرة الثانية من المادة 147 تمنح الخصم المتضرر من حكم باطل صادر من محكمة النقض الحق في الطعن عليه. يسمح هذا النص بإلغاء الحكم الباطل وإعادة النظر فيه أمام دائرة قضائية أخرى من محكمة النقض. ويهدف هذا النص إلى ضمان أن محكمة النقض لا تكون محصنة ضد الأخطاء القضائية، وأن أي حكم باطل صادر منها يمكن تصحيحه.
إعادة النظر في الطعن أمام دائرة أخرى من محكمة النقض يعزز من نزاهة النظام القضائي ويمنح الأطراف فرصة للحصول على حكم عادل ومبني على أسس قانونية سليمة. كما يساهم في تحسين مصداقية القضاء ويحفظ حقوق الأفراد من أي أخطاء قد تؤثر على العدالة.
جزاء عدم صلاحية القاضي هو البطلان المتعلق بالنظام العام :
جزاء عدم صلاحية القاضي يعد من الجزاءات المتعلقة بالنظام العام، حيث يُعد بطلان الحكم أو العمل القضائي الذي يصدر من قاضي غير صالح للقيام بمهامه.
ويترتب على ذلك أن أي حكم يصدر عن قاضي غير صالح يعتبر باطلاً، ويجب أن يتم إلغاؤه أو تصحيحه.
عدم صلاحية القاضي قد تنشأ بسبب حالات عدة، مثل تعارض المصالح أو وجود علاقة شخصية أو مهنية تربط القاضي بأطراف القضية، مما يؤثر على حياديته واستقلاله في إصدار الحكم.
وبما أن هذا البطلان يتعلق بالنظام العام، فلا يجوز للأطراف التنازل عنه أو الاتفاق على صحته، ويجب على المحكمة أو الجهات القضائية المختصة أن تراقب مدى صلاحية القاضي وتتصرف وفقًا لذلك لضمان سير العدالة بشكل سليم.
المادة 148 من قانون المرافعات :
المادة 148 من قانون المرافعات المصري تتعلق ببيان كيفية الطعن في الأحكام الصادرة في القضايا التي يتم رفعها أمام المحاكم، وتحديد الإجراءات التي يجب اتباعها من أجل الطعن بالاستئناف أو النقض.
تنص المادة 148 على أن الطعن في الأحكام يكون من خلال استئناف الحكم إذا كان قابلاً لذلك وفقاً للقانون، أو من خلال النقض إذا كانت هناك أسباب قانونية تتيح ذلك. كما تحدد الإجراءات اللازمة لتقديم الطعن والمهلة الزمنية التي يجب على المحكوم عليه الالتزام بها.
بشكل عام، تهدف المادة إلى ضمان حق المتقاضين في الحصول على حكم عادل من خلال الطعن في الأحكام التي يرون أنها صدرت بشكل غير صحيح أو من خلال تجاوز الإجراءات القانونية.
المادة 148 من قانون المرافعات المصري: دراسة وتحليل
تعتبر المادة 148 من قانون المرافعات المصري أحد النصوص القانونية الهامة التي تحدد كيفية الطعن في الأحكام القضائية الصادرة عن محاكم الدرجة الأولى. هذا النص يعكس أهمية مبدأ “الطعن” في ضمان العدالة وحماية حقوق الأفراد، حيث يتيح للمتقاضين فرصة مراجعة الأحكام الصادرة ضدهم إذا شعروا بوجود خطأ قانوني أو وقائع غير صحيحة تم التعامل معها في الحكم. سنستعرض في هذه المقالة المادة 148 من قانون المرافعات المصري بشكل موسع، مع شرح مفصل لأهدافها وكيفية تطبيقها.
نص المادة 148 من قانون المرافعات المصري :
تنص المادة 148 على ما يلي:
يجوز رد القاضي لأحد الأسباب الآتية : إذا كان له أو لزوجته دعوى مماثلة للدعوى التى ينظرها ، أو إذا جدت لأحدهما خصومة مع أحد الخصوم ، أو لزوجته بعد قيام الدعوى المطروحة على القاضي ما لم تكن هذه الدعوى قد أقيمت بقصد رده عن نظر الدعوى المطروحة عليه .
أهداف المادة 148
-
الطعن في الأحكام: المادة 148 تركز على إمكانية الطعن في الأحكام الصادرة من محاكم الدرجة الأولى، وهو ما يمثل أحد أسس العدالة القضائية. يمنح هذا الحق للأطراف الذين يرون أن الحكم غير عادل أو يحتوي على خطأ قانوني أو تفسير خاطئ للوقائع.
-
حماية حقوق المتقاضين: من خلال إتاحة الطعن، تضمن المادة أن يكون الحكم الصادر قد تمت مراجعته مرة أخرى من قبل محكمة أعلى، مما يساعد على ضمان سلامة الإجراءات القضائية وحماية حقوق الأفراد في الحصول على حكم عادل.
-
التقيد بالمواعيد والإجراءات القانونية: تلزم المادة الطاعن بإجراءات الطعن في المواعيد المحددة قانونًا، مما يعزز من مبدأ “الجدية” في الطعن ويحد من الطعون غير المبررة. فكل طعن يجب أن يكون مبررا ويُقدم في وقت مناسب، وهو ما يعزز من فعالية النظام القضائي ويجنب تراكم القضايا بلا مبرر.
كيفية تطبيق المادة 148
-
الاستئناف: تعد المحكمة الاستئنافية هي المحكمة المختصة بنظر الطعون المقدمة ضد الأحكام الصادرة من محاكم الدرجة الأولى، وفقاً للضوابط المحددة في قانون المرافعات. ويجب أن يقدم الطعن بالاستئناف خلال المدة القانونية التي تبدأ عادةً من تاريخ صدور الحكم أو من تاريخ إعلام المحكوم عليه به.
كما أن استئناف الحكم لا يعني بالضرورة تغييره أو إلغائه، بل يعني أن هناك فرصة للجانبين (المدعي والمدعى عليه) أن يعرضا حججهما مرة أخرى أمام محكمة أعلى. تكون محكمة الاستئناف غالبًا محكمة مكونة من ثلاثة قضاة، ويستطيع الطاعن أن يقدم دفوعه في شكل مذكرة استئناف.
-
شروط الطعن بالاستئناف: لا يجوز الطعن في جميع الأحكام، حيث يحدد القانون الأحكام التي يمكن الطعن فيها، مثل الأحكام النهائية أو الأحكام الصادرة في القضايا المدنية والتجارية. كما يشترط للطعن أن يكون خلال المدة المحددة، التي عادةً ما تكون 30 يومًا من تاريخ صدور الحكم أو من تاريخ إعلانه للطرف الآخر.
-
الطعن بالنقض: في حال كان الحكم الصادر من محكمة الاستئناف غير عادل، يجوز للطاعن تقديم طعن بالنقض إلى محكمة النقض، والتي تقوم بمراجعة الحكم من الناحية القانونية. ولكن، لا تختص محكمة النقض بمراجعة الوقائع أو الأدلة التي تم تقديمها، وإنما تركز على النقاط القانونية التي قد تكون قد تم إغفالها أو تفسيرها بشكل غير صحيح.
إجراءات الطعن
إجراءات الطعن تتضمن عدة خطوات هامة، من أبرزها:
-
إعداد مذكرة الطعن: يتعين على المحامي أو الطاعن أن يقدم مذكرة قانونية تحتوي على أسباب الطعن، ويجب أن يكون الطعن قائمًا على أساس قانوني سليم، إما بسبب خطأ في تفسير القانون أو خطأ في تطبيقه.
-
إيداع الطعن في المحكمة: يتم إيداع الطعن في المحكمة المختصة خلال المهلة الزمنية المحددة. ويجب أن يتضمن الطعن المستندات القانونية اللازمة لإثبات صحة الطعن، مثل صور من الحكم الابتدائي وأي مستندات أخرى تدعم القضية.
-
جلسات الاستئناف: بعد تقديم الطعن، تقوم المحكمة بتحديد جلسة استئناف تسمع خلالها أطراف الدعوى المرافعة من جديد، حيث يقدم كل طرف دفوعه وأدلة جديدة إن وجدت. بناءً على ذلك، قد تقرر محكمة الاستئناف تأييد الحكم أو تعديله أو إلغائه.
أثر الطعن :
الطعن في الحكم لا يؤثر بشكل فوري على تنفيذ الحكم، إلا إذا تم إيقاف التنفيذ وفقًا لقرار المحكمة. في بعض الحالات، يمكن أن تقرر محكمة الاستئناف تعليق تنفيذ الحكم لحين البت في الطعن.
رد القاضي في قانون المرافعات :
رد القاضي هو طلب يُقدمه أحد أطراف الدعوى إلى المحكمة لرفع يد القاضي عن نظر القضية، وذلك عندما يكون هناك سبب قانوني يدعو إلى الشك في حياديته أو نزاهته. ينظم قانون المرافعات المصري مسألة رد القضاة في المواد من 149 إلى 153، حيث يسمح لأي من أطراف الدعوى أن يطلب رد القاضي في حال توافرت بعض الأسباب التي تثير الشكوك حول حياديته أو استقلاله في نظر القضية.
من بين الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى رد القاضي: وجود صلة قرابة أو علاقة قرابة مباشرة بين القاضي وأحد أطراف الدعوى، أو إذا كان القاضي قد أبدى رأيًا مسبقًا في القضية سواء في الإعلام أو في مقابلات خاصة، أو إذا كان القاضي قد سبق له أن نظر في نفس القضية في مرحلة سابقة مما يجعله غير مؤهل لنظرها مجددًا. كما يمكن أن يتم رد القاضي في حال كان له مصلحة مباشرة أو غير مباشرة في الحكم الصادر في القضية.
في حالة تقديم طلب رد، يتم عرضه على محكمة أخرى غير المحكمة التي يتبعها القاضي المعني، لضمان البت في الطلب بشكل عادل وحيادي. إذا تمت الموافقة على طلب الرد، يتم استبعاد القاضي عن نظر القضية وتكليف قاضٍ آخر بالنظر فيها. أما إذا تم رفض الطلب، يستمر القاضي في نظر القضية.
يُعد نظام رد القاضي أحد الضمانات القانونية التي تكفل تحقيق العدالة وحماية حقوق المتقاضين، من خلال التأكد من أن القضاة لا يتأثرون بأي ضغوط أو تحيزات قد تؤثر على قراراتهم.
سريان قواعد الرد على القضاة أعضاء اللجان الإدارية ذات الإختصاص القضائي :
تنص قواعد الرد في قانون المرافعات المصري على أنه لا تقتصر على القضاة في المحاكم العادية فقط، بل تشمل أيضًا القضاة الذين يتولون الفصل في المنازعات أمام اللجان الإدارية ذات الاختصاص القضائي. حيث تسري قواعد رد القضاة على أعضاء هذه اللجان في حال وجود أسباب قانونية تدعو إلى الشك في حيادهم أو نزاهتهم في نظر القضية.
في اللجان الإدارية ذات الاختصاص القضائي، مثل لجان التظلمات أو لجان التحقيق التي يتعين عليها البت في قضايا تتعلق بالقرارات الإدارية، يمكن لأي طرف في القضية أن يطلب رد أحد أعضاء اللجنة إذا كانت هناك أسباب مشروعة لذلك. من بين هذه الأسباب: إذا كان عضو اللجنة له مصلحة شخصية أو مباشرة في القضية، أو إذا كانت هناك علاقة قرابة أو صداقة مع أحد أطراف الدعوى قد تؤثر على استقلاله وحياديته.
وفي هذه الحالة، يتم تطبيق نفس الآلية المتبعة في محاكم القضاء العادي، حيث يُعرض طلب الرد على هيئة أخرى لا تتبع نفس اللجنة الإدارية أو جهة فصل محايدة أخرى، وذلك لضمان حيادية القرار. إذا تم قبول طلب الرد، يتم استبعاد العضو المعني من نظر القضية وتعيين عضو آخر ليحل محله.
تسري هذه القواعد أيضًا لضمان تحقيق العدالة في النظام الإداري، بحيث يُحسن ضمان نزاهة الإجراءات الإدارية ويُحفظ حق الأطراف في التقاضي أمام لجان مستقلة وغير متحيزة.
رد القاضي وفقا لقانون الإجراءات الجنائية :
ينظم قانون الإجراءات الجنائية المصري حق المتهم أو الادعاء في طلب رد القاضي إذا وُجدت أسباب قانونية تثير الشكوك حول حياده أو نزاهته في نظر القضية .
يهدف هذا النظام إلى ضمان تحقيق العدالة من خلال التأكد من أن القاضي ينظر في الدعوى دون أي انحياز أو تأثير قد يؤثر على حكمه.
يحق للمتهم أو الادعاء طلب رد القاضي في حالات معينة، مثل وجود صلة قرابة أو مصاهرة بين القاضي وأحد أطراف الدعوى، أو إذا سبق للقاضي أن أصدر رأيًا أو حكماً في موضوع القضية أثناء مرحلة سابقة، أو إذا كان للقاضي مصلحة شخصية قد تؤثر على استقلاله. كما يجوز طلب الرد إذا وُجدت عداوة أو مودة بين القاضي وأحد أطراف الدعوى بما قد يؤثر على حكمه.
يُقدم طلب الرد وفقًا للإجراءات المحددة في القانون، ويتم النظر فيه من قبل محكمة مختصة غير المحكمة التي يتبعها القاضي المطلوب رده. إذا قُبل الطلب، يُستبعد القاضي من القضية ويُعين قاضٍ آخر للنظر فيها. أما إذا رُفض، يستمر القاضي في نظر القضية، ويمكن توقيع غرامة على مقدم الطلب إذا تبين أن طلب الرد غير جدي أو كيدي.
يعد رد القاضي في القضايا الجنائية ضمانة هامة لتحقيق المحاكمة العادلة، حيث يساهم في تعزيز الثقة في القضاء والتأكد من استقلال القضاة وعدم تأثرهم بأي عوامل خارجية عند إصدار الأحكام.
أسباب رد القاضي :
حدد القانون عدة أسباب تجيز طلب رد القاضي لضمان نزاهة القضاء وحياديته في الفصل في القضايا. ومن بين هذه الأسباب:
- وجود صلة قرابة أو مصاهرة بين القاضي وأحد أطراف الدعوى حتى الدرجة الرابعة، مما قد يؤثر على حياده في الحكم.
- إذا كان القاضي له مصلحة شخصية مباشرة أو غير مباشرة في القضية، مثل أن يكون له علاقة مالية أو منفعة محتملة من الحكم.
- إذا سبق للقاضي أن أبدى رأيًا مسبقًا في القضية أو أصدر حكمًا فيها في مرحلة سابقة، مما قد يجعله غير محايد عند نظرها مجددًا.
- وجود علاقة عداء أو مودة شديدة بين القاضي وأحد أطراف الدعوى، بحيث يكون هناك احتمال للتأثير على قراره.
- إذا كان القاضي يعمل كمستشار قانوني لأحد الأطراف أو سبق له أن دافع عن أحدهم أو قدم له المشورة في نفس النزاع.
- إذا كان القاضي قد شهد في القضية كشاهد قبل أن ينظر فيها كقاضٍ، مما قد يؤثر على موضوعيته في الحكم.
يُقدم طلب الرد وفقًا للإجراءات القانونية المحددة، ويتم فحصه من قبل محكمة أخرى لضمان الحياد وتحقيق العدالة.
السبب الأول لرد القاضي : إذا كان للقاضي أو لزوجته دعوى مماثلة للدعوى التي ينظر فيها :
يعد وجود دعوى مماثلة للقاضي أو لزوجته أحد الأسباب القانونية التي تبرر طلب رده عن نظر القضية، وذلك لضمان نزاهته وحياده. فإذا كان القاضي أو زوجته طرفًا في دعوى مشابهة للدعوى التي ينظر فيها، فقد يؤثر ذلك على حكمه، إما بتبني موقف معين مسبقًا أو بتأثره بنتيجة قضيته الشخصية.
فالخوف هنا أن يكون القاضي غير محايد، خاصة إذا كانت هناك مصلحة مباشرة له أو لزوجته في نتيجة الحكم، أو إذا كان لديه انحياز غير مقصود ناتج عن خبرته الشخصية في دعواه المماثلة. لهذا، أقر القانون حق أي من أطراف الدعوى في طلب رد القاضي في مثل هذه الحالات، لمنع تعارض المصالح وضمان تحقيق العدالة بشكل مستقل.
عند تقديم طلب الرد لهذا السبب، يتم النظر فيه من قبل محكمة مختصة، وإذا ثبتت جدية الطلب، يُستبعد القاضي من نظر القضية، ويُكلف قاضٍ آخر لضمان الحياد والعدالة.
السبب الثاني لرد القاضي : إذا جدت للقاضي أو لزوجته خصومة مع أحد الخصوم أو مع زوجته بعد قيام الدعوى المطلوب رد القاضي عن نظرها :
يُعد حدوث خصومة بين القاضي أو زوجته وأحد أطراف الدعوى، بعد بدء نظر القضية، من الأسباب التي تبرر طلب رده، وذلك لضمان حياده واستقلاله. فالخصومة الشخصية قد تؤثر على قدرة القاضي على الحكم بموضوعية، حيث قد تنشأ مشاعر عداء أو انحياز نتيجة النزاع الجديد، مما يجعله غير مؤهل للنظر في القضية بحياد تام.
ويشمل ذلك أي نزاع قضائي أو خلاف شخصي بين القاضي أو زوجته وبين أحد الخصوم أو زوجه، سواء كان النزاع مدنيًا أو جنائيًا، لأنه قد يؤثر على القاضي نفسيًا أو يجعله متأثرًا بموقفه الشخصي تجاه أحد أطراف الدعوى.
لذلك، يحق للخصم تقديم طلب رد القاضي أمام الجهة المختصة، والتي تفحص الطلب للتحقق من وجود تأثير حقيقي على الحياد. وإذا ثبتت جدية السبب، يتم استبعاد القاضي من نظر الدعوى، وإسنادها إلى قاضٍ آخر لضمان تحقيق العدالة.
السبب الثالث لرد القاضي : إذا كانت لمطلقة القاضي التي له منها ولد أو لأحد أقاربه أو أصهاره على عمود النسب خصومة قائمة أمام القضاء مع أحد الخصوم في الدعوى أو مع زوجته :
يُعد هذا السبب من الضمانات التي يقرها القانون للحفاظ على حيادية القاضي وضمان عدم تأثره بأي علاقات عائلية قد تؤثر على حكمه. فإذا كانت مطلقة القاضي التي له منها ولد، أو أحد أقاربه أو أصهاره على عمود النسب (أي الأصول والفروع كالأب، الجد، الابن، أو الحفيد)، طرفًا في خصومة قضائية قائمة مع أحد أطراف الدعوى أو مع زوجته، فإن ذلك قد يُثير شبهة عدم الحياد.
الهدف من هذا النص هو منع أي تأثير عاطفي أو عائلي قد ينحرف بميزان العدالة، حيث قد يجد القاضي نفسه متأثرًا بمصلحة قريبة أو متضررًا من خصومة قائمة، مما قد يجعله يميل – ولو دون قصد – إلى أحد الأطراف.
لهذا، يحق لأي من الخصوم تقديم طلب رد القاضي في هذه الحالة، ويتم فحصه من قبل المحكمة المختصة، فإذا ثبت تأثير الخصومة العائلية على استقلال القاضي وموضوعيته، يتم استبعاده من نظر القضية لضمان تحقيق العدالة بحياد تام.
السبب الرابع لرد القاضي : وهو يشمل عدة صور تدل على صلة القاضي بالخصوم وهي إذا كان أحد الخصوم خادما للقاضي أو كان القاضي قد أعتاد مؤاكلة أحد الخصوم أو مساكنته أو كان قد تلقي منه هدية سواء قبل رفع الدعوى أو بعده :
يشمل هذا السبب عدة صور تدل على وجود علاقة شخصية بين القاضي وأحد أطراف الدعوى، مما قد يؤثر على حياده في نظر القضية. فإذا كان أحد الخصوم يعمل خادمًا للقاضي، أو كان القاضي قد اعتاد مؤاكلة أحد الخصوم أو مساكنته، أو إذا كان قد تلقى منه هدية سواء قبل رفع الدعوى أو بعدها، فإن ذلك قد يُثير شبهة التأثر أو الانحياز في الحكم.
فالخدمة الشخصية قد تخلق نوعًا من التبعية بين القاضي وأحد الخصوم، مما قد يؤثر على قراره، كما أن الاعتياد على المؤاكلة أو المساكنة يعكس وجود علاقة اجتماعية وثيقة قد تجعل القاضي غير قادر على الفصل في الدعوى بحياد تام. أما تلقي الهدايا، فيعد مؤشرًا قويًا على وجود مصلحة أو تأثير محتمل، مما يهدد نزاهة القضاء.
لذلك، يحق لأي من الأطراف تقديم طلب رد القاضي في مثل هذه الحالات، ويُنظر في الطلب من قبل المحكمة المختصة، فإذا ثبت وجود علاقة وثيقة بين القاضي وأحد الخصوم تؤثر على استقلاله، يتم تنحيته عن نظر القضية لضمان تحقيق العدالة.
السبب الخامس لرد القاضي : إذا كان بين القاضي وبين أحد الخصوم عداوة أو مودة يرجح معها عدم إستطاعته الحكم بغير ميل :
يُعد وجود عداوة أو مودة شديدة بين القاضي وأحد الخصوم سببًا مشروعًا لطلب رده، وذلك لضمان حياده وعدم تأثره بعلاقاته الشخصية عند الفصل في النزاع. فإذا كانت هناك علاقة عداء قوية بين القاضي وأحد الأطراف، فقد تجعله – ولو دون قصد – يميل إلى الحكم ضده. وعلى العكس، إذا كانت هناك مودة وثيقة بين القاضي وأحد الخصوم، فقد تدفعه إلى محاباته عند إصدار الحكم.
يشترط القانون أن تكون هذه العداوة أو المودة من القوة بحيث يرجح معها عدم استطاعة القاضي الحكم بغير ميل، أي أن تؤثر تأثيرًا جوهريًا على موضوعية القاضي واستقلاله. وتشمل هذه الحالات الخلافات الشخصية العميقة، أو العلاقات الودية القوية التي قد تؤثر على نزاهة القرار.
لهذا، يحق لأي من الأطراف تقديم طلب رد القاضي إذا توافرت هذه الظروف، ويتم فحصه من قبل المحكمة المختصة، فإذا ثبت أن العلاقة بين القاضي وأحد الخصوم قد تؤثر على حياده واستقلاله، يتم استبعاده من نظر القضية حفاظًا على نزاهة القضاء.
المادة 149 من قانون المرافعات :
تنص المادة 149 من قانون المرافعات المصري على أنه:”على القاضي في الأحوال المذكورة في المادة السابقة أن يخبر المحكمة في غرفة المشورة أو رئيس المحكمة الابتدائية – على حسب الأحوال – بسبب الرد القائم به، وذلك للأذن له بالتنحي، ويثبت هذا كله في محضر خاص يحفظ بالمحكمة.”
توضح هذه المادة الإجراءات التي يجب على القاضي اتباعها في حال قيام سبب من أسباب الرد المنصوص عليها في المادة السابقة، حيث يُلزم القاضي بإبلاغ الجهة المختصة بسبب الرد للحصول على إذن بالتنحي. كما تؤكد المادة على ضرورة توثيق هذه الإجراءات في محضر خاص يُحفظ بالمحكمة، مما يضمن الشفافية ويعزز نزاهة القضاء.
يعد مبدأ حياد القاضي من الركائز الأساسية التي يقوم عليها النظام القضائي، حيث يهدف إلى ضمان تحقيق العدالة والمساواة بين الخصوم. ومن هذا المنطلق، جاء نص المادة 149 من قانون المرافعات المصري ليحدد الإجراءات التي يجب أن يتبعها القاضي في حال وجود سبب للرد، بما يضمن عدم التأثير على سير العدالة.
نص المادة 149 من قانون المرافعات :
تنص المادة 149 على ما يلي:
على القاضى فى الأحوال المذكورة فى المادة السابقة أن يخبر المحكمة فى غرفة المشورة أو رئيس المحكمة الابتدائية – على حسب الأحوال – بسبب الرد القائم به وذلك للأذن له بالتنحي ، ويثبت هذا كله فى محضر خاص يحفظ بالمحكمة .”
شرح المادة 149 :
هذه المادة تكمل المادة 148، التي تحدد الحالات التي يجوز فيها رد القاضي، مثل وجود صلة قرابة بأحد الخصوم أو مصلحة شخصية في الدعوى. وعند توافر أحد هذه الأسباب، يجب على القاضي اتباع الإجراءات التالية:
- إبلاغ الجهة المختصة: يجب على القاضي أن يخبر المحكمة المختصة (غرفة المشورة) أو رئيس المحكمة الابتدائية، حسب موقعه القضائي.
- طلب الإذن بالتنحي: لا يجوز للقاضي أن يتنحى من تلقاء نفسه دون الحصول على إذن، لضمان عدم إساءة استخدام هذا الحق أو تعطيل سير العدالة.
- توثيق الإجراءات: يتم تدوين جميع هذه الإجراءات في محضر خاص يحفظ بالمحكمة، مما يعزز مبدأ الشفافية ويوفر مرجعًا قانونيًا في حال وجود أي اعتراض أو طعن.
أهمية المادة 149 في تحقيق العدالة :
تؤدي هذه المادة دورًا محوريًا في تحقيق العدالة من خلال:
- منع تضارب المصالح: حيث تضمن عدم تأثير الاعتبارات الشخصية على الأحكام القضائية.
- تعزيز مبدأ الشفافية: من خلال توثيق أسباب الرد والإجراءات المتبعة، ما يمنع أي تلاعب أو استغلال غير قانوني.
- الحفاظ على ثقة المتقاضين في القضاء: فالتأكد من نزاهة القاضي يعزز احترام الأحكام القضائية ويضمن تطبيق القانون بموضوعية.
مقارنة بالممارسات القضائية في بعض الدول :
في بعض الأنظمة القانونية الأخرى، مثل القانون الفرنسي، هناك آليات مماثلة تضمن حياد القاضي، حيث يحق للمتقاضين تقديم طلب لرد القاضي، مع إلزام القاضي بإبلاغ رؤسائه بأي سبب قد يؤثر على حياده. وفي القانون الإنجليزي، يمكن للقاضي التنحي بمبادرة شخصية عند شعوره بوجود شبهة تعارض المصالح، دون الحاجة إلى إذن رسمي، لكن عليه توضيح الأسباب.
الإذن للقاضي بالتنحى عن نظر الدعوى إذا توافر سبب لرده :
يُعتبر الإذن للقاضي بالتنحي عن نظر الدعوى إجراءً ضروريًا لضمان حياد القضاء ونزاهته. فإذا توافر سبب من أسباب الرد المنصوص عليها في القانون، مثل وجود مصلحة شخصية للقاضي في القضية أو صلة قرابة بأحد الخصوم، فإنه ملزم بإبلاغ المحكمة المختصة أو رئيس المحكمة الابتدائية، بحسب الأحوال، بطلب الإذن بالتنحي. ولا يجوز للقاضي أن يتنحى بمحض إرادته دون إذن، وذلك منعًا لسوء استغلال هذا الحق أو التأثير على سير العدالة. كما يتم توثيق هذا الإجراء في محضر خاص يُحفظ بالمحكمة، مما يضمن الشفافية ويعزز ثقة المتقاضين في القضاء.
المادة 150 من قانون المرافعات :
تنص المادة 150 على أنه في الحالات التي لا ينطبق عليها الرد المنصوص عليه في القانون، يمكن للقاضي أن يطلب التنحي عن نظر الدعوى إذا شعر بالحرج لأي سبب. ويتم ذلك من خلال عرضه الأمر على المحكمة في غرفة المشورة أو على رئيس المحكمة للنظر في إقراره بالتنحي.
نص القانوني للمادة 150 :
تنص المادة 150 على أنه: يجوز للقاضى فى غير أحوال الرد المذكورة ، إذا استشعر الحرج من نظر الدعوى لأي سبب ، أن يعرض أمر تنحيه على المحكمة فى غرفة المشورة ، او على رئيس المحكمة للنظر في إقراره على التنحي .
شرح وتحليل المادة 150 تحدد هذه المادة حق القاضي في التنحي عن نظر الدعوى إذا شعر بالحرج، حتى في الحالات التي لا تستوجب الرد القانوني. ويهدف هذا النص إلى تحقيق العدالة وضمان عدم تأثر الحكم بأي عوامل شخصية قد تؤثر على موضوعية القاضي.
الفرق بين الرد والتنحي :
- الرد: هو وسيلة قانونية يملكها أحد الخصوم للطعن في حياد القاضي إذا توافرت إحدى الحالات التي نص عليها القانون.
- التنحي: هو قرار ذاتي يتخذه القاضي نفسه إذا استشعر الحرج، حتى وإن لم يكن هناك سبب قانوني للرد.
حالات تنحي القاضي وفقًا للمادة 150:
لا تحدد المادة 150 حالات معينة لطلب التنحي، لكنها تترك للقاضي تقدير مدى الحرج الذي قد يشعر به. ومن أمثلة الحالات التي قد تدفع القاضي إلى التنحي:
- إذا كانت هناك صلة قرابة أو صداقة وثيقة بين القاضي وأحد الخصوم، لكنها لا تصل إلى الحد الذي يستوجب الرد قانونًا.
- إذا كان لدى القاضي معرفة شخصية أو سابقة بالوقائع التي يتم مناقشتها في الدعوى.
- إذا كانت القضية تمس القاضي شخصيًا أو أحد أفراد أسرته بشكل غير مباشر.
- إذا شعر القاضي بأي ضغوط نفسية أو معنوية قد تؤثر على حكمه في القضية.
إجراءات التنحي وفق المادة 150 :
عند استشعار القاضي الحرج، يتبع الإجراءات التالية:
- يعرض أمر تنحيه على المحكمة في غرفة المشورة.
- أو يقدم طلبًا إلى رئيس المحكمة للنظر في إقراره على التنحي.
- في حال الموافقة، يتم تعيين قاضٍ آخر لنظر القضية لضمان تحقيق العدالة.
- في حال عدم الموافقة، يستمر القاضي في نظر القضية مع توضيح أسباب الرفض.
أهمية المادة 150 في تحقيق العدالة :
تساهم المادة 150 في تعزيز نزاهة القضاء من خلال:
- ضمان استقلال القاضي وحياده.
- حماية حقوق الخصوم ومنع أي تأثيرات خارجية قد تؤثر على مسار العدالة.
- الحفاظ على الثقة العامة في المؤسسة القضائية.
- منع أي شبهات قد تؤثر على مصداقية الأحكام الصادرة عن القضاء.
تنحى القاضي الجوازى من تلقاء نفسه إذا أستشعر الحرج من نظر الدعوى :
يحق للقاضي التنحي جوازًا من تلقاء نفسه إذا استشعر الحرج من نظر الدعوى، وذلك حفاظًا على حياد القضاء وضمان تحقيق العدالة. ويكون هذا التنحي وفقًا لما تمليه عليه ضميره القضائي، دون الحاجة إلى طلب من أحد الخصوم.
أسباب استشعار الحرج قد تكون:
- وجود علاقة شخصية بينه وبين أحد أطراف الدعوى.
- أن يكون قد أبدى رأيًا مسبقًا قد يؤثر في قراره.
- أن تكون هناك صلة قرابة أو مصلحة قد تؤثر في نزاهته.
- أي ظرف آخر قد يثير الشك في حياده واستقلاله.
الآثار:
- يتم إحالة القضية إلى قاضٍ آخر.
- لا يؤثر ذلك على سير الدعوى أو حقوق الأطراف.
المادة 151 من قانون المرافعات :
تنص المادة 151 من قانون المرافعات المصري على وجوب تقديم طلب رد القاضي قبل إبداء أي دفع أو دفاع، وإلا سقط الحق فيه، وذلك ضمانًا لحسن سير العدالة ومنع إساءة استخدام حق الرد كوسيلة للمماطلة.
وفي حالة القاضي المنتدب لإجراء من إجراءات الإثبات، يُشترط تقديم طلب الرد خلال ثلاثة أيام من تاريخ الندب إذا صدر القرار في حضور طالب الرد، أو من يوم إعلانه بالقرار إذا صدر في غيابه.
كما تجيز المادة تقديم طلب الرد بعد المواعيد المقررة إذا نشأت أسبابه لاحقًا، أو إذا ثبت أن طالب الرد لم يعلم بها إلا بعد فوات المدة المحددة، وذلك تحقيقًا للعدالة وضمانًا لحقوق الخصوم.
المادة 151 من قانون المرافعات: دراسة وتحليل :
تعد المادة 151 من قانون المرافعات المصري من النصوص القانونية المهمة التي تنظم إجراءات رد القضاة، وذلك لضمان حيادية القاضي وتحقيق العدالة بين الخصوم. وتهدف هذه المادة إلى وضع إطار قانوني واضح يحدد الحالات التي يجوز فيها رد القاضي، والشروط التي يجب توافرها في طلب الرد، والمواعيد المحددة لتقديمه، منعًا للتعسف أو استغلال هذا الحق بشكل يؤدي إلى تعطيل سير العدالة.
نص القانوني للمادة 151 :
تنص المادة على أنه: يجب تقديم طلب الرد قبل تقديم أى دفع أو دفاع وإلا سقط الحق فيه .
فإذا كان الرد فى حق قاض منتدب لإجراء من إجراءات الإثبات ، فيقدم الطلب خلال ثلاثة أيام ندبه إذا كان قرار الندب صادراً فى حضور طالب الرد ، فإن كان صادراً فى غيبته تبدأ الثلاثة من يوم إعلانه به .
ويجوز طلب الرد إذا حدثت أسبابه بعد المواعيد المقررة ، أو إذا اثبت طـالب الرد أنه لم يعلم بها إلا بعد مضى تلك المواعيد
شرح المادة 151 :
تشترط المادة أن يتم تقديم طلب الرد قبل تقديم أي دفع أو دفاع في الدعوى، وذلك لأن تقديم أي دفاع يعني ضمنيًا قبول القاضي المختص بالنظر في القضية. فإذا قدم الخصم دفاعه، فإنه يفقد الحق في طلب رد القاضي، منعًا للتحايل وإساءة استخدام هذا الحق بهدف تأخير الفصل في النزاع.
المدة المحددة لرد القاضي المنتدب لإجراءات الإثبات :
في الحالات التي يكون فيها القاضي منتدبًا لإجراء معين، مثل سماع الشهود أو إجراء معاينات، حدد المشرع مدة قصيرة لتقديم طلب الرد وهي ثلاثة أيام من تاريخ صدور قرار الندب، إذا كان الطالب حاضرًا عند صدور القرار. أما إذا صدر القرار في غيابه، فيبدأ احتساب الثلاثة أيام من تاريخ إعلانه بالقرار.
الاستثناءات على مواعيد تقديم طلب الرد :
أجاز المشرع تقديم طلب الرد حتى بعد فوات المواعيد الأصلية إذا:
- حدثت أسباب الرد بعد انقضاء المدة المقررة، كظهور علاقة بين القاضي وأحد الخصوم أثناء نظر القضية.
- أثبت طالب الرد أنه لم يعلم بأسباب الرد إلا بعد فوات المدة، كأن يكتشف بعد فترة أن القاضي تربطه مصلحة مباشرة بأحد الأطراف.
أهمية المادة 151 في تحقيق العدالة :
تعتبر هذه المادة أداة قانونية توازن بين مصلحة العدالة وحقوق الخصوم، حيث تتيح لهم الاعتراض على القاضي في حالة وجود أسباب جدية للشك في حياده، لكنها في الوقت ذاته تمنع التعسف في استخدام هذا الحق لمنع تأخير الفصل في القضايا دون مبرر.
أحكام محكمة النقض بشأن المادة 151 :
أكدت محكمة النقض المصرية في العديد من أحكامها على أن طلب رد القاضي يجب أن يكون جديًا ومستندًا إلى أسباب قانونية صحيحة، وأن تقديم الطلب بعد الميعاد دون مبرر يؤدي إلى سقوط الحق فيه. كما شددت المحكمة على أن الهدف من هذه المادة ليس التشكيك في القضاة، بل حماية العدالة وضمان نزاهة المحاكمات.
سقوط الحق في رد القاضي إذا لم يقدم قبل أي دفع أو دفاع وميعاد رد القاضي المنتدب لإجراء إثبات وجواز طلب الرد بعد المواعيد إذا حدثت أسبابه بعدها أو عدم العلم بها بعد المواعيد :
يسقط حق الخصم في رد القاضي إذا لم يقدم طلب الرد قبل إبداء أي دفع أو دفاع في الدعوى، وذلك لأن تقديم الدفاع أو الدفع يعني ضمنيًا قبول القاضي المختص بنظر القضية، مما يمنع إثارة مسألة الرد لاحقًا كوسيلة للمماطلة.
أما في حالة القاضي المنتدب لإجراء من إجراءات الإثبات، فيجب تقديم طلب الرد خلال ثلاثة أيام من تاريخ صدور قرار الندب إذا كان طالب الرد حاضرًا، أو من تاريخ إعلانه بالقرار إذا صدر في غيابه.
ومع ذلك، يجوز تقديم طلب الرد حتى بعد المواعيد المحددة إذا حدثت أسبابه بعد انقضاء المدة الأصلية، أو إذا أثبت طالب الرد أنه لم يعلم بها إلا بعد فوات هذه المدة، وذلك لضمان العدالة وعدم الإضرار بحقوق الخصوم.
واجب القاضي المطلوب رده تطبيق المادة 162 مرافعات بوقف الدعوى بمجرد تقديم طلب رده ولا يجوز له تجاهل طلب الرد والإستمرار في نظر الدعوى بحجة أنه قد سقط حرصا على عدم تعطيل الفصل في الدعوى لأن المشرع أجاز ندب قاض آخر بدلا منه وفقا للمادة 162 معدلة بالقانون 23 لسنة 1992 :
يجب على القاضي المطلوب رده، بمجرد تقديم طلب الرد، الالتزام بتطبيق حكم المادة 162 من قانون المرافعات التي تقضي بوقف نظر الدعوى تلقائيًا دون حاجة إلى صدور قرار بذلك، ولا يجوز له تجاهل طلب الرد والاستمرار في نظر القضية بحجة أن الطلب قد سقط، وذلك حفاظًا على حياد المحكمة ومنع أي شبهة في إجراءات التقاضي.
وقد عالج المشرع مسألة تعطيل الفصل في الدعوى من خلال تعديل المادة 162 بالقانون رقم 23 لسنة 1992، حيث أجاز ندب قاضٍ آخر بديلًا عن القاضي المطلوب رده، مما يضمن استمرار سير العدالة دون تأخير، وفي الوقت ذاته يحفظ حق الخصوم في ضمان محاكمة عادلة أمام قاضٍ محايد.
المادة 152 من قانون المرافعات :
تنص المادة 152 من قانون المرافعات المصري على أنه:
“يجوز وقف الدعوى بناءً على اتفاق الخصوم على عدم السير فيها مدة لا تزيد على ستة أشهر من تاريخ إقرار المحكمة لاتفاقهم. ولا يكون لهذا الوقف أثر في أي ميعاد حتمي يكون القانون قد حدده لإجراء ما. وإذا لم تعجل الدعوى في ثمانية الأيام التالية لنهاية الأجل، جاز للمحكمة الحكم باعتبارها كأن لم تكن.”
شرح المادة:
تتيح هذه المادة للخصوم الاتفاق على إيقاف السير في الدعوى لمدة لا تتجاوز ستة أشهر، بشرط أن توافق المحكمة على هذا الاتفاق. ومع ذلك، فإن هذا الوقف لا يؤثر على المواعيد القانونية الإلزامية المحددة لإجراءات معينة. وإذا لم يقم أي من الخصوم بتحريك الدعوى خلال ثمانية أيام بعد انتهاء مدة الوقف، يمكن للمحكمة أن تقضي باعتبار الدعوى كأن لم تكن، أي يتم إلغاؤها وكأنها لم تُرفع من الأساس.
النص القانوني للمادة 152 :
لا يقبل طلب الرد بعد إقفال باب المرافعة فى الدعوى أو ممن سبق له طلب رد نفس القـاضى فى ذات الـدعوى ، ولا يترتب على طلبات الرد فى هاتين الحالتين وقف الدعوى المنصوص عليه فى المادة 162 من هذا القانون .
ويسقط حق الخصم فى طلب الرد إذا لم يحصل التقرير به قبل إقفال باب المرافعة فى طلب رد سابق مقدم فى الدعوى أخطر بالجلسة المحددة لنظره متى كانت أسباب الرد قائمة حتى إقفال باب المرافعة
عدم قبول طلب الرد بعد إقفال باب المرافعة وعدم قبول الرد المتكرر :
وفقًا لقانون المرافعات المصري، لا يُقبل طلب رد القاضي بعد إقفال باب المرافعة، حيث يُعتبر تقديم طلب الرد في هذه المرحلة متأخرًا ولا يؤدي إلى تحقيق الغرض منه، وهو ضمان الحياد قبل الفصل في النزاع. كما أن الرد المتكرر غير مقبول إذا كان مبنيًا على نفس الأسباب التي سبق نظرها ورفضها، وذلك لمنع إساءة استخدام هذا الحق وتعطيل سير العدالة. تهدف هذه القواعد إلى تحقيق التوازن بين حق الخصوم في الطعن على حياد القاضي، وبين ضرورة منع التعسف في استخدام هذا الحق للحيلولة دون إطالة أمد التقاضي بلا مبرر
شروط عدم قبول طلب الرد بسبب تقديم طلب رد سابق وفقا للفقرة الأولى من المادة 152 مرافعات :
تنص الفقرة الأولى من المادة 152 من قانون المرافعات المصري على أنه:
“لا يقبل طلب رد القاضي إذا قدم من نفس الخصم في ذات الدعوى رد سابق، استند فيه إلى ذات الأسباب.”
شرح القاعدة:
وفقًا لهذه الفقرة، يشترط لعدم قبول طلب الرد بسبب تقديم طلب سابق ما يلي:
- وحدة الخصم: يجب أن يكون طلب الرد الجديد مقدمًا من نفس الخصم الذي سبق له تقديم طلب رد في نفس الدعوى.
- وحدة الدعوى: يجب أن يكون الطلبان متعلقين بنفس النزاع القائم أمام المحكمة.
- وحدة الأسباب: يشترط أن يستند طلب الرد الجديد إلى نفس الأسباب التي سبق تقديمها في الطلب الأول، فإذا كان الطلب الجديد مبنيًا على أسباب مختلفة، جاز قبوله.
الهدف من هذه القاعدة هو منع إساءة استخدام حق رد القضاة لتعطيل سير الدعوى وإطالة أمد التقاضي دون مبرر، مع الحفاظ في الوقت ذاته على حق الخصوم في رد القاضي متى توافرت أسباب قانونية جديدة تبرر ذلك.
شروط سقوط حق الطرف الآخر في تقديم طلب الرد بسبب إقفال باب المرافعة في طلب رد سابق وفقا للفقرة الثانية من المادة 152 مرافعات :
تنص الفقرة الثانية من المادة 152 من قانون المرافعات المصري على أنه:
“ويسقط حق الخصم الآخر في طلب الرد إذا لم يقدم طلبه قبل إقفال باب المرافعة في طلب الرد المقدم من خصمه.”
شروط سقوط حق الطرف الآخر في تقديم طلب الرد:
لكي يسقط حق الطرف الآخر في تقديم طلب رد القاضي، يجب توافر الشروط التالية:
- وجود طلب رد مقدم من أحد الخصوم: يجب أن يكون أحد أطراف الدعوى قد قدم طلب رد للقاضي المختص بنظر النزاع.
- عدم تقديم الطرف الآخر لطلب رد أثناء نظر الطلب الأول: فإذا لم يقدم الخصم الآخر طلبه خلال نظر طلب الرد المقدم من خصمه، فإنه يفقد حقه في ذلك لاحقًا.
- إقفال باب المرافعة في طلب الرد الأول: بمجرد إقفال باب المرافعة في الطلب الأول، لا يحق للطرف الآخر تقديم طلب رد جديد، حتى لو كانت لديه أسباب يعتقد أنها مبررة.
الهدف من القاعدة:
تهدف هذه القاعدة إلى منع التحايل على إجراءات رد القضاة، حيث يمكن للخصوم استخدام طلبات الرد المتتالية كوسيلة لتعطيل سير الدعوى وتأخير الفصل فيها. كما تضمن عدم إساءة استعمال حق الرد بما يعطل سير العدالة أو يؤدي إلى المماطلة والإضرار بحقوق الأطراف الأخرى.
نقد الفقرة الأولى من المادة 152 وضرورة تعديلها :
تنص الفقرة الأولى من المادة 152 من قانون المرافعات المصري على أنه:
“لا يقبل طلب رد القاضي إذا قدم من نفس الخصم في ذات الدعوى رد سابق، استند فيه إلى ذات الأسباب.”
نقد القاعدة:
على الرغم من أن هذه القاعدة تهدف إلى منع إساءة استعمال حق الرد وإطالة أمد التقاضي، إلا أنها قد تؤدي إلى نتائج غير عادلة في بعض الحالات، وذلك للأسباب التالية:
إمكانية ظهور أدلة جديدة: قد تظهر أدلة أو وقائع جديدة بعد رفض طلب الرد الأول، تثبت عدم حياد القاضي، ولكن النص الحالي يمنع الخصم من تقديم طلب جديد حتى لو قدم دلائل جديدة تعزز موقفه.
تقييد حق الخصوم في تحقيق العدالة: النص يمنع الخصم من إعادة تقديم طلب الرد، حتى إذا تم رفض الطلب الأول لأسباب شكلية وليس موضوعية، مما يحول دون تحقيق العدالة.
إعطاء القاضي فرصة للتحيز بعد رفض الطلب الأول: إذا كان القاضي متحيزًا بالفعل، فإن رفض طلب الرد الأول يمنحه فرصة أكبر للتأثير على مجريات الدعوى دون إمكانية الطعن عليه مجددًا.
ضرورة تعديل النص:
لتحقيق التوازن بين منع إساءة استخدام حق الرد وحماية حق الخصوم في محاكمة عادلة، يُقترح تعديل الفقرة الأولى من المادة 152 بحيث يُسمح بتقديم طلب رد جديد في الحالات التالية:
- إذا ظهرت أدلة جديدة لم تكن متاحة وقت تقديم الطلب الأول.
- إذا كان رفض الطلب الأول لأسباب شكلية وليس لعدم توافر أسباب الرد.
- إذا صدر عن القاضي سلوك جديد يثير الشكوك حول حياده بعد رفض الطلب الأول.
يضمن هذا التعديل حماية حق التقاضي العادل دون الإخلال بمبادئ الاستقرار وسرعة الفصل في الدعاوى.
المادة 153 من قانون المرافعات :
المادة 153 من الدستور المصري تنص على أن رئيس الجمهورية هو الذي يعين رئيس مجلس الوزراء ونوابه والوزراء ونوابهم، ويعفيهم من مناصبهم، ويقبل استقالاتهم، وذلك وفقًا للإجراءات المحددة في الدستور. كما يحدد رئيس الجمهورية السياسة العامة للدولة بالاشتراك مع الحكومة، ويشرف على تنفيذها. وتعد هذه المادة من الأحكام الأساسية التي تحدد سلطات رئيس الجمهورية فيما يتعلق بالسلطة التنفيذية، وتعكس طبيعة النظام السياسي الذي يجمع بين خصائص النظامين الرئاسي والبرلماني.
تحليل المادة 153 من الدستور المصري: الصلاحيات الرئاسية وتوازن السلطات:
يُعد الدستور الوثيقة القانونية الأسمى التي تنظم عمل الدولة وتحدد اختصاصات سلطاتها المختلفة، ومن بين مواده المهمة المادة 153، التي تتناول صلاحيات رئيس الجمهورية فيما يتعلق بتعيين وإقالة أعضاء السلطة التنفيذية. تعكس هذه المادة طبيعة النظام السياسي المصري الذي يجمع بين ملامح النظامين الرئاسي والبرلماني، حيث يمنح رئيس الجمهورية سلطات واسعة في تشكيل الحكومة وتوجيه السياسة العامة للدولة.
نص المادة 153
تنص المادة 153 من الدستور المصري على أن:
يحصل الرد بتقرير يكتب بقلم كتاب المحكمة التى يتبعها القاضى المطلوب رده ، يوقعه الطالب نفسه ، أو وكيله المفوض فيه بتوكيل خاص يرفق بالتقرير ، ويجب أن يشتمل الرد على أسبابه وأن يرفق به ما قد يوجد من أوراق أو مستندات مؤيده له .
وعلى طالب الرد أن يودع عند التقرير بالرد ثلاثمائة جنيه على سبيل الكفالة ، ويجب على قلم الكتاب تحديد جلسة فى موعد لا يجاوز سبعة أيام من تاريخ تقديم الطلب ويوقع طالب الرد بما يفيد علمه بالجلسة (1).
وتختص بنظر طلب رد أحد قضاة المحاكم الجزئية ، أو الابتدائية إحدى دوائر محكمة الاستئناف التى تقع فى دائرة اختصاصها المحكمة الابتدائية التى يتبعها القاضى المطلوب رده.
وتختص بنظر رد المستشار بمحكمة الاستئناف ، أو بمحكمة النقض دائرة بمحكمة الاستئناف ، أو بمحكمة النقض ، حسب الأحـوال غير الدائرة التى يكون المطلوب رده عضواً فيه.
شرح وتحليل المادة :
تحدد هذه المادة مجموعة من الصلاحيات المهمة لرئيس الجمهورية فيما يتعلق بالسلطة التنفيذية، والتي يمكن تحليلها كالتالي:
- تعيين رئيس مجلس الوزراء: لرئيس الجمهورية السلطة المطلقة في اختيار رئيس الحكومة، مما يعكس الطبيعة الرئاسية للنظام السياسي المصري.
- تعيين نواب رئيس مجلس الوزراء والوزراء ونوابهم: يتمتع الرئيس بصلاحية تعيين جميع أعضاء الحكومة، وهو ما يمنحه نفوذًا كبيرًا في تشكيل السلطة التنفيذية.
- إعفاء الوزراء من مناصبهم: يتمتع الرئيس بحق عزل رئيس الوزراء أو أي من الوزراء ونوابهم، مما يجعله المسؤول الأول عن أداء الحكومة.
- قبول الاستقالات: في حال تقديم أحد الوزراء أو رئيس الوزراء استقالته، فإن قبولها أو رفضها يكون بيد رئيس الجمهورية، مما يمنحه سيطرة كبيرة على استمرار عمل الحكومة.
دلالة المادة 153 على طبيعة النظام السياسي :
- تعكس هذه المادة توازنًا بين النظام الرئاسي والبرلماني، حيث يتمتع رئيس الجمهورية بصلاحيات واسعة في تشكيل الحكومة، لكن هناك أيضًا رقابة من البرلمان على أداء الحكومة.
- في الأنظمة البرلمانية التقليدية، يكون اختيار رئيس الوزراء مرتبطًا بقرار الأغلبية البرلمانية، لكن في مصر، وفقًا لهذه المادة، يكون التعيين بيد الرئيس، مما يبرز ملامح النظام شبه الرئاسي.
الإجراءات الدستورية المرتبطة بالمادة 153
على الرغم من أن المادة 153 تمنح الرئيس صلاحيات تعيين وإقالة الوزراء، فإن هناك مواد أخرى في الدستور تحدد قيودًا وإجراءات على هذه الصلاحيات، مثل:
- ضرورة حصول الحكومة على ثقة البرلمان بعد تشكيلها، وفقًا للمادة 146 من الدستور.
- إمكانية سحب الثقة من الحكومة أو الوزراء من قبل البرلمان، وفقًا للمادة 131.
طبيعة خصومة الرد :
خصومة الرد هي إجراء قانوني يمنح أحد الخصوم في الدعوى الحق في طلب تنحية القاضي عن نظر القضية، وذلك إذا توافرت أسباب تثير الشك في حياده أو نزاهته. وتعتبر هذه الخصومة من الدعاوى الشكلية التي لا تهدف إلى الفصل في موضوع النزاع، وإنما تسعى إلى ضمان تحقيق العدالة من خلال قاضٍ محايد ومستقل.
ومن أبرز أسباب الرد وجود صلة قرابة أو مصلحة مباشرة للقاضي مع أحد الأطراف، أو إذا كان قد أبدى رأيًا سابقًا في القضية محل النزاع. ويترتب على تقديم طلب الرد وقف نظر الدعوى الأصلية إلى حين الفصل فيه، مما يعكس أهميته في تحقيق العدالة وحماية حقوق المتقاضين.
إجراءات طلب الرد :
يتم تقديم طلب رد القاضي وفقًا لإجراءات محددة يحددها القانون لضمان حياد القضاء وتحقيق العدالة. يبدأ الإجراء بتقديم طلب الرد إلى المحكمة المختصة مرفقًا بأسباب واضحة ومحددة تفيد بانعدام حياد القاضي أو وجود مصلحة شخصية له في القضية. يجب أن يكون الطلب مسببًا ومكتوبًا، ويودع في قلم كتاب المحكمة قبل الجلسة المحددة لنظر الدعوى أو خلال فترة معينة يحددها القانون.
بعد تقديم الطلب، يتم وقف نظر الدعوى الأصلية مؤقتًا لحين الفصل في طلب الرد. يتم إخطار القاضي المطلوب رده، ويحق له الرد على الطلب خلال مدة معينة. تنظر المحكمة المختصة في الطلب، وتصدر قرارها إما بقبول الرد وتنحية القاضي عن القضية، أو برفضه واستمرار القاضي في نظر الدعوى. في حالة رفض الطلب، قد يُلزم طالب الرد بدفع غرامة مالية لمنع إساءة استخدام هذا الحق.
الإختصاص بالفصل في طلب الرد وفقا للمادة 153 مرافعات :
وفقًا للمادة 153 من قانون المرافعات المصري، ينعقد الاختصاص بالفصل في طلب رد القضاة إلى دائرة خاصة بمحكمة الاستئناف أو بمحكمة النقض، وفقًا للدرجة القضائية للقاضي المطلوب رده. فإذا كان القاضي المطلوب رده من قضاة المحاكم الابتدائية، تختص دائرة بمحكمة الاستئناف بالفصل في الطلب، أما إذا كان القاضي المطلوب رده من قضاة محكمة الاستئناف، فتختص محكمة النقض بالنظر في الطلب.
ويهدف هذا التنظيم إلى ضمان الحياد والموضوعية في الفصل بطلبات الرد، حيث تنظرها محكمة أعلى من المحكمة التي يعمل بها القاضي المطلوب رده، مما يعزز ثقة المتقاضين في عدالة القضاء ويضمن عدم التأثير على حسن سير العدالة.
المادة 154 من قانون المرافعات :
“لا يجوز الرجوع في التنازل عن الحكم بعد صدوره إلا بموافقة الخصم.”
بمعنى أنه إذا تنازل أحد الخصوم عن الحكم الصادر لصالحه، فلا يحق له التراجع عن هذا التنازل إلا إذا وافق الطرف الآخر على ذلك. ويهدف هذا النص إلى تحقيق الاستقرار في المراكز القانونية وحماية حقوق الخصوم من التعسف أو التلاعب في إجراءات التقاضي.
المادة 154 من قانون المرافعات: دراسة تحليلية
مقدمة
يعد قانون المرافعات المدنية والتجارية من القوانين الأساسية التي تنظم إجراءات التقاضي في المحاكم، حيث يهدف إلى تحقيق العدالة وضمان استقرار المراكز القانونية للأطراف المتقاضين. ومن بين المواد الهامة في هذا القانون، تأتي المادة 154 التي تتعلق بالتنازل عن الأحكام وشروط الرجوع عنه.
نص المادة 154 من قانون المرافعات
تنص المادة 154 من قانون المرافعات المصري على ما يلي:
إذا كان الرد واقعاً فى حق قاضى جلس أول مرة لسماع الدعوى بحضور الخصوم جاز الرد بمذكرة تسلم لكاتب الجلسة .
وعلى طالب الرد تأييد الطلب بقلم الكتاب فى اليوم نفسه أو فى اليوم التالي وإلا سقط الحق فيه.
شرح المادة وتحليلها
تشير هذه المادة إلى أحد المبادئ الجوهرية في التقاضي، وهو أنه بمجرد أن يتنازل أحد الأطراف عن الحكم الصادر لصالحه، يصبح هذا التنازل ملزمًا له، ولا يحق له الرجوع فيه إلا إذا وافق الطرف الآخر.
مفهوم التنازل عن الحكم
التنازل عن الحكم هو تصرف قانوني يصدر عن المحكوم له، يعبر فيه عن إرادته في عدم التمسك بالحكم الصادر لصالحه، سواء كليًا أو جزئيًا. ويترتب على هذا التنازل فقدان الحق في المطالبة بتنفيذ الحكم، ما لم يكن هناك اتفاق جديد بين الطرفين أو سبب قانوني يجيز العدول عنه.
طبيعة التنازل عن الحكم
التنازل عن الحكم يمكن أن يكون صريحًا أو ضمنيًا:
- التنازل الصريح: يكون من خلال تصريح واضح من المحكوم له بالتنازل عن الحكم، سواء شفهيًا أمام المحكمة أو كتابيًا.
- التنازل الضمني: قد يُستدل عليه من خلال تصرفات تدل بوضوح على نية التنازل، مثل إبرام اتفاق مع الطرف الآخر يتضمن إسقاط الحق في تنفيذ الحكم.
أثر التنازل عن الحكم
- بمجرد التنازل عن الحكم، يفقد المحكوم له حقه في تنفيذه.
- لا يجوز الرجوع عن التنازل إلا إذا وافق الخصم، أي أن التراجع عن هذا التصرف ليس بإرادة منفردة، وإنما يحتاج إلى قبول الطرف الآخر، مما يعكس مبدأ استقرار الأحكام القضائية.
الحكمة من النص القانوني
تسعى المادة 154 إلى تحقيق مجموعة من الأهداف القانونية، منها:
- حماية استقرار الأحكام القضائية ومنع التلاعب بالإجراءات القانونية.
- ضمان حقوق الخصم الذي قد يكون قد بنى مركزه القانوني على أساس التنازل عن الحكم.
- تحقيق الأمان القانوني بحيث لا يسمح لأحد الأطراف بالتراجع عن التزاماته بشكل يضر بالطرف الآخر.
أمثلة تطبيقية على المادة 154
- إذا صدر حكم لصالح المدعي، ثم تنازل عنه أمام المحكمة أو باتفاق مع المدعى عليه، فلا يمكنه بعد ذلك الرجوع عن التنازل إلا بموافقة المدعى عليه.
- في القضايا التجارية، قد يتنازل أحد الأطراف عن حكم معين مقابل تسوية ودية، وهنا يصبح التنازل نهائيًا ما لم يوافق الطرف الآخر على الرجوع عنه.
الفرق بين التنازل عن الحكم والتنازل عن الدعوى:
من المهم التفرقة بين:
- التنازل عن الدعوى: يتم قبل صدور الحكم وينهي الخصومة دون إصدار حكم قضائي.
- التنازل عن الحكم: يتم بعد صدور الحكم ويؤدي إلى فقدان الحق في التنفيذ.
رد القاضي الذي جلس لأول مرة لسماع الدعوة بمذكرة تسلم لكاتب الجلسة يليها تقرير في قلم الكتاب :
وفقًا لقواعد قانون المرافعات، يجوز للخصوم طلب رد القاضي إذا توافرت أسباب قانونية تثير الشك في حياده أو نزاهته. وفيما يتعلق بالإجراءات، إذا كان القاضي قد جلس لأول مرة لنظر الدعوى، فيجب تقديم طلب الرد بمذكرة تُسلم لكاتب الجلسة، متضمنة الأسباب الداعية للرد.
يلي ذلك تقديم تقرير في قلم الكتاب يُثبت فيه الطلب رسميًا، ويجب أن يتم ذلك وفق المواعيد القانونية المحددة لضمان عدم سقوط الحق في الرد. ويترتب على تقديم طلب الرد وقف القاضي عن نظر القضية لحين الفصل في الطلب، ضمانًا لتحقيق العدالة وتجنيب الخصومة أي شبهة عدم الحياد.
المادة 155 من قانون المرافعات :
“تحكم المحكمة في طلبات الرد على وجه السرعة، ولا يجوز الطعن في الحكم الصادر في طلب الرد بأي طريق من طرق الطعن.”
وهذا يعني أن المحكمة تبت في طلبات رد القضاة بشكل عاجل، ولا يمكن الطعن في القرار الصادر بشأن طلب الرد، مما يضمن سرعة الفصل في الدعاوى وعدم تعطيل سير العدالة بسبب الطعون في قرارات الرد.
المادة 155 من قانون المرافعات المصري: دراسة تحليلية :
يعتبر نظام رد القضاة من الضمانات الأساسية لتحقيق العدالة وضمان حيادية القاضي في الفصل بين الخصوم. وقد حرص قانون المرافعات المصري على تنظيم إجراءات رد القضاة في عدة مواد، ومن بينها المادة 155، التي تحدد كيفية البت في طلب الرد وسرعة الفصل فيه. تهدف هذه المادة إلى تحقيق التوازن بين حق الخصوم في طلب رد القاضي عند توافر أسباب مبررة، وبين ضرورة عدم تعطيل إجراءات التقاضي.
نص المادة 155 من قانون المرافعات :
تنص المادة 155 من قانون المرافعات المصري على ما يلي:يجب على قلم كتاب المحكمة رفع تقرير الرد إلى رئيسها مرفقاً به بيان بما قدم من طلبات رد فى الدعوى وما تم فيها وذلك كله خلال أربع وعشرين ساعة وعلى الرئيس أن يطلع القاضى المطلوب رده على التقرير فوراً ، وأن يرسل صورة منه إلى النيابة.
شرح المادة 155 من قانون المرافعات :
تنطوي المادة 155 على مبدأين أساسيين هما:
سرعة الفصل في طلبات الرد:
أكدت المادة على ضرورة نظر المحكمة في طلبات رد القضاة على وجه السرعة، مما يمنع تعطيل سير الدعوى الأصلية لفترات طويلة بسبب هذه الطلبات.
يأتي هذا المبدأ في إطار الحرص على عدم استخدام طلبات الرد كوسيلة للمماطلة أو إطالة أمد التقاضي.
عدم جواز الطعن على حكم طلب الرد:
أوضحت المادة أن الحكم الصادر في طلب الرد يكون نهائيًا وغير قابل للطعن بأي من طرق الطعن المعروفة، سواء العادية أو غير العادية.
الهدف من ذلك هو حسم الأمر بشكل قاطع ومنع إطالة أمد النزاع من خلال الطعون المتكررة، التي قد تؤدي إلى تعطيل تحقيق العدالة.
أهمية المادة 155 في النظام القضائي
- ضمان سرعة التقاضي: من خلال النص على سرعة البت في طلبات الرد، فإن هذه المادة تمنع إساءة استخدام هذا الحق من قبل الخصوم لإطالة أمد الدعاوى.
- تعزيز الثقة في القضاء: إذ إنها توضح أن المشرع يوازن بين حق الخصم في طلب رد القاضي عند وجود أسباب جدية، وبين ضمان عدم عرقلة سير العدالة.
- تحقيق الاستقرار القضائي: بجعل القرار الصادر في طلب الرد نهائيًا وغير قابل للطعن، يتم تجنب تعقيد الإجراءات ومنع استغلال طلبات الرد كوسيلة للتلاعب أو التأخير.
الفرق بين المادة 155 ومواد أخرى متعلقة برد القضاة
- تناول قانون المرافعات المصري موضوع رد القضاة في عدة مواد، من بينها المادة 146 التي تحدد الحالات التي يجوز فيها طلب رد القاضي.
- بينما تعنى المادة 155 بسرعة الفصل في طلب الرد وعدم جواز الطعن عليه، فإن مواد أخرى مثل المادة 153 تحدد إجراءات تقديم طلب الرد، والمادة 154 تحدد الآثار القانونية المترتبة على تقديم الطلب.
- بالتالي، تعد المادة 155 بمثابة القاعدة الإجرائية النهائية التي تحسم طلب الرد، بعد استيفاء الشروط التي تنظمها المواد السابقة.
الانتقادات والمقترحات
- غياب إمكانية الطعن قد يكون غير عادل في بعض الحالات: يرى البعض أن منع الطعن على حكم طلب الرد قد يكون غير منصف في بعض الحالات التي قد تتطلب مراجعة قرار المحكمة، خاصة إذا كان هناك خطأ واضح في تطبيق القانون.
- اقتراح تعديل تشريعي: قد يكون من المناسب منح الحق في التظلم أمام هيئة قضائية أعلى في حالات استثنائية، لضمان العدالة دون الإضرار بقاعدة سرعة الفصل في طلبات الرد.
تعديل المادة 155 بالقانون 23 لسنة 1992 :
تم تعديل المادة 155 من قانون المرافعات بموجب القانون رقم 23 لسنة 1992، والذي جاء ليُحدث تعديلات هامة في بعض الإجراءات المتعلقة برد القضاة. كان التعديل يهدف إلى تحسين الإجراءات القضائية وضمان عدم تعطل سير العدالة بسبب طلبات الرد المرفوعة ضد القضاة، حيث كان المشرع في التعديل ينشد تسريع إجراءات البت في هذه الطلبات.
من خلال التعديل، تم التأكيد على سرعة الفصل في طلبات الرد، مع عدم جواز الطعن في الحكم الصادر بشأن هذه الطلبات بأي من طرق الطعن المعروفة.
ويُعد هذا التعديل جزءًا من إصلاحات تشريعية عدة هدفها تبسيط الإجراءات القضائية و ضمان سرعة الفصل في القضايا، خصوصًا تلك التي قد تُستخدم فيها طلبات الرد كوسيلة لتأخير البت في النزاع الأصلي.
إجمالًا، يُعتبر التعديل خطوة نحو تعزيز الفعالية القضائية، من خلال منع التأخير الناتج عن الطعون المتكررة، مما يضمن استمرارية وتقدم الإجراءات القضائية دون تعطيل.
رفع تقرير الرد لرئيس المحكمة وإطلاع القاضي عليه وإرسال صورة منه للنيابة العامة :
عند تقديم طلب رد القاضي، يتعين على قلم كتاب المحكمة رفع تقرير فوري عن طلب الرد إلى رئيس المحكمة المختصة، وذلك لضمان سرعة الفصل فيه وفقًا لما نص عليه قانون المرافعات.
بعد ذلك، يتم إطلاع القاضي المطلوب رده على التقرير، حتى يتمكن من تقديم رده أو ملاحظاته حول الأسباب التي استند إليها طالب الرد.
كما يتم إرسال صورة من التقرير إلى النيابة العامة، إذا كانت طرفًا في الدعوى أو إذا اقتضت الحاجة رأيها في الطلب، وذلك لضمان الشفافية وتحقيق العدالة من خلال مشاركة الجهات المختصة في مراجعة طلبات الرد واتخاذ القرار المناسب بشأنها.
المادة 156 من قانون المرافعات :
تنص المادة 156 من قانون المرافعات المدنية والتجارية المصري على أنه:
“إذا لم يحضر المدعى عليه ولم يكن قد أعلن لشخصه، تؤجل المحكمة نظر الدعوى إلى جلسة تالية، ويعاد إعلانه للحضور. فإذا لم يحضر بعد إعادة إعلانه، جاز الحكم في الدعوى.”
وتعني هذه المادة أن المحكمة لا يجوز لها إصدار حكم ضد المدعى عليه في غيابه من أول جلسة، إلا إذا تم إعلانه شخصيًا.
فإذا لم يتم إعلانه لشخصه، يجب تأجيل الدعوى وإعادة إعلانه مجددًا. وإذا استمر غيابه بعد إعادة الإعلان، يحق للمحكمة الفصل في القضية. تهدف هذه المادة إلى تحقيق مبدأ العدالة وضمان علم الخصوم بالدعوى ليتمكنوا من الدفاع عن حقوقهم.
المادة 156 من قانون المرافعات: دراسة قانونية شاملة
يعد قانون المرافعات المدنية والتجارية من القوانين الإجرائية الأساسية التي تنظم سير الدعاوى أمام المحاكم، ويهدف إلى تحقيق العدالة وضمان حقوق المتقاضين. ومن بين مواده الهامة، تأتي المادة 156 التي تتعلق بغياب المدعى عليه وإعادة إعلانه قبل الفصل في الدعوى. تهدف هذه المادة إلى تحقيق التوازن بين مصلحة المدعي في الحصول على حكم قضائي، وحق المدعى عليه في العلم والإدلاء بدفاعه.
النص القانوني للمادة 156
تنص المادة 156 من قانون المرافعات على ما يلي:
على القاضى المطلوب رده أن يجيب بالكتابة على وقائع الرد وأسبابه خلال الأربعة الأيام التالية لاطلاعه .
وإذا كانت الأسباب تصلح قانوناً ولم يجيب عليها القاضى المطلوب رده فى الميعاد المحدد ، أو أعترف بها فى أجابته ، أصدر رئيس المحكمة أمراً بتنحيه
تحليل نص المادة 156
تضع هذه المادة قاعدة هامة تتعلق بإجراءات التقاضي، حيث تميز بين حالتين رئيسيتين:
غياب المدعى عليه دون إعلانه لشخصه
إذا تغيب المدعى عليه عن الجلسة الأولى ولم يكن قد تسلم الإعلان بنفسه، فإن المحكمة لا يجوز لها أن تصدر حكمًا ضده مباشرة.
في هذه الحالة، يتم تأجيل نظر الدعوى إلى جلسة لاحقة مع إلزام المدعي بإعادة إعلانه.
غياب المدعى عليه بعد إعادة الإعلان
إذا تم الإعلان للمرة الثانية واستمر غيابه، فإن المحكمة تصبح في حل من إصدار حكم في القضية، حتى لو لم يحضر المدعى عليه.
يفترض القانون هنا أن المدعى عليه قد علم بالدعوى لكنه اختار عدم الحضور، وبالتالي يجوز الفصل في الموضوع دون الحاجة إلى تأجيل إضافي.
الهدف من المادة 156
تسعى هذه المادة إلى تحقيق عدة أهداف قانونية هامة، منها:
حماية حقوق الدفاع:
من المبادئ الأساسية في القانون أن لا يصدر حكم ضد شخص دون أن تتاح له الفرصة للرد على الادعاءات الموجهة ضده.
لذلك، اشترط القانون إعادة الإعلان في حال لم يكن الإعلان الأول لشخص المدعى عليه.
تحقيق العدالة الإجرائية:
تعكس هذه المادة مبدأ المساواة بين الخصوم، حيث لا يجوز للمدعي الاستفادة من خطأ في الإعلان لانتزاع حكم غيابي ضد المدعى عليه.
ضمان سير العدالة وعدم تعطيل الدعاوى:
رغم الحرص على ضمان علم المدعى عليه بالدعوى، فإن القانون لا يسمح له بتعطيل الإجراءات إلى ما لا نهاية.
إذا استمر غيابه بعد إعادة الإعلان، يحق للمحكمة أن تفصل في الدعوى لتجنب تعطيل سير العدالة.
الفرق بين المادة 156 والمادة 84 من قانون المرافعات
المادة 84 تتعلق بغياب الخصوم عمومًا في الجلسة الأولى، بينما المادة 156 تركز على غياب المدعى عليه فقط.
المادة 84 قد تؤدي إلى شطب الدعوى، بينما المادة 156 تمنح فرصة إعادة الإعلان قبل الفصل في الموضوع.
أحكام قضائية هامة تتعلق بالمادة 156
طبق القضاء المصري هذه المادة في العديد من الأحكام، حيث أكدت محكمة النقض أن:
“إغفال المحكمة إعادة إعلان المدعى عليه حال عدم إعلانه لشخصه قبل الحكم في الدعوى يعد مخالفة للإجراءات الجوهرية ويبطل الحكم.”
“العبرة في صحة الإعلان ليست بمجرد صدوره، بل بوصول علمه إلى المدعى عليه فعليًا.”
إجابة القاضي على وقائع الرد وأسبابه و إصدار أمر من رئيس المحكمة بتنحيته :
وفقًا لقانون المرافعات المصري، عند تقديم طلب رد القاضي، يجب أن يتضمن الطلب وقائع الرد وأسبابه التي تستند إلى حالات فقدان الحياد أو وجود مصلحة تمنع القاضي من نظر القضية. بعد تقديم الطلب، يلتزم القاضي بالرد عليه كتابةً خلال مدة محددة، موضحًا موقفه من الوقائع والأسباب المقدمة.
إذا رأى رئيس المحكمة أن أسباب الرد جدية ومثبتة قانونًا، يصدر أمرًا بتنحية القاضي عن نظر الدعوى، وذلك لضمان نزاهة القضاء وحماية حقوق الخصوم. أما إذا رفض القاضي الرد، يُنظر الطلب أمام محكمة أعلى لاتخاذ القرار المناسب وفقًا للإجراءات القانونية.
المادة 157 من قانون المرافعات :
تنص المادة 157 من قانون المرافعات المدنية والتجارية المصري على أنه:
“إذا قدم الخصم طلبًا عارضًا أو دفعًا فرعيًا، جاز للمحكمة، إذا رأت أنه غير جدي، أن تحكم برفضه مع إلزام مقدمه بالمصروفات، دون الحاجة إلى تأجيل نظر الدعوى الأصلية.”
وتعني هذه المادة أن المحكمة لها سلطة تقديرية في رفض الطلبات العارضة أو الدفوع الفرعية التي تراها غير جدية، دون أن يؤدي ذلك إلى تعطيل سير الدعوى الأصلية، وذلك تحقيقًا لمبدأ سرعة الفصل في القضايا ومنع إساءة استخدام الحق في التقاضي.
المادة 157 من قانون المرافعات المدنية والتجارية المصري: دراسة تحليلية
تعتبر المادة 157 من قانون المرافعات المدنية والتجارية المصري من النصوص القانونية المهمة التي تنظم سلطة المحكمة في التعامل مع الطلبات العارضة والدفوع الفرعية. وقد وُضعت هذه المادة بهدف تحقيق التوازن بين حق الخصوم في تقديم طلباتهم من جهة، وبين سرعة الفصل في الدعاوى ومنع التعسف في استخدام الإجراءات القضائية من جهة أخرى.
نص المادة 157
تنص المادة 157 على ما يلي: فى غير الأحوال المنصوص علها فى المادة السابقة تتخذ الإجراءات التالية :
(أ) إذا كـان المطلوب رده أحد قضاة المحاكم الجزئية أو الابتدائية ، قام رئيس المحكمة الابتدائية بإرسال الأوراق إلى رئيس محكمة الاستئناف المختصة فى اليوم التالي لانقضاء الميعاد .
ويتولى رئيس المحكمة المختصة بإخطار باقي الخصوم فى الدعوى الأصلية بالجلسة المحددة لنظر طلب الرد وذلك لتقديم ما قد يكون لديهم من طلبات رد طبقاً لنص الفقرة الأخيرة من المادة 152 .
(ب) يقوم قلم الكتاب المختص بإخطار باقي الخصوم فى الدعوى الأصلية بالجلسة المحددة لنظر طلب الرد وذلك لتقديم ما قد يكون لديهم من طلبات رد طبقاً لنص الفقرة الأخيرة من المادة 152 .
(جـ) تقوم الدائرة التى تنظر طلب الرد بتحقيق الطلب فى غرفة المشورة ثم تحكم فيه ، فى موعد لا يجاوز شهرا من تاريخ التقرير وذلك بعد سماع أقوال طالب الرد ، وملاحظات القاضي عند الاقتضاء أو إذا طلب ذلك ، وممثل النيابة إذا تدخلت فى الدعوى .
ولا يجوز فى تحقيق طلب الرد استجواب القاضي ، ولا توجيه اليمين إليه(1).
(د) يتلى الحكم الصادر فى طلب الرد مع أسبابه فى جلسة علنية ولا يقبل طلب رد أحد مستشاري المحكمة التى تنظر طلب الرد ، ولا يترتب على تقديمه وقف نظر طلب الرد .
وفى جميع الأحوال لا يجوز الطعن فى الحكم الصادر برفض طلب الرد إلا مع الطعن فى الحكم الصادر فى الدعوى الأصلية.
شرح المادة وتحليلها تشير هذه المادة إلى عدة نقاط رئيسية:
- الطلبات العارضة والدفوع الفرعية: تمنح القوانين للخصوم الحق في تقديم طلبات عارضة (مثل إدخال طرف ثالث أو المطالبة بالتعويض) أو دفوع فرعية (مثل الدفع بعدم القبول أو الدفع بعدم الاختصاص).
- سلطة المحكمة التقديرية: وفقًا للمادة، إذا رأت المحكمة أن الطلب العارض أو الدفع الفرعي غير جدي، فلها أن ترفضه مباشرة دون أن يؤدي ذلك إلى تعطيل سير القضية الأصلية.
- إلزام مقدم الطلب بالمصروفات: في حالة رفض الطلب أو الدفع لعدم الجدية، يُلزم مقدمه بالمصاريف، مما يشكل رادعًا ضد تقديم طلبات أو دفوع تعسفية بغرض المماطلة أو الإضرار بالطرف الآخر.
- عدم تأجيل نظر الدعوى الأصلية: توضح المادة أن رفض الطلب العارض أو الدفع الفرعي لا يترتب عليه تأجيل الفصل في الدعوى الأصلية، مما يهدف إلى تحقيق العدالة الناجزة وسرعة الفصل في المنازعات.
أهمية المادة 157 تساهم هذه المادة في تحقيق عدة أهداف قانونية، منها:
- تقليل الدعاوى الكيدية: من خلال منح المحكمة سلطة رفض الطلبات غير الجدية، تحد المادة من استخدام الإجراءات القضائية كوسيلة للمماطلة أو الضغط على الخصم.
- ضمان كفاءة القضاء: إذ تساهم في تجنب التأخيرات غير الضرورية، مما يعزز سرعة الفصل في الدعاوى ويقلل من تراكم القضايا أمام المحاكم.
- تحقيق العدالة الإجرائية: إذ تضمن أن يكون لكل خصم الحق في تقديم دفوعه، لكن دون أن يؤدي ذلك إلى إعاقة سير العدالة أو استغلال النظام القانوني بطريقة غير مشروعة.
أحكام محكمة النقض المتعلقة بالمادة 157 أكدت محكمة النقض المصرية في عدة أحكام أهمية هذه المادة في تحقيق التوازن بين حقوق الخصوم وسلطة المحكمة في إدارة الدعوى. حيث شددت على أن المحكمة تتمتع بسلطة تقديرية واسعة في تقييم جدية الطلبات العارضة والدفوع الفرعية، دون أن يكون ذلك خاضعًا لرقابة محكمة النقض إلا في حال وجود خطأ جوهري أو تعسف في استعمال السلطة.
“يجب أن يشتمل الحكم على أسبابه وإلا كان باطلًا.”
وتعني هذه المادة أن كل حكم يصدر عن المحكمة يجب أن يكون مسببًا، أي أن يتضمن بيانًا واضحًا للأسباب التي استندت إليها المحكمة في إصدار الحكم. ويهدف هذا النص إلى تحقيق العدالة وضمان شفافية القضاء، حيث يمكن للأطراف المعنية فهم الأسس القانونية التي بُني عليها الحكم، كما يساعد ذلك في ممارسة حق الطعن على الأحكام إذا كانت الأسباب غير كافية أو مشوبة بعيب قانوني. وفي حالة عدم اشتمال الحكم على أسبابه، يعد الحكم باطلًا، مما يمنح المتضرر الحق في الطعن عليه أمام المحاكم المختصة.
تعديل المادة 157 بالقانون 95 لسنة 1976:
تم تعديل المادة 157 من قانون المرافعات بموجب القانون رقم 95 لسنة 1976، حيث أصبحت تنص على أنه:
“يُعتبر ترك الخصومة إذا نزل المدعي عن الحق موضوع الدعوى.”
ويعني هذا التعديل أن ترك الخصومة لم يعد مجرد انسحاب من الدعوى فقط، بل أصبح يشمل أيضًا التنازل عن الحق موضوع الدعوى نفسه، مما يمنع المدعي من إعادة رفع الدعوى لاحقًا بشأن نفس الحق. ويهدف هذا التعديل إلى حسم النزاعات بشكل نهائي ومنع إساءة استخدام حق التقاضي من خلال تكرار رفع الدعاوى بشأن نفس الموضوع.
تعديل المادة 157 بالقانون 23 لسنة 1992 :
تم تعديل المادة 157 من قانون المرافعات بموجب القانون رقم 23 لسنة 1992، حيث أصبحت تنص على أن:
“يعتبر ترك الخصومة بموجب إعلان صريح من المدعي، ولا يترتب عليه في ذاته التنازل عن الحق موضوع الدعوى، ما لم يُصرّح المدعي بذلك.”
ويهدف هذا التعديل إلى التفرقة بين ترك الخصومة والتنازل عن الحق، حيث أكد على أن مجرد ترك الخصومة لا يعني أن المدعي قد تخلى عن حقه في المطالبة القضائية، إلا إذا صرّح بذلك صراحة. وبذلك، منح المشرّع المدعي مرونة أكبر في إدارة دعواه، بحيث يمكنه التراجع عن الخصومة دون أن يُحرم من رفعها مجددًا، ما لم يكن هناك تصريح واضح بالتنازل عن الحق نفسه.
تعديل المادة 157 بالقانون 18 لسنة 1992 :
تم تعديل المادة 157 من قانون المرافعات بموجب القانون رقم 18 لسنة 1992، حيث جاء التعديل لتنظيم مسألة ترك الخصومة وآثاره القانونية. وقد نص التعديل على أن:
“للمدعي أن يترك الخصومة بإرادته المنفردة قبل تقديم المدعى عليه أي طلبات في الدعوى، ويترتب على ذلك اعتبار الدعوى كأن لم تكن، ما لم يكن للمدعى عليه طلبات متعلقة بها.”
ويهدف هذا التعديل إلى تحقيق التوازن بين حقوق الخصوم، حيث منح المدعي الحق في ترك الدعوى قبل أن يبدي المدعى عليه أي طلبات، مما يؤدي إلى إنهاء الدعوى دون أي التزامات قانونية لاحقة. أما إذا كان المدعى عليه قد تقدم بطلبات، فيكون لترك الخصومة آثار محددة وفقًا لمصلحة الطرفين، وذلك لضمان عدم الإضرار بحقوق المدعى عليه.
إرسال طلب الرد إلى المحكمة المختصة وإخطار باقي الخصوم به :
عند تقديم طلب رد القاضي، يجب على طالب الرد أن يقوم بإرسال الطلب إلى المحكمة المختصة وفقًا للإجراءات القانونية المحددة. ويتعين على المحكمة المختصة إخطار باقي الخصوم بهذا الطلب حتى يكون لهم الحق في الاطلاع عليه وإبداء ملاحظاتهم أو اعتراضاتهم إذا لزم الأمر.
يهدف هذا الإجراء إلى تحقيق مبدأ المواجهة بين الخصوم وضمان الشفافية في سير الدعوى، حيث يتمكن باقي الأطراف من معرفة أسباب الرد والتفاعل معها قانونيًا. كما تلتزم المحكمة بالفصل في طلب الرد خلال المدة المحددة قانونًا، وذلك لضمان عدم تعطيل إجراءات التقاضي دون مبرر.
تحقيق طلب الرد والحكم فيه :
تحقيق طلب الرد هو الإجراء الذي تقوم به المحكمة المختصة لفحص طلب رد القاضي المقدم من أحد الخصوم، وذلك للتحقق من صحة الأسباب التي استند إليها في طلب الرد. ويشمل هذا التحقيق الاستماع إلى أقوال الخصوم، وكذلك سماع أي شهود أو تقديم مستندات تدعم أو تنفي أسباب الرد، وإذا لزم الأمر، يمكن أن تُعين المحكمة قاضيًا آخر لتحقيق الطلب.
الحكم في طلب الرد يصدر بعد الانتهاء من التحقيق في الطلب، حيث تُصدر المحكمة حكمًا نهائيًا في شأن الطلب. وإذا ثبتت صحة أسباب الرد، يتم إبعاد القاضي عن نظر القضية، ويُحَلّ مكانه قاضٍ آخر. أما إذا تبين أن أسباب الرد غير قائمة أو غير مستندة إلى أسس قانونية صحيحة، يتم رفض الطلب ويستمر القاضي في نظر القضية. يهدف هذا النظام إلى ضمان استقلال القضاء والعدالة من خلال توفير آلية قانونية للطعن في القضاة الذين قد يكون لديهم أسباب تدعو للحياد عن القضية.
للقاضي رفع دعوى تعويض على طالب الرد عما أصابه من ضرر بسبب طلب الرد الكيدي :
وفقًا للقانون، يحق للقاضي الذي تم تقديم طلب رد ضده أن يرفع دعوى تعويض ضد طالب الرد إذا ثبت أن طلب الرد كان كيديًا أو مبنيًا على أسباب غير مشروعة. يُشترط في هذه الحالة أن يكون الطلب قد ألحق بالقاضي ضررًا ماديًا أو معنويًا بسبب الاتهامات أو التشكيك في نزاهته، مثل الإضرار بسمعته أو تعطيل سير الدعوى.
يهدف هذا النص إلى حماية القضاة من أي محاولات استغلالية أو انتقامية قد تهدف إلى تعطيل العدالة أو تشويه سمعة القاضي دون وجود أسباب قانونية حقيقية. فإذا ثبت أن طلب الرد كان يهدف إلى إعاقة القضاء أو كان مبنيًا على أسس كيدية، يجوز للقاضي أن يطالب بتعويض مناسب عن الضرر الذي لحق به، سواء كان ذلك من خلال فقدان الفرص أو تعرضه للإهانة.
الطعن في الحكم الصادر في طلب الرد : لا يجوز الطعن بالنقض أو بالإلتماس في الحكم الصادر برفض طلب الرد إلا مع الطعن في الحكم الصادر في الدعوى الأصلية أما الحكم بعدم قبول الطلب أو بسقوط الحق فيه فيقبل الطعن فورا بالنقض أو بالإلتماس :
الطعن في الحكم الصادر في طلب الرد يخضع لمجموعة من القواعد الخاصة المنصوص عليها في قانون المرافعات. إذا كان الحكم الصادر برفض طلب الرد، فلا يجوز الطعن فيه بالتماس إعادة النظر أو بالنقض إلا في حال الطعن في الحكم الصادر في الدعوى الأصلية. بمعنى آخر، لا يمكن للطاعن أن يطعن في الحكم الخاص برد طلب الرد بشكل منفصل، بل يجب عليه أن ينتظر الحكم النهائي في الدعوى الأصلية ليتم الطعن في الحكمين معًا.
أما إذا كان الحكم الصادر بعدم قبول طلب الرد أو ببسقوط الحق فيه، فيجوز الطعن فيه فورًا بالنقض أو بالتماس إعادة النظر. ويُعد هذا الإجراء ضروريًا لضمان سرعة البت في مسألة الرد والحفاظ على سير العدالة دون تأخير إضافي بسبب مسائل إجرائية.
المادة 158 من قانون المرافعات :
المادة 158 من قانون المرافعات المصري تتعلق بالأوامر على العرائض. تنص على أنه يجوز للمحكمة أن تصدر أوامر بناءً على عريضة مقدمة إليها من أحد الأطراف في الدعوى، دون الحاجة لجلسة علنية أو حضور الطرف الآخر. ومع ذلك، يجب أن تكون العريضة مستوفية لجميع الشروط القانونية اللازمة.
تتضمن المادة 158 أيضًا أنه يمكن للمحكمة في حال إصدارها أمرًا على العريضة أن تأخذ في اعتبارها كل من المصلحة العامة وحقوق الأفراد في ذات الوقت، وتكون هذه الأوامر قابلة للطعن وفقًا لما نص عليه القانون.
المادة 158 من قانون المرافعات المصري:
تعد المادة 158 من قانون المرافعات المصري من المواد الهامة التي تنظم الإجراءات المتعلقة بإصدار الأوامر على العرائض. هذا النوع من الأوامر يعد من أبرز أساليب القضاء المستعجل لتفادي التأخير في نظر بعض الأمور القانونية التي قد تمس مصالح الأفراد أو تضر بها. في هذا المقال، سنتناول شرحًا مفصلاً للمادة 158، وكيفية تطبيقها في النظام القانوني المصري، وأهمية هذا الإجراء في تسريع إجراءات التقاضي.
نص المادة 158 من قانون المرافعات:
المادة 158: ذا كان القاضي المطلوب رده منتدباً من محكمة أخرى أمر رئيس المحكمة بإرسال تقرير الرد ومستنداته إلى المحكمة التابع هو لها لتطلعه عليها وتتلقى جوابه عنها ثم تعيدها إلى المحكمة الأولى لتتبع فى شأنه الأحكام المقررة فى المواد السابقة.
تعريف الأوامر على العرائض :
الأوامر على العرائض هي أوامر تصدرها المحكمة بناءً على عريضة مقدمة من أحد الأطراف في الدعوى دون الحاجة إلى جلسة علنية أو سماع أقوال الطرف الآخر. يعتبر هذا الإجراء من الإجراءات السريعة في النظام القضائي، حيث يهدف إلى تقديم حل عاجل لبعض القضايا التي لا تحتمل التأخير.
متى يمكن للمحكمة إصدار أمر على العريضة؟
من خلال نص المادة 158، يتضح أن المحكمة تملك الحق في إصدار أوامر بناءً على عرائض مقدمة إليها، ولكن بشرط أن تكون العريضة مستوفية الشروط القانونية المطلوبة. وهذا يعني أن العريضة يجب أن تحتوي على جميع البيانات والمعلومات التي تجعلها صالحة للنظر فيها من قبل المحكمة.
الشروط القانونية لإصدار الأوامر على العرائض
لكي يتم قبول العريضة من قبل المحكمة، يجب أن تكون مستوفية للعديد من الشروط القانونية. أهم هذه الشروط تشمل:
-
وجود مبرر قانوني: يجب أن تتضمن العريضة سببًا قانونيًا يبرر طلب إصدار الأمر، سواء كان ذلك لحماية حقوق طرف أو استيفاء إجراء قانوني معين.
-
موافقة المواعيد المحددة: يجب أن تكون العريضة مقدمة في المواعيد التي حددها القانون، وألا تكون قد تجاوزت المدة المقررة لذلك.
-
التأكد من الجدوى: يجب أن تكون العريضة تقدم طلبًا يمكن تنفيذه بسرعة، مما يثبت أن القضية لا تتحمل التأخير وقد تسبب ضررًا للطرف المعني إذا لم يتم اتخاذ إجراء فوري.
كيفية الطعن في الأوامر على العرائض
من أهم النقاط التي تناولتها المادة 158 هي أن الأوامر الصادرة بناء على العرائض قابلة للطعن وفقًا لما نص عليه القانون. أي أن هذا النوع من الأوامر لا يمثل قرارًا نهائيًا بل يمكن للطرف المتضرر من القرار التظلم منه. ويحق للطرف الطاعن أن يلجأ إلى محكمة أعلى للفصل في الطعن، سواء كان الطعن يتعلق بالشروط الشكلية أو الموضوعية.
الأهمية العملية للمادة 158
تلعب المادة 158 دورًا بالغ الأهمية في تسريع إجراءات التقاضي، خصوصًا في الحالات التي تتطلب إصدار قرارات عاجلة أو مؤقتة لحماية الحقوق أو منع وقوع الضرر. من خلال الأوامر على العرائض، يمكن للأطراف المعنية الحصول على قرارات سريعة دون الحاجة إلى انتظار الجلسات العادية التي قد تتأخر لعدة أسابيع أو أشهر. وهذا يساهم في تحقيق العدالة بشكل أسرع.
تستفيد المادة 158 من سرعة الإجراءات التي تقدمها، حيث يتم اتخاذ القرار بناءً على العريضة المقدمة، مما يعزز قدرة المحكمة على التفاعل مع الحالات العاجلة. كما أن الطعن في الأوامر الصادرة يمنح فرصة للطرف المتضرر للمراجعة والتأكد من عدالة القرار.
الانتقادات والتحديات
رغم الأهمية التي تكتسبها المادة 158، فإن هناك بعض الانتقادات التي توجه لهذا الإجراء. من أبرز هذه الانتقادات هو أن إصدار الأوامر دون حضور الطرف الآخر قد يؤدي إلى عدم سماع جميع وجهات النظر، مما قد يعرض العدالة للخطر في بعض الحالات التي تحتاج إلى النظر في تفاصيل دقيقة.
كما أن الطعن في الأوامر قد يخلق تعقيدات إضافية إذا لم تتم إدارة هذه الطعون بشكل مناسب، مما يؤثر على سرعة الفصل في القضايا.
الخاتمة:
تعتبر المادة 158 من قانون المرافعات المصري من المواد المهمة التي تهدف إلى تسريع الإجراءات القضائية في الحالات التي تستدعي ذلك. ورغم الانتقادات التي قد تواجه هذا النوع من الإجراءات، إلا أن الأوامر على العرائض تظل أداة فعالة لضمان اتخاذ قرارات سريعة وعادلة في القضايا التي لا تحتمل التأخير.
إجراءات رد القاضي المنتدب :
إجراءات رد القاضي المنتدب في النظام القضائي المصري تتعلق بحق الأطراف في الدعوى في طلب رد القاضي المنتدب إذا كان هناك سبب قانوني يبرر ذلك. يهدف هذا الإجراء إلى ضمان الحياد والنزاهة في سير الدعوى، والحفاظ على حقوق الأطراف في محاكمة عادلة.
وفقًا للمادة 149 من قانون المرافعات المصري، يجوز للأطراف في الدعوى أن يطلبوا رد القاضي المنتدب في حال وجود سبب يبرر ذلك. تتعدد الأسباب التي يمكن أن تستند إليها طلبات الرد، مثل وجود قرابة أو صداقة بين القاضي وأحد الأطراف أو وجود مصلحة مباشرة أو غير مباشرة للقاضي في الدعوى المعروضة. كما يمكن طلب الرد إذا كان القاضي قد أبدى رأيًا مسبقًا في القضية أو إذا كان قد تكرر أمامه النظر في نفس القضية.
إجراءات رد القاضي تتضمن تقديم طلب مكتوب إلى المحكمة التي يباشر أمامها القاضي المنتدب، ويجب أن يوضح الطلب الأسباب التي تبرر هذا الرد. وفي حال قبول المحكمة لهذا الطلب، تقوم بإحالة القضية إلى قاضٍ آخر ليباشر النظر فيها. كما يجب أن تكون هناك ضمانات تضمن أن يتم رد القاضي بناء على أسباب قانونية صحيحة، لا تضر بحقوق الأطراف ولا تؤدي إلى تعطيل سير العدالة.
المادة 158 مكررا من قانون المرافعات :
المادة 158 مكرراً من قانون المرافعات المصري تتعلق بالإجراءات الخاصة بالإعلانات التي يجب أن تتم عبر البريد. نصت هذه المادة على أن الإعلان يمكن أن يتم عبر البريد المُسجل مع الإشعار بالاستلام، حيث يعتبر هذا الأسلوب من وسائل الإعلانات المعترف بها قانونًا، ويهدف إلى ضمان وصول الإعلانات إلى الأطراف المعنية في القضايا القانونية بشكل مؤكد وموثق.
تعد هذه المادة مهمة لأنها تضع إطارًا قانونيًا للإعلان عن الأحكام والقرارات القضائية التي تصدرها المحكمة، كما تضمن التوثيق الكامل لمراحل الإرسال والاستلام، مما يساهم في ضمان العدالة وعدم تحميل الأطراف أي مسؤولية عن فشل الوصول إلى الإعلان إذا تم اتباع هذه الإجراءات بشكل صحيح.
وتنص المادة أيضًا على أنه في حال عدم وصول الإعلان إلى المعني بسبب أي سبب خارج عن إرادته، يمكن للطرف المعني أن يتقدم بطلب للمحكمة لاعتبار الإعلان قد تم بطريقة قانونية، مع ضرورة استكمال باقي الإجراءات القانونية وفقًا لما ينص عليه القانون.
من خلال هذه المادة، يضمن المشرع استقرار الإجراءات القضائية وسيرها بشكل منظم، ويمنع أي اعتراضات قد تنشأ نتيجة الإعلانات غير الموثقة أو التي لم تتم وفقًا للطرق القانونية السليمة.
المادة 158 مكرر من قانون المرافعات المصري: دراسة وتحليل :
تعتبر المادة 158 مكرر من قانون المرافعات المصري من المواد التي أُضيفت بهدف تنظيم بعض الإجراءات الخاصة بالإعلانات القضائية، وقد تم تعديل القانون ليشمل وسيلة جديدة لإجراء الإعلانات القضائية عبر البريد، وهي إحدى الوسائل الحديثة التي تهدف إلى تسهيل وتسريع إجراءات التقاضي. هذه المادة تعد جزءًا من تعديل القوانين التي تسعى إلى تحسين وتيسير سير العدالة في المحاكم المصرية.
نص المادة 158 مكرر من قانون المرافعات المصري:
المادة 158 مكرر على رئيس المحكمة فى حالة تقديم طلبات رد قبل إقفال باب المرافعة فى طلب رد سابق ، أن يحيل هذه الطلبات إلى الدائرة ذاتها المنظور أمامها ذلك الطلب لتقضى فيها جميعاً بحكم واحد ودون التقيد بأحكام المادتين .
هدف المادة 158 مكرر
يهدف النص الوارد في المادة 158 مكرر من قانون المرافعات إلى تعزيز ضمانات الإعلانات القانونية وسرعة الإجراءات. قبل تعديل القانون، كانت الإعلانات تُجرى بطريقة تقليدية، مثل التبليغ بواسطة المحضرين القضائيين، مما قد يؤدي إلى بعض التأخير في عملية الإبلاغ للأطراف المعنية. وبإدخال طريقة الإعلان عبر البريد المسجل، أصبح هناك بديل أكثر كفاءة لتوزيع الإعلانات، وخاصة في الحالات التي لا يتوافر فيها شخص محضر قانوني قريب من مكان إقامة الأطراف.
الإجراءات التي نصت عليها المادة 158 مكرر
المادة 158 مكرر حددت نوعين من وسائل الإعلان:
- الإعلان بالبريد المسجل: وهذا يعني أن المحاكم يمكن أن تُرسل الإعلانات المتعلقة بالدعاوى والأحكام القضائية عبر البريد المسجل الذي يتم تسليمه للأطراف المعنية مع الإشعار بالاستلام.
- الإشعار بالاستلام: يعتبر الإشعار بالاستلام أحد الأدوات التي تضمن أن الطرف المعني قد استلم الإعلان بالفعل. يتم توقيع الطرف المستلم على إشعار يدل على أنه قد تسلم الإعلان.
هذه الطريقة توفر توثيقًا كاملاً وواضحًا حول تواريخ إرسال وتسلّم الإعلانات، مما يساهم في تقليص المخاوف التي قد تنشأ حول التأخر أو عدم وصول الإعلانات.
أهمية المادة 158 مكرر في تحسين سير العدالة
تعد المادة 158 مكرر إضافة مهمة إلى قانون المرافعات المصري، وذلك للعديد من الأسباب، أبرزها:
-
سرعة إجراءات التقاضي: من خلال إتاحة الإعلان عبر البريد المسجل، يصبح من الممكن تنفيذ الإجراءات بشكل أسرع، خاصةً في الحالات التي تكون فيها الأطراف بعيدين عن مقر المحكمة أو في حالة وجود مشكلات في الوصول إلى أطراف القضية.
-
تقليل التعقيدات: هذه الطريقة تتيح للمحاكم التحقق من استلام الأطراف للإعلانات دون الحاجة إلى انتظار أو متابعة محاضر المحضرين القضائيين، مما يقلل من احتمالية حدوث أخطاء إجرائية أو تأخيرات غير مبررة.
-
ضمان توثيق الإعلان: الإعلان بالبريد المسجل مع الإشعار بالاستلام يعد ضمانًا قانونيًا من أجل إثبات أن الأطراف قد تم إبلاغهم رسميًا بالأحكام أو الإجراءات القانونية التي تتعلق بقضيتهم. هذا يضمن التوثيق الكامل على مدار العملية القانونية ويُسهم في منع أي طعن يمكن أن يُثار حول صحة الإعلانات.
الشروط والأحكام الخاصة بالإعلان بالبريد
لكي يتم الإعلان بالبريد بشكل قانوني وصحيح، يجب أن يتوافر عدد من الشروط التي نصت عليها المادة 158 مكرر، وأبرزها:
-
إرسال البريد المسجل: يجب أن يتم إرسال الإعلان عبر البريد المسجل، أي باستخدام طريقة موثوقة تضمن وصول الإعلان إلى الشخص المعني.
-
الإشعار بالاستلام: يجب أن يُرفق مع البريد المسجل إشعار بالاستلام، وهو بمثابة توقيع يثبت استلام الطرف المعني للإعلان. هذا الإشعار يُعد دليلاً على أن الطرف قد استلم الإعلان في الموعد المحدد.
-
تسليم الإعلان في مكان إقامة المدعى عليه: يجب أن يُرسل الإعلان إلى مكان إقامة الشخص المعني أو مكان العمل المثبت في أوراق الدعوى، ما لم يتم تغييره مسبقًا.
-
فترة الانتظار: يجب أن يكون هناك فترة معينة يجب خلالها انتظار وصول الإعلانات قبل اتخاذ أي إجراء قانوني، وهذه المدة تحددها القوانين الخاصة بإجراءات التقاضي.
مزايا وعيوب الإعلان بالبريد المسجل
المزايا:
- التوثيق الكامل: الإعلان عبر البريد المسجل مع إشعار الاستلام يضمن توثيقًا قويًا، ويُعد دليلاً في حال حدوث أي نزاع حول وصول الإعلان.
- السرعة والكفاءة: يسهم في تسريع عمليات الإعلان خصوصًا عندما يكون من الصعب وصول المحضرين إلى أطراف الدعوى بسبب التباعد الجغرافي أو مشاكل أخرى.
- تقليل تكاليف التنفيذ: يساهم في تقليل التكاليف المرتبطة بالتبليغ بواسطة المحضرين، مما يؤدي إلى تسريع الإجراءات القضائية.
العيوب:
- إمكانية عدم الاستلام: قد يحدث أن يرفض الشخص المعني استلام البريد أو يختفي مما يؤدي إلى تأخير عملية الإعلان.
- الاعتماد على خدمات البريد: قد تواجه خدمات البريد بعض التحديات المتعلقة بالتسليم في الوقت المحدد، ما قد يؤثر على مواعيد التقاضي.
الطعون في الإعلانات بالبريد
رغم ضمانات التوثيق في هذه الطريقة، إلا أن الأطراف قد يطعنون في الإعلان إذا كان هناك خطأ في الإجراء أو إذا لم يتم تسليمه إلى الشخص المعني. في هذه الحالات، يمكن للطرف المتضرر من الإعلان أن يتقدم بطلب للمحكمة للطعن في صحة الإعلان.
إحالة طلبات الرد اللاحقة إلى ذات الدائرة لتقضي فيها جميعا بحكم واحد :
تنص القوانين المصرية على أنه في حال تقدم أطراف الدعوى بطلبات رد ضد نفس القاضي أو القضاة في دعوى معينة، يجب إحالة هذه الطلبات إلى نفس الدائرة القضائية التي تنظر الدعوى الأصلية، وذلك للنظر في جميع طلبات الرد في وقت واحد وبتقرير حكم واحد. هذه الإحالة تهدف إلى ضمان توحيد الحكم في جميع الطلبات المتعلقة بنفس القاضي أو القضاة، بما يساهم في تسريع الإجراءات القضائية ويجنب تكرار النظر في نفس القضية من قبل قضاة مختلفين، مما قد يؤدي إلى تضارب الأحكام.
إحالة طلبات الرد إلى ذات الدائرة يعزز من العدالة ويضمن أن جميع الأطراف يحصلون على نفس الفرصة في تقديم دفوعهم، مع الحفاظ على تماسك سير الدعوى من حيث الإجراءات والقرارات. كما أن هذه الخطوة تساعد على تحقيق العدالة بسرعة ودقة أكبر، لأنها تضمن أن الدائرة التي بدأت في النظر في القضية هي ذاتها التي ستنظر في الطعون المتعلقة بالحياد أو النزاهة الخاصة بالقاضي.
وبذلك، فإن القاعدة القانونية هذه تسهم في تقليص التأخير في الإجراءات وتقليل أي تأثيرات قد تنشأ من تغيير القضاة أثناء النظر في نفس القضية.
المادة 159 من قانون المرافعات :
المادة 159 من قانون المرافعات المصري تنص على أن “يجب على المحكمة في الحالات التي تقتضي تقديم مستندات أو أوراق، أن تحدد أجلًا معقولًا للخصم لتقديم هذه المستندات، وإذا لم يتم تقديمها في هذا الأجل، يجوز للمحكمة أن تحكم بما تراه مناسبًا، سواءً بقبول المستندات إن تم تقديمها في وقت لاحق أو برفضها إذا كانت خارج الموعد المحدد.”
المادة تتعلق بمواعيد تقديم المستندات في القضايا وأهمية الالتزام بالأوقات المحددة. وهي تهدف إلى تنظيم سير الدعوى القضائية بشكل يضمن حقوق جميع الأطراف ويحفظ العدالة في الإجراءات.
المادة 159 من قانون المرافعات: تنظيم تقديم المستندات وتأثيرات التأخير
تعد المادة 159 من قانون المرافعات المصري إحدى المواد المهمة التي تساهم في تنظيم سير القضايا المدنية وتحديد إجراءات تقديم المستندات في المحاكم. تكمن أهمية هذه المادة في وضع ضوابط محددة على كيفية تقديم المستندات، والأجل المحدد لذلك، وآثار التأخير في تقديمها. هذه المادة تضمن تحقيق العدالة وتسريع البت في القضايا، وتلزم الأطراف الملتزمة بتقديم مستندات قضائية في الوقت المحدد.
نص المادة 159 من قانون المرافعات:
تنص المادة 159 من قانون المرافعات المصري على ما يلي:
تحكم المحكمة عند رفض طلب الرد ، أو سقوط الحق فيه ، أو عدم قبوله ، أو إثبات التنازل عنه ، على طالب الرد بغرامة لا تقل عن مائتي جنيه ولا تزيد على ألفى جني ومصادرة الكفالة ، وفى حالة ما إذا كان الرد مبيناً على الوجه الرابع من المادة (148) من هذا القانون يجوز إبلاغ الغرامة إلى ثلاثة آلاف جنيه .
وفى حالة الأحوال تتعدد الغرامة بتعدد القضاة المطلوب ردهم ، ويعفى طالب الرد من الغرامة فى حالة
التنازل عن الطلب في الجلسة الأولى أو إذا كان التنازل بسبب تنحى القاضي المطلوب رده أو نقله أو انتهاء خدمته.
أهمية المادة 159 في التنظيم القضائي:
-
تحديد مواعيد تقديم المستندات: المادة 159 تلزم المحكمة بتحديد أجل معين لتقديم المستندات من قبل الأطراف المتنازعة. هذا التنظيم يسهم في تنظيم سير الدعوى القضائية بحيث لا يتم تأجيل القضايا بسبب التأخير في تقديم المستندات. وقد يؤدي هذا إلى تسريع إجراءات التقاضي وضمان العدالة في المعاملة بين الأطراف.
-
حماية حقوق الأطراف: تضمن المادة للأطراف المتنازعة حقًا محددًا في تقديم مستنداتهم خلال فترة زمنية معقولة. هذا يمنع أحد الأطراف من التأخير المتعمد في تقديم مستندات قد تكون حاسمة في الدعوى، مما يساهم في تعزيز الشفافية والنزاهة في الإجراءات القضائية.
-
آثار التأخير في تقديم المستندات: من الأمور الجوهرية التي تحددها المادة هي أن المحكمة لها الحق في قبول المستندات التي قد يتم تقديمها بعد الموعد المحدد، ولكن شريطة أن تكون هناك مبررات معقولة لهذا التأخير. وإذا لم تُقدم المستندات في الموعد المحدد، يمكن للمحكمة أن ترفض قبولها، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على سير القضية ونتيجتها. هذه الأحكام تحفز الأطراف على الالتزام بالمواعيد المحددة.
تفسير وشرح المادة 159:
في تفسير المادة 159، يمكن القول إن النص يعكس توجيهًا مباشرًا للمحاكم نحو فرض التزام واضح ودقيق من الأطراف في القضايا المدنية بتقديم مستنداتهم في وقت مناسب. في حالة التأخير، فإنه يجوز للمحكمة أن تقرر قبول أو رفض المستندات المقدمة، بناءً على ما تراه محقًا بناءً على ظروف القضية.
التقدير الزمني “المعقول”:
أحد المفاهيم المهمة في هذه المادة هو “المعقول”، حيث يعتمد تحديد الأجل المعقول على طبيعة القضية وحجم المستندات المطلوب تقديمها. هذا يشير إلى أن المحكمة يجب أن توازن بين ضرورة التقدم السريع في الإجراءات وحاجة الأطراف إلى الوقت الكافي لتقديم مستنداتهم بشكل كامل ودقيق.
حماية المصلحة العامة والعدالة:
تسعى المادة إلى الحفاظ على سير العدالة بتجنب تلاعب الأطراف بالمواعيد أو التأخير المتعمد في تقديم المستندات. في حال فشل أحد الأطراف في تقديم المستندات في الوقت المحدد دون مبرر، تكون المحكمة قادرة على اتخاذ قرار برفض المستندات حتى وإن كانت تحتوي على أدلة مهمة. وهو ما قد يؤثر سلبًا على موقف الطرف الذي لم يلتزم بالموعد.
التطبيقات العملية للمادة 159:
-
التمسك بالمواعيد:
في القضايا التي تتطلب تقديم مستندات من الأطراف، على المحاميين والموكلين الالتزام بالمواعيد التي تحددها المحكمة. إذ يمكن أن يؤدي التأخير إلى رفض المستندات وبالتالي التأثير سلبًا على موقف موكلهم أمام المحكمة. -
إمكانية الاستثناءات:
في بعض الحالات الاستثنائية، مثل وجود قوة قاهرة أو ظروف طارئة، قد تقبل المحكمة تأخير تقديم المستندات خارج الأجل المحدد. إلا أن هذا يعتمد بشكل أساسي على تقدير المحكمة للظروف المحيطة. -
آلية الرقابة القضائية:
يسمح نص المادة 159 للمحكمة بأن تراقب وتتحقق من تقديم المستندات في الوقت المحدد، مما يضمن استمرار سير القضية دون تعطيل. كما أن المحكمة تملك السلطة في تقدير ما إذا كانت الأسباب التي قدمها الطرف المعني مقبولة لتقديم المستندات بعد الموعد المحدد.
الختام:
تعتبر المادة 159 من قانون المرافعات من القواعد الأساسية التي تهدف إلى تنظيم سير القضايا وضمان العدالة. من خلال تحديد مواعيد محددة لتقديم المستندات، تساهم المادة في تقليل التأخيرات التي قد تعطل سير العدالة. في الوقت ذاته، توفر المحكمة سلطة تقديرية في قبول أو رفض المستندات المقدمة بعد الأجل، وهو ما يعزز التوازن بين حقوق الأطراف وحسن سير العدالة.
تعتبر هذه المادة جزءًا من المنظومة القانونية التي تهدف إلى تحسين الإجراءات القضائية وضمان سرعة الفصل في القضايا، مما يساهم في توفير بيئة قانونية أكثر عدلاً وفاعلية.
تعديل المادة 159 بالقانون 95 لسنة 1976 :
في إطار سعي المشرع المصري إلى تطوير وتحسين النظام القضائي، جاء تعديل المادة 159 من قانون المرافعات بالقانون رقم 95 لسنة 1976 ليضفي بعض التعديلات التي تهدف إلى تسريع إجراءات التقاضي وضمان تنظيم أفضل في تقديم المستندات. التعديل ركز على توفير آلية أكثر وضوحًا فيما يتعلق بتقديم المستندات في المواعيد المحددة من قبل المحكمة.
نص التعديل:
نص التعديل بموجب القانون 95 لسنة 1976 على أن “على المحكمة أن تحدد أجلًا معقولًا لتقديم المستندات، وإذا تأخر الطرف المعني عن تقديمها في الموعد المحدد، جاز للمحكمة أن تأخذ في اعتبارها هذا التأخير عند اتخاذ قرارها في الدعوى، وتلزم الأطراف بتقديم المستندات في هذا الأجل إلا إذا وجدت أسبابًا قهرية.”
أهداف التعديل:
-
المرونة في تقدير المواعيد:
التعديل أتاح للمحكمة مرونة أكبر في تقدير الأجل المعقول لتقديم المستندات، بما يتماشى مع طبيعة القضية وحجم المستندات المطلوبة، مما يمنح الأطراف فرصة كافية لتقديم ما لديهم من أدلة ووثائق. -
تشديد على الالتزام بالمواعيد:
كما أن التعديل شدد على ضرورة الالتزام بالمواعيد المحددة من قبل المحكمة، وأعطى المحكمة السلطة في اتخاذ الإجراءات اللازمة في حال التأخير في تقديم المستندات، بما في ذلك إمكانية رفض المستندات المتأخرة أو الأخذ في الاعتبار التأخير في قرارها. -
إدخال فكرة الأسباب القهرية:
التعديل أضاف إمكانية قبول التأخير إذا كان هناك سبب قهري يعوق تقديم المستندات في الوقت المحدد، مما أتاح للأطراف فرصة لتوضيح الظروف التي قد تكون خارجة عن إرادتهم وتؤثر على قدرتهم على تقديم المستندات في الموعد المحدد.
تعديل المادة 159 بالقانون رقم 18 لسنة 1999 :
في إطار تحسين الإجراءات القضائية وتطوير قانون المرافعات المصري، جاء تعديل المادة 159 بموجب القانون رقم 18 لسنة 1999 ليضفي بعض التعديلات التي تهدف إلى تسريع الفصل في القضايا وتسهيل الإجراءات أمام المحاكم. هذا التعديل أضاف بعض الأحكام التي تعزز التزام الأطراف بالمواعيد المحددة لتقديم المستندات وتحدد الآثار المترتبة على التأخير في تقديمها.
نص التعديل:
أدخل القانون رقم 18 لسنة 1999 تعديلًا على المادة 159 ينص على أنه “إذا لم يقدم أحد الأطراف المستندات أو الأوراق التي طلبت منه المحكمة تقديمها في الموعد المحدد، يجوز للمحكمة أن تأخذ في الاعتبار هذا التأخير عند اتخاذ حكمها في الدعوى، وتحق للمحكمة أيضًا اتخاذ أي تدبير يتفق مع سير الدعوى.”
أهداف التعديل:
-
تشديد العقوبات على التأخير:
التعديل أضاف حوافز للالتزام بالمواعيد عبر تفعيل دور المحكمة في محاسبة الطرف المتأخر في تقديم المستندات. فقد أصبحت المحكمة أكثر قدرة على النظر في آثار التأخير بشكل مباشر عند اتخاذ القرار في القضية. -
تعزيز دور المحكمة في سير الدعوى:
التعديل منح المحكمة مزيدًا من السلطة في اتخاذ القرارات المناسبة للتعامل مع التأخير في تقديم المستندات. حيث يمكن للمحكمة أن تفرض تدابير أو قرارات خاصة لضمان أن التأخير لا يؤثر سلبًا على سير القضية. -
تحقيق مزيد من السرعة في الإجراءات:
التعديل جاء بهدف تسريع الإجراءات القضائية، حيث يساهم في تقليل المماطلة والتأخير في تقديم المستندات، مما يساعد المحاكم على البت في القضايا بسرعة أكبر ويحد من تعطيل سير العدالة.
الحكم بالغرامة على طلب الرد ومصادرة الكفالة وحالات الإعفاء من الغرامة :
وفقًا لأحكام قانون المرافعات المصري، يُسمح للأطراف في الدعوى بطلب الرد ضد القاضي إذا كان هناك ما يثير شكوكًا حول حياديته أو استقلاله. ولكن في حالة تقديم هذا الطلب بصورة غير مبررة أو بهدف التأخير أو المماطلة، قد يُحكم على طالب الرد بالغرامة، بالإضافة إلى مصادرة الكفالة التي سبق وأن دفعها.
الحكم بالغرامة على طلب الرد:
تنص المادة 171 من قانون المرافعات المصري على أن المحكمة يمكن أن تحكم على طالب الرد بغرامة إذا تبين لها أن الطلب غير جاد أو كان الهدف منه المماطلة أو تأخير سير الدعوى. يُفرض هذا الحكم كعقوبة لمنع أي استخدام غير مشروع لحق الرد، وللحفاظ على سير العدالة بسرعة وفعالية. الغرامة قد تكون عبارة عن مبلغ مالي يتم فرضه على طالب الرد، ويُعتبر هذا بمثابة تعويض للمحكمة عن الوقت الذي أُهدر في النظر في طلب الرد غير المبرر.
مصادرة الكفالة:
عند تقديم طلب الرد، يلتزم طالب الرد عادةً بدفع كفالة مالية تودع في خزينة المحكمة. هذه الكفالة تهدف إلى ضمان جدية الطلب، حيث أنها تعتبر بمثابة ضمان للمحكمة في حالة تبين أن الطلب ليس له أساس قانوني أو أنه تم تقديمه بهدف المماطلة. وفي حال رفض الطلب، تقضي المحكمة بمصادرة هذه الكفالة لصالح الخزينة العامة.
حالات الإعفاء من الغرامة:
رغم أن الأصل في طلب الرد هو فرض الغرامة في حالة تقديمه بدون مبرر، إلا أن القانون يتيح إمكانية الإعفاء من هذه الغرامة في بعض الحالات الاستثنائية.
حيث يمكن أن تُعفى الأطراف من الغرامة إذا ثبت أن طلب الرد كان قائمًا على أسباب جدية أو كان هناك ما يبرر شكوكهم بشأن حياد القاضي. كذلك، يمكن الإعفاء من الغرامة إذا تم تقديم طلب الرد في وقت مبكر من الدعوى وكان هناك ما يبرر ذلك من الناحية القانونية، مثل وجود ظروف أو وقائع جديدة تظهر عدم قدرة القاضي على الفصل في القضية بحياد.
المادة 162 من قانون المرافعات :
المادة 162 من قانون المرافعات المدنية والتجارية المصري تتعلق بإجراءات الحكم في الطعون. وتنص على أنه يجب على المحكمة أن تصدر حكمها في الطعن الذي تم رفعه أمامها في ميعاد لا يتجاوز شهرًا من تاريخ إتمام الإجراءات اللازمة للطعن. وفي حال عدم صدور الحكم في هذا الميعاد، يُعتبر الطعن مقبولًا من حيث المبدأ ويتم إعادته إلى المحكمة المختصة.
وتُعنى المادة أيضًا بكيفية تعامل المحكمة مع الطعون، وإجراءات إتمامها بالشكل السليم لضمان السير الطبيعي للقضايا وعدم تعطيل الحقوق، مع تحديد فترة زمنية تلتزم بها المحكمة لسرعة الفصل في الطعون.
المادة 162 من قانون المرافعات المدنية والتجارية المصري :
تعد المادة 162 من قانون المرافعات المدنية والتجارية المصري من المواد الهامة التي تهتم بإجراءات الفصل في الطعون أمام محاكم الاستئناف، وذلك بهدف تنظيم وتيسير العملية القضائية وضمان سرعة الفصل في القضايا. حيث تهدف المادة إلى تحقيق العدالة وضمان عدم تعطيل الإجراءات في الدعاوى القضائية.
نص المادة:
تنص المادة 162 من قانون المرافعات على ما يلي:
يترتب على تقديم طلب الرد وقف الدعوى الأصلية إلى أن يحكم فيه ، ومع ذلك يجوز لرئيس المحكمة ندب قاض بدلاً ممن طلب رده .
شرح المادة:
تتضمن المادة 162 من قانون المرافعات تنظيمًا خاصًا بخصوص الطعون المقدمة ضد الأحكام الصادرة من المحاكم الابتدائية. وتعد هذه المادة من المواد التي تهدف إلى ضمان سرعة الفصل في الطعون، مع توفير الضمانات اللازمة لكل من الخصوم في القضايا المختلفة.
-
مدة الطعن:
حددت المادة 162 مدة معينة للطعن في الحكم الصادر من المحكمة الابتدائية، وهي 30 يومًا من تاريخ صدور الحكم. تعتبر هذه المدة مدة تقاضي يتم فيها منح الحق للأطراف المتنازعة للطعن في الحكم إذا كان لديهم مبررات قانونية للطعن، وذلك لكي يتمكن الخصم من الحصول على إعادة نظر القضية أمام محكمة الاستئناف. -
إجراءات الطعن:
بعد رفع الطعن في المدة المحددة، يجب على محكمة الاستئناف أن تبدأ في النظر في الطعن. ولا بد من مراعاة كافة الإجراءات القانونية اللازمة وفقًا للائحة القانونية والإجراءات المعتادة في محاكم الاستئناف. ومع ذلك، فإن القانون يمنح المحكمة سلطة التأكد من أن الطعن يستند إلى أسس قانونية سليمة. -
المدة الزمنية للفصل في الطعن:
النص في المادة 162 يشير إلى ضرورة أن تفصل محكمة الاستئناف في الطعن خلال مدة ثلاثة أشهر من تاريخ رفعه. ويُعتبر هذا النص بمثابة آلية لضمان سرعة الفصل في الطعون وتوفير العدالة دون تأخير. وهذا يساعد في الحد من تراكم القضايا ويعزز مبدأ الفصل العادل في الوقت المناسب. -
أهمية المادة في تحقيق العدالة:
المادة 162 تساهم في تحقيق العدالة من خلال ضمان تسريع إجراءات التقاضي وتجنب التأخيرات غير المبررة في الطعون. هذا يسمح للمواطنين والمقاضين بالوصول إلى حلول سريعة ويمنحهم الثقة في النظام القضائي.
آثار المادة 162:
تؤثر المادة 162 في العديد من الجوانب القانونية في النظام القضائي المصري:
- تحقيق العدالة في وقت مناسب: من خلال تحديد مدة زمنية واضحة للفصل في الطعون، يتم تجنب التأخير الذي قد يتسبب في ضياع الحقوق أو إحداث أضرار للأطراف المتنازعة.
- تعزيز مبدأ السرعة في التقاضي: تسهم المادة 162 في دعم فكرة أن القضاء يجب أن يكون سريعًا وفعالًا، خاصة في الطعون التي تتطلب سرعة الفصل بسبب طبيعة القضايا وأثرها على الأطراف.
- تخفيف العبء عن المحاكم: عندما يتم التقيد بالمدة المحددة للطعن والفصل فيه، فهذا يساعد في تقليل تراكم القضايا في محاكم الاستئناف ويعزز من قدرة النظام القضائي على التعامل مع القضايا بفعالية.
النقد والاقتراحات:
على الرغم من أهمية المادة 162 في تسريع إجراءات التقاضي، إلا أن هناك بعض النقاط التي قد تكون بحاجة إلى تحسين:
-
ضغوط الوقت على المحكمة: قد تواجه محاكم الاستئناف صعوبة في الفصل في الطعون خلال مدة ثلاثة أشهر نظرًا لضغط العمل وكثرة القضايا. ومن ثم، قد يكون من الضروري النظر في تمديد المدة أو تحسين موارد المحاكم.
-
الاستثناءات والظروف الاستثنائية: في بعض الحالات قد يكون من الصعب الفصل في الطعن في الوقت المحدد، لذلك قد يحتاج النظام القضائي إلى آلية للتعامل مع الحالات الاستثنائية التي تتطلب وقتًا أطول للبت في الطعن.
تعديل المادة 162 بالقانون 23 لسنة 1992 :
في إطار سعي المشرع المصري إلى تحسين النظام القضائي وتسهيل إجراءات التقاضي، تم تعديل المادة 162 من قانون المرافعات المدنية والتجارية بموجب القانون رقم 23 لسنة 1992. كان التعديل يهدف إلى ضمان سرعة الفصل في الطعون أمام محاكم الاستئناف، وتحقيق مزيد من الفعالية في الإجراءات القضائية.
كان التعديل الرئيسي الذي طرأ على المادة 162 في القانون 23 لسنة 1992 هو تحديد مدة معينة للفصل في الطعون أمام محاكم الاستئناف. حيث كان النص قبل التعديل يسمح بمحكمة الاستئناف بفترة أطول للنظر في الطعون، مما كان يؤدي في بعض الأحيان إلى تأخير الفصل في القضايا. ومع التعديل، أصبحت محاكم الاستئناف ملزمة بالفصل في الطعون خلال ثلاثة أشهر من تاريخ رفع الطعن، وهو ما ساهم في تقليص زمن التقاضي وتسريع الإجراءات.
أدى التعديل إلى تحسين كفاءة محاكم الاستئناف، حيث منح الأطراف في النزاع القضائي نوعًا من الطمأنينة بأن القضايا ستُنظر بسرعة، مما يعزز من الثقة في النظام القضائي ويسهم في إتمام العدالة بشكل أسرع وأكثر فعالية.
إجمالًا، يمكن القول إن تعديل المادة 162 بالقانون رقم 23 لسنة 1992 كان خطوة هامة نحو تطوير النظام القضائي المصري من حيث تسريع إجراءات الطعن أمام محاكم الاستئناف، وتأكيد المشرع على أهمية التقيد بالمواعيد المحددة للفصل في القضايا لضمان حقوق الأفراد وتقديم العدالة في الوقت المناسب.
آثر طلب الرد في وقف الخصومة وجواز ندب قاضٍ بدلاً من المطلوب رده
يشكل طلب الرد في القانون المصري أحد الوسائل التي تتيح للخصوم الطعن في نزاهة القاضي أو محكمة معينة، وذلك عندما يكون هناك شك في حياد القاضي أو وجود ظروف قد تؤثر على عدالته في نظر القضية. ويترتب على تقديم طلب الرد وقف الخصومة حتى يتم الفصل في هذا الطلب، وذلك للحفاظ على نزاهة إجراءات التقاضي وعدم التأثير على القاضي المعني.
وقف الخصومة:
عند تقديم طلب رد القاضي، تُوقف الخصومة تلقائيًا ولا يُسمح بمواصلة النظر في القضية حتى يتم الفصل في طلب الرد. ويهدف هذا الوقف إلى تجنب أي تأثير محتمل قد يتسبب فيه القاضي المطلوب رده على سير القضية، وضمان أن الفصل في القضية يتم بواسطة قاضٍ محايد. وفي هذه الفترة، لا يجوز للقاضي المعني اتخاذ أي إجراء في القضية حتى صدور حكم نهائي في طلب الرد.
جواز ندب قاضٍ بدلاً من القاضي المطلوب رده:
يجيز القانون للمحكمة العليا أو الهيئة المختصة ندب قاضٍ آخر مؤقتًا للفصل في القضية بدلاً من القاضي المطلوب رده. هذه الخطوة تهدف إلى عدم تعطيل سير العدالة لفترة طويلة أثناء النظر في طلب الرد، مما يساعد على استمرار سير القضايا وعدم تأخير الفصل فيها بشكل غير مبرر. والندب لا يتعارض مع طلب الرد، وإنما هو إجراء مؤقت يتم لحين الفصل في الطلب ذاته.
إجمالًا، يهدف هذا النظام إلى الحفاظ على نزاهة المحكمة وضمان حقوق الأطراف في الحصول على محاكمة عادلة، دون تأثير من القاضي المطلوب رده، مع ضمان عدم تعطيل القضايا بشكل مفرط من خلال إمكانية ندب قاضٍ بديل لحين البت في الطلب.
إستثناءات من الآثر الموقف لطلب الرد : حالات لا يترتب فيها على مجرد تقديم طلب الرد وقف الدعوى الأصلية :
تُعتبر قاعدة وقف الخصومة عند تقديم طلب الرد من القواعد الأساسية في قانون المرافعات المصري، حيث يتم وقف سير الدعوى الأصلية حتى يتم الفصل في طلب الرد. ومع ذلك، هناك بعض الاستثناءات التي يقرها القانون والتي لا يترتب عليها وقف الدعوى بمجرد تقديم طلب الرد.
من أبرز هذه الاستثناءات:
-
الدعوى التي تتعلق بالأوامر الوقتية : في حال كانت الدعوى الأصلية تتعلق بإجراءات أو أوامر وقتية (مثل طلبات الحجز التحفظي أو التدابير الوقائية)، فإن تقديم طلب الرد لا يوقف هذه الإجراءات. ذلك لأن القوانين تهدف إلى استمرارية الحماية المؤقتة التي تمنحها هذه الأوامر، والتي لا يمكن تأجيلها لمجرد وجود طلب رد. ويترتب على ذلك استمرار الإجراءات المتخذة من قبل المحكمة في هذه الحالات، مهما كانت مرحلة طلب الرد.
-
الدعاوى المستعجلة:
إذا كانت الدعوى من النوع المستعجل، حيث يتطلب الأمر الفصل فيها بسرعة لتفادي حدوث ضرر جسيم، فلا يترتب على تقديم طلب الرد وقف سير الدعوى. إذ أن المحكمة تنظر في الطلبات المستعجلة وفقًا لأولوية التعامل مع القضايا التي تتطلب سرعة البت، ويعتبر وقف الدعوى في هذه الحالة من شأنه أن يعطل تطبيق العدالة في القضايا المستعجلة. -
الدعاوى التي لا تضرها استمرارية الفصل:
في بعض الحالات الاستثنائية، قد يكون الأمر المقدم في طلب الرد لا يؤثر على سير الدعوى أو على الفصل فيها بشكل مؤثر. مثلاً، إذا كانت القضية تتعلق بمسائل قانونية واضحة ولا يوجد ما يستدعي التأثير على سير الدعوى من قبل القاضي المطلوب رده، فقد تقرر المحكمة استمرارية نظر القضية حتى الفصل في طلب الرد.
المادة 162 مكررا من قانون المرافعات :
تنص المادة 162 مكرر من قانون المرافعات المصري على أنه يجوز للخصم في الدعوى أن يطلب رد القاضي إذا كان هناك ما يثير شكوكًا حول حياده أو نزاهته في نظر القضية. وتعتبر هذه المادة من المواد المهمة التي تهدف إلى ضمان محاكمة عادلة ونزيهة، حيث تتيح للخصم الطعن في قاضي المحكمة عندما يكون هناك مبرر قانوني لذلك.
نص المادة 162 مكرر:
تنص المادة 162 مكرر على أنه إذا قضى برفض طلب الرد أو سقوط الحق فيه أو عدم قبوله أو بإثبات التنازل عنه ، ولا يترتب على تقديم أى طلب رد آخر وقف الدعوى الأصلية ، ومع ذلك يجوز للمحكمة التى تنظر طلب الرد أن تأمر بناء على طلب أحد ذوى الشأن بوقف السير فى الدعوى الأصلية ويسرى فى هذه الحالة حكم المادة السابقة.
أثر المادة 162 مكرر:
المادة 162 مكرر تساهم في تعزيز مبدأ العدالة والحياد في النظام القضائي، حيث توفر وسيلة قانونية للطعن في نزاهة القاضي أو المحكمة عند وجود أي شكوك حول حياد القاضي المعني. كما أنها تضمن أن المحكمة لن تكون متأثرة بأي انحياز أو تأثير قد يؤدي إلى صدور حكم غير عادل.
تسمح المادة 162 مكرر بوقف الإجراءات في الحالات التي يتبين فيها أن القاضي المعني قد يتأثر في حكمه بسبب وجود مصلحة شخصية أو علاقة مسبقة مع أحد أطراف الدعوى، مما يؤدي إلى اتخاذ تدابير قانونية لضمان أن القضية تُنظر من قبل قاضٍ محايد.
إضافة المادة 162 مكرر بالقانون 95 لسنة 1976 :
تمت إضافة المادة 162 مكرر إلى قانون المرافعات المدني والتجاري بموجب القانون رقم 95 لسنة 1976، وذلك في إطار تحديث وتطوير النظام القضائي المصري. هدفت هذه الإضافة إلى تنظيم وتوضيح الإجراءات المتعلقة بالرد ووقف الخصومة، وهو ما يعكس تطورًا مهمًا في ضمان تحقيق العدالة وحماية حقوق المتقاضين.
نص المادة 162 مكرر:
تنص المادة 162 مكرر على إذا قضى برفض طلب الرد أو سقوط الحق فيه أو عدم قبوله أو بإثبات التنازل عنه ، ولا يترتب على تقديم أى طلب رد آخر وقف الدعوى الأصلية ، ومع ذلك يجوز للمحكمة التى تنظر طلب الرد أن تأمر بناء على طلب أحد ذوى الشأن بوقف السير فى الدعوى الأصلية ويسرى فى هذه الحالة حكم المادة السابقة.
أثر إضافة المادة 162 مكرر:
تعتبر إضافة المادة 162 مكرر في القانون 95 لسنة 1976 خطوة هامة في تحسين نظام التقاضي في مصر، حيث ساعدت في تحديد الحالات التي يتم فيها وقف سير الدعوى أو استمراره بعد تقديم طلب الرد. وكان الهدف من هذا التعديل هو تحقيق توازن بين حق الخصم في طلب رد القاضي في حال وجود أسباب قانونية تدعو لذلك، وبين مصلحة العدالة في ضمان سرعة الفصل في القضايا.
التأثير القانوني:
كان لهذا التعديل تأثير كبير في تسريع الإجراءات القضائية في مصر، إذ منح المحكمة القدرة على الاستمرار في نظر القضايا المستعجلة أو التي تتطلب تدابير قانونية سريعة، مما يساهم في عدم تعطيل سير العدالة بسبب طلبات الرد التي قد تطرأ في بعض القضايا.
وقف الدعوى الأصلية بموجب طلب رد جديد لا يحدث بقوة القانون وإنما جوازي للمحكمة :
وقف الدعوى الأصلية بموجب طلب رد جديد: سلطة تقديرية للمحكمة :
وفقًا لقواعد قانون المرافعات، فإن تقديم طلب رد القاضي للمرة الأولى يؤدي إلى وقف الدعوى الأصلية بقوة القانون لحين الفصل في طلب الرد. ولكن في حالة تقديم طلب رد جديد ضد نفس القاضي أو قاضٍ آخر في ذات القضية، فإن الوقف لا يحدث تلقائيًا، وإنما يصبح أمرًا جوازيًا للمحكمة، أي يخضع لتقديرها وفقًا لظروف كل حالة.
تتمتع المحكمة في هذه الحالة بسلطة تقديرية تتيح لها إما الأمر بوقف الدعوى إذا رأت أن الطلب الجديد قد يؤثر على سير العدالة، أو رفض الوقف إذا تبين لها أن طلب الرد كيدي أو يهدف إلى تعطيل إجراءات التقاضي. ويهدف هذا التنظيم إلى منع إساءة استخدام طلبات الرد كوسيلة لتعطيل الفصل في القضايا، مع ضمان عدم الإضرار بحقوق الخصوم في الحصول على محاكمة عادلة.
وبالتالي، فإن وقف الدعوى الأصلية عند تقديم طلب رد جديد لا يكون وجوبيًا كما في الطلب الأول، بل يتوقف على تقدير المحكمة، التي توازن بين ضرورة تحقيق العدالة ومنع التعسف في استخدام الحق في رد القضاة.
المادة 163 من قانون المرافعات :
تنص المادة 163 من قانون المرافعات المصري على أنه:
“إذا رأت المحكمة أن الدفع بعدم الاختصاص أو الإحالة متعلق بالنظام العام، وجب عليها أن تقضي به من تلقاء نفسها.”
وتُعتبر هذه المادة من القواعد الجوهرية في التقاضي، حيث تمنح المحكمة سلطة الفصل في مسألة الاختصاص والإحالة دون حاجة إلى طلب من الخصوم، إذا كان ذلك مرتبطًا بالنظام العام. ويهدف هذا النص إلى ضمان سير العدالة وفقًا لقواعد الاختصاص المحددة قانونًا، وحماية حق التقاضي أمام المحكمة المختصة قانونًا، دون أن يتأثر ذلك باتفاقات الأطراف أو تراخيهم في إثارة الدفع.
المادة 163 من قانون المرافعات: دراسة تحليلية
يعد قانون المرافعات المصري الإطار التنظيمي الأساسي لإجراءات التقاضي، حيث يحدد القواعد التي تضمن تحقيق العدالة بين الخصوم. ومن بين النصوص المهمة في هذا القانون المادة 163، التي تتعلق بمسألة الاختصاص والإحالة، خاصة إذا كان الأمر متصلًا بالنظام العام. وتكمن أهمية هذه المادة في منح المحكمة سلطة التصدي لهذه المسائل تلقائيًا دون الحاجة إلى طلب من الخصوم، مما يحقق مبدأ سيادة القانون وضمان محاكمة عادلة.
نص المادة 163 من قانون المرافعات:
تنص المادة 163 على أنه: تتبع القواعد والإجراءات المتقدمة عند رد عضو النيابة إذا كانت طرفاً منضماً لسبب من الأسباب المنصوص عليها فى المادتين 146 ، 148 .
تحليل نص المادة
يتضح من هذا النص أن للمحكمة سلطة جوهرية في الفصل في مسألة الاختصاص والإحالة، إذا تبين لها أن الأمر يتعلق بالنظام العام. ويمكن تحليل هذه المادة من خلال العناصر التالية:
سلطة المحكمة في التصدي التلقائي
وفقًا لنص المادة، فإن المحكمة ليست مقيدة بطلبات الخصوم فيما يخص الاختصاص، بل يمكنها التصدي له من تلقاء نفسها.
إذا تبين للمحكمة أن الاختصاص الولائي أو النوعي أو المحلي غير منعقد لها بسبب تعارضه مع قواعد النظام العام، وجب عليها الحكم بعدم اختصاصها حتى لو لم يثر أي طرف هذا الدفع.
الفرق بين الدفع بعدم الاختصاص العادي والدفع المتعلق بالنظام العام
الدفع بعدم الاختصاص العادي: يجوز للخصوم التمسك به أو التنازل عنه إذا لم يكن متعلقًا بالنظام العام.
الدفع المتعلق بالنظام العام: لا يجوز الاتفاق على مخالفته، والمحكمة ملزمة بالنظر فيه تلقائيًا، حتى لو لم يثره الخصوم.
مفهوم النظام العام في الاختصاص والإحالة
يشمل قواعد جوهرية في التقاضي، مثل اختصاص المحاكم الاقتصادية بنظر الدعاوى التجارية، أو عدم جواز نظر المحاكم العادية لقضايا مجلس الدولة.
يشمل أيضًا المسائل التي تؤثر على حسن سير العدالة، مثل عدم جواز إحالة قضية إلى محكمة غير مختصة بموجب القانون.
أهمية المادة 163 في تحقيق العدالة
- تمنع المحاكم من نظر دعاوى ليست من اختصاصها، مما يحافظ على سلامة الإجراءات القضائية.
- تمنح المحكمة أداة فعالة لتصحيح أي أخطاء في تحديد الاختصاص، مما يحمي حقوق المتقاضين.
- تعزز فكرة أن بعض القواعد القانونية لا يجوز التنازل عنها أو مخالفتها، لأنها تمثل ضمانة لتحقيق العدالة.
تطبيقات قضائية للمادة 163
- إذا أقيمت دعوى أمام محكمة جزئية رغم أن قيمتها تستلزم نظرها أمام المحكمة الابتدائية، وجب على المحكمة الحكم بعدم اختصاصها.
- إذا رفعت دعوى أمام القضاء العادي بينما تختص بها محاكم مجلس الدولة، فإن المحكمة ملزمة بإحالتها تلقائيًا دون انتظار دفع من أحد الأطراف.
رد عضو النيابة العامة إذا كانت طرفا منضما :
يحق للخصوم طلب رد عضو النيابة العامة إذا كانت طرفًا منضمًا في الدعوى، وذلك في الحالات التي تثير شكوكًا جدية حول حيدتها وموضوعيتها. فعلى الرغم من أن النيابة العامة تمثل الصالح العام ولا تُعد خصمًا مباشرًا، إلا أن دورها المنضم في بعض القضايا، مثل الأحوال الشخصية أو القضايا الجنائية التي تتطلب رأيها القانوني، قد يجعلها عرضة للرد إذا ثبت وجود مصلحة شخصية أو علاقة بأحد الأطراف قد تؤثر على نزاهتها. ويهدف هذا الإجراء إلى ضمان العدالة وحياد ممثلي النيابة العامة، بما يتماشى مع القواعد العامة للمحاكمة العادلة.
المادة 164 من قانون المرافعات :
تنص المادة 164 من قانون المرافعات المصري على أنه:
“يكون تعيين الجلسة التي تنظر فيها الدعوى عند تقديم صحيفتها إلى قلم الكتاب، وعلى المدعي إعلان الخصم بصحيفة الدعوى في ميعاد لا يتجاوز ثلاثين يومًا من تاريخ تقديم الصحيفة، وإلا اعتبرت كأن لم تكن.”
وتعني هذه المادة أن تحديد موعد الجلسة يتم عند تقديم صحيفة الدعوى، ويلتزم المدعي بإعلان الخصم بها خلال 30 يومًا، وإلا تُعد الدعوى كأن لم تكن. تهدف هذه المادة إلى ضمان سرعة الفصل في القضايا ومنع تعطيل إجراءات التقاضي بسبب التأخير في إعلان الخصم.
المادة 164 من قانون المرافعات المصري: دراسة وتحليل
تُعد المادة 164 من قانون المرافعات المصري من المواد المهمة التي تنظم إجراءات إقامة الدعاوى أمام المحاكم. فهي تحدد التزامات المدعي فيما يتعلق بإعلان صحيفة الدعوى، وتوضح الأثر القانوني للإخلال بهذه الالتزامات. تهدف هذه المادة إلى تحقيق التوازن بين حقوق المدعي والمدعى عليه وضمان سير العدالة بشكل منظم وفعال.
نص المادة 164 من قانون المرافعات : تنص المادة 164 على ما يلي– لا يجوز طلب رد جميع قضاة أو مستشاري المحكمة أو بعضهم بحيث لا يبقى من عددهم من يكفى للحكم فى الدعوى الأصلية أو طلب الرد .
شرح وتحليل المادة توضح هذه المادة عدة نقاط جوهرية:
تحديد الجلسة: يتم تحديد تاريخ الجلسة فور تقديم صحيفة الدعوى إلى قلم الكتاب بالمحكمة المختصة، مما يضمن سرعة تنظيم الإجراءات القضائية.
التزام المدعي بالإعلان: يلتزم المدعي بإعلان الخصم بصحيفة الدعوى خلال ثلاثين يومًا من تقديمها للمحكمة، وهو شرط جوهري لعدم تعطيل سير الدعوى.
جزاء عدم الإعلان في الميعاد: إذا لم يلتزم المدعي بهذا الميعاد، فإن الدعوى تعتبر كأن لم تكن، مما يعني زوال جميع آثارها القانونية وكأنها لم تُرفع من الأساس.
الأهداف التشريعية للمادة
تهدف المادة 164 إلى:
- منع التسويف والتأخير في سير الدعاوى.
- ضمان علم المدعى عليه بالدعوى المرفوعة ضده في الوقت المناسب.
- تحقيق مبدأ استقرار الإجراءات القضائية وعدم ترك الدعاوى معلقة.
التطبيقات القضائية للمادة :
أكدت محكمة النقض المصرية في العديد من أحكامها على أن ميعاد الثلاثين يومًا المقرر في هذه المادة هو ميعاد وجوبي، وأن تجاوزه دون مبرر قانوني يؤدي إلى بطلان الدعوى. كما أن هذا الجزاء لا يمكن تصحيحه بإجراءات لاحقة، بل يتعين على المدعي رفع الدعوى من جديد وفقًا للإجراءات الصحيحة.
الفرق بين اعتبار الدعوى كأن لم تكن والبطلان
- البطلان: قد يكون نسبيًا أو مطلقًا، ويمكن تصحيحه في بعض الحالات.
- الاعتبار كأن لم تكن: هو جزاء أشد، إذ يُعامل الأمر كما لو أن الدعوى لم تُرفع مطلقًا، ولا يمكن تصحيحه إلا برفع دعوى جديدة.
الخاتمة
تُعد المادة 164 من قانون المرافعات المصري ضمانة إجرائية هامة لتنظيم رفع الدعاوى أمام المحاكم، حيث تلزم المدعي بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعلان المدعى عليه، مما يسهم في تحقيق العدالة الناجزة. ومن ثم، يجب على المتقاضين ومحاميهم الالتزام بأحكام هذه المادة تفاديًا لضياع حقوقهم بسبب الإهمال في تنفيذ الإعلان في الميعاد المحدد.
تعديل المادة 164 بالقانون 23 لسنة 1992 :
في إطار التعديلات التي أُدخلت على قانون المرافعات المدنية والتجارية بموجب القانون رقم 23 لسنة 1992، تم تعديل المادة 164 بهدف منع إساءة استخدام حق رد القضاة.
نص التعديل على أنه “لا يجوز طلب رد جميع قضاة أو مستشاري المحكمة أو بعضهم، بحيث لا يبقى من عددهم من يكفي للحكم في الدعوى الأصلية أو طلب الرد”.
يهدف هذا التعديل إلى منع تقديم طلبات رد تستهدف تعطيل سير العدالة من خلال استهداف جميع أعضاء الهيئة القضائية المعنية، مما يضمن استمرار المحاكم في أداء مهامها دون تعطيل.
حظر الرد الجماعي أى رد جميع قضاة أو مستشاري المحكمة أو بعضهم بحيث لا يبقي منهم من يفصل في الدعوى الأصلية أو طلب الرد :
حظر المشرع المصري الرد الجماعي للقضاة، أي رد جميع قضاة أو مستشاري المحكمة أو بعضهم بحيث لا يبقى منهم من يكفي للفصل في الدعوى الأصلية أو طلب الرد، وذلك منعًا لتعطيل سير العدالة.
جاء هذا الحظر ضمن التعديلات التشريعية لضمان عدم إساءة استخدام حق الرد كوسيلة للمماطلة أو العرقلة، مما يساهم في تحقيق التوازن بين حق الخصوم في الطعن بحيادية القاضي، وبين ضرورة استمرار المحاكم في أداء وظيفتها دون تعطيل. هذا النهج التشريعي يعزز مبدأ استقرار القضاء ويحافظ على حسن سير المرافق القضائية بكفاءة وفعالية.
المادة 165 من قانون المرافعات :
تنص المادة 165 من قانون المرافعات المصري على أنه:
“يجب أن تكون الدعوى معلومة القيمة، ويُحدد المدعي قيمة الدعوى في صحيفة افتتاحها، وإذا لم تكن مقدرة القيمة، كان تقديرها من اختصاص المحكمة.”
وتعني هذه المادة أن كل دعوى تُرفع أمام المحاكم يجب أن تكون محددة القيمة بشكل واضح من قبل المدعي في صحيفة الدعوى. ويترتب على تحديد قيمة الدعوى آثار مهمة، مثل تحديد المحكمة المختصة بنظرها (جزئية أو ابتدائية) وتقدير الرسوم القضائية. أما إذا لم يقم المدعي بتحديد قيمة الدعوى، فإن المحكمة المختصة تتولى تقديرها وفقًا لطبيعة الطلبات المطروحة فيها.
المادة 165 من قانون المرافعات المصري: دراسة تحليلية
يُعد قانون المرافعات المصري الإطار القانوني الذي ينظم إجراءات التقاضي أمام المحاكم المدنية والتجارية. ومن بين المواد المهمة في هذا القانون تأتي المادة 165، التي تُحدد ضرورة تحديد قيمة الدعوى عند رفعها، مما يؤثر بشكل مباشر على الاختصاص القضائي والرسوم المستحقة. تهدف هذه المادة إلى تحقيق الانضباط الإجرائي وضمان وضوح المطالبات القانونية، مما يسهم في تحسين كفاءة القضاء وسرعة الفصل في المنازعات.
نص المادة 165 :
إذا رفع القاضى دعوى تعويض على طالب الرد أو قدم ضده بلاغاً لجهة الاختصاص زالت صلاحيته للحكم فى الدعوى وتعين عليه أن يتنحى عن نظرها.
شرح وتحليل المادة :
تُحدد هذه المادة مبدأً أساسيًا في رفع الدعاوى أمام المحاكم، وهو ضرورة أن تكون الدعوى معلومة القيمة. ويعني ذلك أن المدعي، عند تقديم صحيفة الدعوى، يجب أن يُدرج فيها قيمة محددة للنزاع. ويترتب على ذلك عدة أمور قانونية، منها:
تحديد الاختصاص القضائي:
تُحدد قيمة الدعوى المحكمة المختصة بنظرها، حيث تنعقد ولاية المحكمة الجزئية للدعاوى التي لا تتجاوز قيمتها حدًا معينًا، بينما تختص المحكمة الابتدائية بالدعاوى التي تتجاوز هذا الحد.
تقدير الرسوم القضائية:
يُحدد الرسم الذي يدفعه المدعي بناءً على قيمة الدعوى، حيث تكون الدعاوى ذات القيمة المرتفعة مُلزمة برسوم أعلى.
ضمان وضوح النزاع:
يضمن تحديد قيمة الدعوى وضوح نطاق النزاع، مما يساعد القاضي على تقدير حجم الحق المطالب به وإعطاء حكم مناسب.
حالات عدم تحديد قيمة الدعوى في بعض الحالات، قد لا يستطيع المدعي تحديد قيمة الدعوى بسبب طبيعة النزاع، مثل:
- دعاوى المطالبة بالتعويض عن أضرار غير محددة القيمة بدقة.
- دعاوى الفسخ أو البطلان لعقود لا تحتوي على مبلغ مالي محدد.
في مثل هذه الحالات، تُخول المحكمة صلاحية تقدير قيمة الدعوى وفقًا للمعطيات المتاحة.
التطبيقات القضائية للمادة 165
كثيرًا ما تُثار النزاعات حول تقدير قيمة الدعوى، وقد قضت محكمة النقض المصرية في العديد من الأحكام بضرورة التزام المدعي بتحديد قيمة دعواه وعدم تركها دون تقدير، إلا في الحالات التي تستدعي تدخل المحكمة. وقد أكدت الأحكام أن تحديد القيمة هو مسؤولية المدعي في المقام الأول، مما يُلزم المحامين والدعاوى المدنية بالحرص على تطبيق هذه المادة بدقة.
الخاتمة
تُعتبر المادة 165 من قانون المرافعات المصري من القواعد الأساسية التي تضمن وضوح الإجراءات القضائية وتنظيمها. فهي تلعب دورًا مهمًا في تحديد المحكمة المختصة، وضبط الرسوم القضائية، وتوضيح نطاق النزاع. لذلك، فإن الالتزام بهذه المادة عند رفع الدعوى يُسهم في تحقيق العدالة الناجزة وتجنب المنازعات الإجرائية التي قد تعطل سير التقاضي.
تنحي القاضي إذا رفع دعوى تعويض على طالب الرد أو قدم ضده بلاغا لجهة الأختصاص :
إذا قام القاضي برفع دعوى تعويض ضد طالب الرد، أو قدم ضده بلاغًا إلى جهة الاختصاص، فإنه يكون ملزمًا بالتنحي عن نظر الدعوى الأصلية.
ويعود ذلك إلى أن رفع القاضي دعوى شخصية ضد أحد أطراف النزاع ينشئ حالة من العداء الشخصي بينهما، مما قد يؤثر على حيدته وموضوعيته في الفصل في القضية. ويهدف هذا المبدأ إلى ضمان تحقيق العدالة وتجنيب القضاء أي شبهة تحيز أو انتقام، وهو ما يتماشى مع القواعد العامة لضمان استقلال ونزاهة القضاة المنصوص عليها في قانون المرافعات المصري.
مكتب محامى مصر محمد منيب المستشار القانونى
✔️ تواصل معنا الآن للحصول على استشارة قانونية مدفوعة!
✔️ ضمان السرعة والدقة في إنجاز معاملاتك القانونية.استشارة قانونية شاملة.حرصا منا على وقت عملائنا من قبل المستشار محمد منيب شخصيا خدمة مقابلة اون لاين من خلال تطبيق meet على Gmail توفر لك دعماً قانونياً عبر الانترنت .
📞 للاستفسار أو الحجز خدمة العملاء: 01006321774
📞 التواصل: احجز موعد مسبق 01006321774 – 01223232529
📍 عنوان المكتب: 13 شارع الخليفه من شارع الهرم بجوار السجل المدني
اشهر محامى احوال شخصية شاطر فى القاهرة