مسئولية المهندس المعماري والمقاول قبل الغير في القانون المدني
تقوم مسؤولية المهندس المعماري والمقاول قبل الغير في القانون المدني إذا ترتب على العيوب في البناء ضرر أصاب شخصًا لا تربطه بهما علاقة تعاقدية، كالمارة أو الجيران أو الملاك الجدد. وتكون هذه المسؤولية مسؤولية تقصيرية، تستند إلى الإخلال بواجب عام بعدم الإضرار بالغير، وفقًا للمادة 163 من القانون المدني المصري. ويشترط لقيامها توافر الخطأ والضرر ورابطة السببية، دون حاجة لوجود عقد. فإذا انهار جزء من البناء وألحق ضررًا بمنزل مجاور أو بشخص عابر للطريق، جاز للمتضرر الرجوع على المقاول أو المهندس بالتعويض. وتُقدّر هذه المسؤولية بحسب طبيعة الخطأ ومدى جسامته، ولا تسقط إلا بمضي ثلاث سنوات من وقت علم المضرور بالضرر وبمن أحدثه، ما لم يكن الفعل يُشكل جريمة، فتُطبق مدة التقادم الجنائي.
إلتزامات رب العمل
1- القيام بما هو ضروري لإنجاز العمل .
2- تسلم العمل بعد إنجازه .
3- دفع الأجر.
مضمون الإلتزام :
مضمون التزام رب العمل في عقد المقاولة يتمثل أساسًا في دفع الأجر المتفق عليه للمقاول عند إنجاز العمل، ويشمل هذا الأجر مقابل تنفيذ العمل ذاته وأي نفقات أو تكاليف تم الاتفاق على تحملها. وقد يشمل التزامه أيضًا تقديم مادة العمل إذا نص العقد على ذلك، وفي هذه الحالة يجب أن تكون المادة صالحة للاستعمال وخالية من العيوب التي تعوق التنفيذ. كما يلتزم رب العمل بتمكين المقاول من تنفيذ العمل دون عوائق، كالسماح له بالدخول إلى الموقع وتوفير الظروف المناسبة. ويترتب على إخلال رب العمل بالتزاماته، سواء بعدم الدفع أو التأخير فيه أو الامتناع عن تسليم المواد أو تعطيل التنفيذ، أن يكون مسؤولًا مسؤولية عقدية، ويحق للمقاول في هذه الحالات أن يطلب التنفيذ العيني أو التعويض أو فسخ العقد حسب الأحوال.
القيام بما هو ضروري لإنجاز العمل :
يُعد التزام المقاول بالقيام بما هو ضروري لإنجاز العمل التزامًا أصيلًا في عقد المقاولة، فلا يقتصر دوره على تنفيذ ما ورد حرفيًا في المواصفات أو التصميم، بل يمتد إلى اتخاذ جميع الوسائل الفنية والمهنية التي يتطلبها إتمام العمل على الوجه السليم. ويشمل ذلك معالجة الظروف الطارئة، وتفادي الأخطاء الظاهرة، واختيار الأساليب والمواد المناسبة، حتى ولو لم تُذكر تفصيلًا في العقد، ما دام ذلك ضروريًا لتحقيق النتيجة المتفق عليها. وهذا الالتزام يُستمد من طبيعة عمل المقاول باعتباره خبيرًا فنيًا، ويُسأل عن الإخلال به إذا ترتب على تقصيره ظهور عيوب في العمل أو تعذر الانتفاع به، حتى لو نفّذ العقد من حيث الظاهر.
جزاء إخلال رب العمل بهذا الإلتزام :
إذا أخلّ رب العمل بالتزامه بالقيام بما هو ضروري لإنجاز العمل، كأن يمتنع عن تسليم الموقع في الموعد المتفق عليه، أو يتأخر في تقديم المواد التي تعهّد بتوفيرها، أو يُعرقل تنفيذ المقاول للعمل بأي صورة من الصور، فإنه يكون بذلك قد أخلّ بالتزام جوهري يترتب عليه مسؤوليته العقدية. ويترتب على هذا الإخلال أن يحق للمقاول المطالبة بـتعويض عمّا لحقه من ضرر نتيجة التأخير أو التوقف، سواء كان ذلك في صورة خسائر فعلية أو كسب فائت. كما يجوز له، إذا استحال تنفيذ العمل بسبب خطأ رب العمل، أن يطلب فسخ العقد مع التعويض، أو التوقف عن التنفيذ حتى يزول سبب العرقلة، مع حفظ حقه في المطالبة بالآثار القانونية المترتبة على ذلك.
تسلم العمل بعد إنجازه وتقبله :
يُعد تسلُّم رب العمل للعمل بعد إنجازه من أهم مراحل عقد المقاولة، إذ يُعبّر عن قبول صاحب العمل لما قام به المقاول، ويترتب عليه انقضاء التزام المقاول بالتسليم وانتقال تبعة الهلاك إلى رب العمل، ما لم يوجد اتفاق أو عرف يخالف ذلك. وقد يكون التسلم صريحًا، بموجب محضر أو توقيع بالاستلام، أو ضمنيًا إذا تسلَّم رب العمل العمل واستعمله دون اعتراض. ويُشترط للتسلم أن يكون العمل مطابقًا للمواصفات المتفق عليها وخاليًا من العيوب الظاهرة، أما إذا وُجدت عيوب واضحة ولم يُبدِ رب العمل أي تحفظ عند التسلم، فإنه يُعتبر قابلاً للعمل، ولا يحق له الرجوع بالضمان عن هذه العيوب. أما العيوب الخفية، فلا يمنع التسلم من المطالبة بضمانها خلال المدة القانونية المقررة.
النص القانوني للمادة 655 مدني :
متى أتم المقاول العمل ووضعه تحت تصرف رب العمل ، وجب على هذا أن يبادر إلى تسلمه فى أقرب وقت ممكن بحسب الجاري فى المعاملات ، فإذا أمتنع دون سبب مشروع عن التسليم رغم دعوته إلى ذلك بإنذار رسمي ، أعتبر أن العمل قد سلم إليه .
المقصود بتسلم العمل وتقبله :
المقصود بتسلُّم العمل وتقبُّله هو أن يقوم رب العمل باستلام العمل المنجز من المقاول بعد إتمامه، مع إبداء رضاه عنه صراحة أو ضمنًا، بما يفيد أن المقاول قد وفى بالتزامه بتنفيذ العمل وفقًا لشروط العقد. ويُفهم من التسلُّم أن رب العمل قد فحص العمل أو أُتيحت له فرصة فحصه، ووجد أنه مطابق لما تم الاتفاق عليه وخالٍ من العيوب الظاهرة، أو على الأقل لم يُبدِ اعتراضًا عند الاستلام. ويترتب على التسلُّم نقل تبعة الهلاك إلى رب العمل، كما قد يسقط حقه في الرجوع على المقاول ببعض الدفوع، خاصة إذا كانت تتعلق بعيوب كان يمكن كشفها بالفحص المعتاد. أما التقبُّل، فهو يفيد القبول النهائي للعمل كما أُنجز، وقد يكون صريحًا بمحضر أو توقيع، أو ضمنيًا باستخدام العمل دون اعتراض.
شروط التسلم :
يشترط لصحة تسلُّم العمل في عقد المقاولة عدة شروط أساسية، أولها أن يكون العمل قد أُنجز إنجازًا كاملاً وفقًا لما هو متفق عليه من مواصفات وتصميمات، إلا إذا اتفق الطرفان على التسلم الجزئي. وثانيها أن يتم فحص العمل من قِبل رب العمل أو من ينوب عنه للتأكد من مطابقته للعقد وخلوّه من العيوب الظاهرة. وثالثها أن يتم التسلم برضاء رب العمل صراحة أو ضمنًا، كأن يوقّع على محضر التسلم أو يستعمل العمل دون تحفظ. كما يُشترط ألا يكون هناك مانع قانوني أو مادي يحول دون التسلم، مثل استمرار الأعمال أو وجود عيوب جسيمة تمنع الانتفاع بالمحل. ويُراعى أيضًا أن يُعطى المقاول فرصة لتسليم العمل رسميًا، لأن امتناع رب العمل عن الحضور أو الفحص لا يُرتب أثر التسلم الصحيح.
كيفية التسلم :
يتم تسلُّم العمل في عقد المقاولة عادةً بطريقتين: إما تسلُّم صريح يتم بموجب محضر رسمي يُحرر بين الطرفين يُثبت فيه أن رب العمل قد استلم العمل بعد معاينته والتأكد من مطابقته للمواصفات، وقد يُذكر فيه أي ملاحظات أو تحفظات، أو تسلُّم ضمني إذا باشر رب العمل الانتفاع بالعمل دون اعتراض، كأن يشغل المبنى أو يستخدم المنشأة. ويُشترط في التسلم أن يكون العمل تامًّا، وأن يُمنح رب العمل فرصة للفحص، فإذا لم يُبدِ اعتراضًا خلال هذه الفرصة، اعتُبر ذلك قبولًا ضمنيًا. وقد يكون التسلم نهائيًا إذا لم يشترط العقد تسلمًا ابتدائيًا ثم نهائيًا، أو قد يمر بمرحلتين إذا نُصّ على فترة تجريبية بينهما، تُعطى خلالها فرصة لاكتشاف العيوب.
التسلم الكلي والتسلم الجزئي :
يُقصد بالتسلُّم الكلي أن يقوم رب العمل باستلام كامل العمل المتفق عليه بعد إنجازه من قِبل المقاول وفقًا للعقد، ويُعد هذا النوع هو الأصل في عقد المقاولة، ولا يُستحق الأجر عادة إلا بعد هذا التسلم. أما التسلُّم الجزئي، فهو أن يستلم رب العمل جزءًا من العمل المنفذ قبل الانتهاء من المشروع بكامله، ويحدث ذلك غالبًا في الأعمال التي تُنجز على مراحل أو وحدات مستقلة. ويُرتب التسلُّم الجزئي بعض الآثار القانونية، كبدء سريان تبعة الهلاك بالنسبة للجزء المسلم، أو استحقاق المقاول لأجر جزئي، ما لم يُتفق على خلاف ذلك. ومع ذلك، لا يُعتبر التسلُّم الجزئي قبولًا نهائيًا للعمل ككل، ولا يمنع رب العمل من الاعتراض على الأجزاء الأخرى عند التسلم النهائي.
التسلم المؤقت والتسلم النهائي :
يُقصد بالتسلُّم المؤقت أن يقوم رب العمل باستلام العمل بعد إتمامه ظاهريًا، بهدف فحصه وتجربته خلال مدة معينة تُعرف عادة بفترة الضمان أو التجربة، للتحقق من مدى مطابقة العمل للمواصفات وكشف العيوب غير الظاهرة. ولا يُعد هذا التسلم قبولًا نهائيًا، بل يُبقي للمقاول التزامًا بضمان ما يظهر من عيوب خلال هذه الفترة. أما التسلُّم النهائي، فهو الذي يتم بعد انتهاء فترة التجربة دون ظهور عيوب أو بعد قيام المقاول بإصلاح ما ظهر منها، وفيه يُعلن رب العمل رضاه التام عن العمل كما أُنجز، وتترتب عليه آثار قانونية مهمة، منها انقضاء مسؤولية المقاول عن العيوب الظاهرة، وبدء سريان مدة تقادم دعوى الضمان عن العيوب الخفية.
موقع محامى مصر . كوم
مكتب المستشار محمد منيب المحامى
- 📞 للاستفسار أو الحجز خدمة العملاء: 01006321774
- 📞 التواصل: احجز موعد مسبق 01006321774 – 01223232529
- 📍 عنوان المكتب: 13 شارع الخليفه من شارع الهرم بجوار السجل المدني