الطعن في الأحكام في قانون المرافعات المدنية والتجارية
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، الطعن في الأحكام هو الوسيلة القانونية التي تتيح للطرف الذي يشعر بالظلم من الحكم الصادر في الدعوى أن يطلب من المحكمة إعادة النظر في الحكم وتعديله أو إلغائه. يهدف الطعن إلى تصحيح الأخطاء التي قد تكون قد وقعت أثناء سير الدعوى أو في تقدير الوقائع، سواء من ناحية القانون أو من حيث الموضوع.
تحدد قانون المرافعات المدنية والتجارية عدة طرق للطعن في الأحكام، مثل الاستئناف و النقض. يمكن للطعن أن يكون جزئيًا أو كليًا، حسب نوع الحكم وطبيعة القضية. على سبيل المثال، يمكن للطعن أن يكون استئنافًا على حكم صادر من محكمة ابتدائية إلى محكمة أعلى (محكمة الاستئناف)، إذا اعتبر الطاعن أن الحكم قد شابه خطأ في تطبيق القانون أو في تقدير الأدلة. في حين أن النقض يكون الطعن في الأحكام الصادرة عن محاكم الاستئناف أمام محكمة النقض، وتقتصر محكمة النقض على فحص مدى مطابقة الحكم للقانون دون التعرض للوقائع أو الأدلة.
يجب أن يتم الطعن ضمن المواعيد المحددة في القانون، والتي تختلف وفقًا لنوع الطعن. على سبيل المثال، يُشترط للاستئناف تقديم الطعن في ميعاد لا يتجاوز 30 يومًا من تاريخ صدور الحكم. وإذا تم الطعن خارج هذا الميعاد، يُرفض الطعن وتظل الأحكام الصادرة نافذة.
بالتالي، الطعن في الأحكام هو آلية قانونية لضمان العدالة، حيث يتيح للطرف المتضرر من حكم قضائي أن يراجع المحكمة العليا في صحة الحكم من حيث تطبيق القانون وتقدير الوقائع، مما يعزز من حماية حقوق الأطراف في التقاضي.
بطلان الأحكام وأنعدامها الطعن في الأحكام في قانون المرافعات :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يميز بين بطلان الأحكام و انعدامها بناءً على نوع الخطأ الذي قد يقع أثناء إصدار الحكم.
بطلان الحكم يعني أن الحكم قد صدر بناءً على مخالفة جسيمة للقانون أو الإجراءات التي تحددها القواعد القانونية، مما يجعله غير صحيح ويترتب على ذلك عدم الاعتداد به في جميع الحالات. يمكن أن يكون البطلان نتيجة عدة أسباب، مثل عدم اختصاص المحكمة، أو إصدار الحكم في غياب أحد الأطراف دون مبرر قانوني، أو إذا كانت إجراءات الدعوى قد شابها خلل قانوني كبير. إذا تبين أن الحكم باطل، يمكن الطعن فيه وفقًا للوسائل القانونية المقررة مثل الاستئناف أو النقض، ويظل الحكم باطلاً ولا يُعتد به.
أما انعدام الحكم فيعني أن الحكم غير موجود من الناحية القانونية، وكأن المحكمة لم تصدره من الأساس. يمكن أن يكون ذلك بسبب صدور الحكم من محكمة غير مختصة، أو إذا كان الحكم صادرًا في قضية لا يجوز للمحكمة أن تنظر فيها. في حالة انعدام الحكم، لا يتطلب الأمر الطعن فيه، حيث يُعتبر كأن لم يكن من الأصل، ولا يمكن اعتباره حكمًا قابلًا للتنفيذ أو التنفيذ عليه.
بالتالي، بطلان الأحكام وانعدامها يعدان من وسائل حماية حقوق الأطراف في الدعوى، حيث يضمن القانون عدم الاعتداد بالأحكام التي تتسم بعيوب جوهرية تؤثر على صحة الإجراءات أو التطبيق السليم للقانون.
طرق الطعن العادية وغير العادية في قانون المرافعات :
طرق الطعن العادية هي الطعون التي تقدم ضد الأحكام الصادرة من المحاكم الابتدائية أو محاكم الاستئناف وتتمثل في الاستئناف والاستئناف الفرعي.
- الاستئناف: يُعد من الطرق العادية للطعن ويتيح للطرف الذي يشعر بالظلم من حكم المحكمة الابتدائية أن يطلب من محكمة الاستئناف إعادة النظر في الحكم. يكون الاستئناف من حق جميع الأطراف في الدعوى التي صدر بشأنهم حكم ابتدائي، ويجب تقديمه في ميعاد محدد، غالبًا ما يكون 30 يومًا من تاريخ صدور الحكم.
- الاستئناف الفرعي: هو الطعن الذي يقدم من الطرف الذي لم يقدم استئنافًا، ولكنه يرغب في تعديل أو إلغاء بعض أجزاء الحكم، ويُقدم مع الاستئناف الأصلي.
أما طرق الطعن غير العادية فهي الطعون التي تستخدم في حالات خاصة وتسمح بإعادة النظر في الحكم بناءً على أسباب محددة. تشمل هذه الطرق:
- النقض: هو الطعن الذي يتم تقديمه أمام محكمة النقض ضد الأحكام الصادرة من محاكم الاستئناف، ويقتصر على فحص المسائل القانونية وليس الوقائع. يتم الطعن بالنقض في الأحكام التي تتعلق بأخطاء قانونية جادة ويجب تقديمه في ميعاد قانوني محدد.
- التماس إعادة النظر: هو طعن غير عادي يُقدم في الحالات التي يكون فيها الحكم قد صدر بناءً على أمر خاطئ بشكل جوهري، مثل اكتشاف مستندات جديدة أو إذا تبين أن الحكم قد بني على خطأ جسيم.
بالتالي، طرق الطعن العادية وغير العادية تُعد وسائل قانونية لحماية حقوق الأطراف وضمان العدالة، حيث تتيح للأطراف المتضررة من الأحكام إمكانية إعادة النظر فيها وتصحيح الأخطاء القانونية التي قد تكون قد شابتها.
مناط جواز الطعن في قانون المرافعات :
أولًا، الطعن في الأحكام يكون جوازًا فقط في الأحكام القابلة للطعن طبقًا للقانون، حيث يشترط أن يكون الحكم قد حاز قوة الأمر المقضي فيه، أي أنه حكم نهائي وغير قابل للطعن وفقًا لأحكام القانون. ولكن، في بعض الحالات، يمكن الطعن في الأحكام الاستئنافية أو الأحكام الابتدائية إذا كانت قابلة للاستئناف أو النقض.
ثانيًا، يُشترط أن يكون للطاعن مصلحة قانونية في الطعن، بمعنى أن الطاعن يجب أن يكون قد تأثر بالحكم الصادر ويمس حقوقه أو مصالحه القانونية. دون وجود هذه المصلحة، لا يمكن له تقديم الطعن في الحكم.
ثالثًا، الطعن يجب أن يتم ضمن المواعيد القانونية المحددة، ففي حال تخلف الطاعن عن تقديم الطعن في المواعيد القانونية، يُرفض الطعن وتظل الأحكام الصادرة نافذة. في الاستئناف مثلًا، يجب تقديم الطعن في ميعاد لا يتجاوز 30 يومًا من تاريخ صدور الحكم، بينما في النقض يكون الميعاد عادة 60 يومًا.
بالتالي، مناط جواز الطعن يتمثل في توافر الشروط القانونية المتعلقة بقابلية الحكم للطعن، مصلحة الطاعن، وتقديم الطعن ضمن المواعيد القانونية المحددة.
أولا : أن يكون الطاعن محكوما عليه :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُشترط أن يكون الطاعن محكومًا عليه لكي يكون له الحق في الطعن في الحكم الصادر ضده. بمعنى آخر، لا يمكن للطرف الذي صدر لصالحه الحكم الطعن فيه، بل يقتصر الحق في الطعن على الشخص الذي صدرت ضده الأحكام. هذا يشمل الأحكام الصادرة في القضايا المدنية والتجارية على حد سواء.
إذا كان الشخص محكومًا عليه في الدعوى، فإنه يُعتبر الطرف الذي تأثر بالحكم بشكل مباشر، وبالتالي يحق له الطعن في الحكم الصادر، سواء كان الطعن استئنافًا أو نقضًا، بحسب نوع الحكم ومرحلة التقاضي. ويستفيد الطاعن من هذا الحق لتصحيح الأخطاء القانونية التي قد تكون قد شابت الحكم الصادر ضده، مثل أخطاء في تطبيق القانون أو تقدير الوقائع.
من ناحية أخرى، فإن الطرف الذي يفوز في القضية، أي الذي صدر لصالحه حكم نهائي أو استئنافي، لا يحق له الطعن في الحكم، ما لم يكن هذا الطعن يهدف إلى تحسين وضعه أو تعديل الحكم بما يخدم مصالحه.
بالتالي، شرط أن يكون الطاعن محكومًا عليه يعد من الشروط الأساسية لقبول الطعن في الأحكام القضائية، حيث يضمن هذا الحق للطرف المتضرر من الحكم إمكانية طلب إعادة النظر في الحكم أمام المحكمة الأعلى.
مناط جواز إستئناف خصم المواجهة :
الخصم المواجه هو الطرف الذي قد لا يكون هو المقدم للطعن الأولي، ولكن إذا كانت النتيجة المترتبة على الحكم تتعلق به بشكل مباشر، فيمكنه الطعن في الحكم استئنافًا. يتطلب جواز استئناف الخصم المواجه أن يكون للطرف المتضرر مصلحة قانونية في الطعن، مثل أن يكون الحكم قد مسّ حقوقه أو نتج عنه أثر قانوني يضر بموقفه.
هذا النوع من الاستئناف يُعد استثناءً من القاعدة العامة التي تقتصر على استئناف الطرف المحكوم عليه، حيث يسمح الخصم المواجه بالطعن في الحكم إذا كان يتصل بمصالحه أو حقوقه القانونية التي تأثرت بالحكم. وقد يشمل ذلك حالات مثل تعديل الحكم بما يتفق مع مصلحة الخصم المواجه، أو تعديل التقدير الذي اتخذته المحكمة في القضية.
بالتالي، مناط جواز استئناف خصم المواجه يكمن في توافر مصلحة قانونية للطرف في الطعن وأن يكون الحكم قد أثر عليه بشكل مباشر، بما يتيح له الحق في استئناف الحكم أمام محكمة الاستئناف.
صفة الطاعن قانون المرافعات المدنية والتجارية :
صفة الطاعن في الطعن تتمثل في ضرورة أن يكون للطاعن مصلحة قانونية في التعديل أو الإلغاء للحكم الصادر ضده أو ضد مصلحته. ويجب أن يكون للطاعن حق قانوني يدعمه في تقديم الطعن، سواء كان ذلك في الاستئناف أو النقض. هذا الحق يُستند إلى فكرة أن الطرف المتضرر من الحكم أو الذي يشعر بظلم في تطبيق القانون يمكنه أن يطلب من المحكمة الأعلى إعادة النظر في الحكم.
كما يحدد قانون المرافعات أن الطاعن يجب أن يكون شخصًا له صفة في القضية، سواء كان فردًا أو جهة اعتبارية (مثل شركة أو هيئة حكومية) قادرة على تأكيد مصالحها القانونية في الطعن. بالتالي، صفة الطاعن تتحدد من خلال المصلحة القانونية التي يملكها في الطعن ومدى تأثره المباشر بالحكم الصادر.
إغفال صفة المحكوم عليه في المنطوق :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، يُعد اغفال صفة المحكوم عليه في المنطوق من الأحكام القضائية من الأخطاء الشكلية التي يمكن أن تؤثر على صحة الحكم. المنطوق هو الجزء الذي يتضمن القرار النهائي للمحكمة بشأن الدعوى، ويشمل تحديد الأطراف المتورطة في الحكم وتوضيح الحكم الصادر ضد كل منهم. إذا أغفلت المحكمة صفة المحكوم عليه في المنطوق، أي لم تذكر الطرف المحكوم عليه بشكل دقيق أو بشكل يوضح صفته القانونية في الدعوى، فهذا يعد من أوجه القصور في صياغة الحكم.
على الرغم من أن اغفال صفة المحكوم عليه في المنطوق لا يؤثر بالضرورة على الموضوعات الأساسية في الحكم أو نتائج الدعوى، إلا أنه يُعتبر خللاً إجرائيًا قد يؤدي إلى إبطال الحكم أو طعنه في مرحلة لاحقة. يمكن للطرف الذي تأثر بهذا الخطأ أن يرفع طعنًا أو طلبًا لتصحيح الحكم أو التظلم من الحكم أمام المحكمة، حيث إن عدم ذكر صفة المحكوم عليه بشكل صحيح قد يعيق تنفيذ الحكم أو يخلق لبسًا في تحديد الأطراف الذين يجب عليهم الامتثال لهذا الحكم.
بالتالي، اغفال صفة المحكوم عليه في المنطوق يعد من الأخطاء الشكلية التي قد تؤثر على تنفيذ الحكم، ويحق للطرف المتضرر من ذلك أن يتخذ الإجراءات القانونية لتصحيح هذا الخطأ، سواء من خلال الطعن في الحكم أو من خلال طلب تصحيحه لدى المحكمة.
للولي أو الوصي الطعن في الأحكام الصادرة ضد القاصر :
يشمل الولي الأب أو الجد الذي يتولى مسئولية القاصر، بينما يشمل الوصي الشخص المعين من المحكمة لرعاية القاصر في حالة غياب الولي الطبيعي أو في الحالات التي تقتضي تعيين وصي. إذا صدر حكم ضد القاصر في دعوى قانونية، سواء في مسائل مدنية أو تجارية، وكان الحكم يُحتمل أن يكون ضارًا بمصلحة القاصر، فيحق للولي أو الوصي أن يتقدم بطعن على هذا الحكم في غضون المدة القانونية المحددة.
الهدف من منح هذا الحق للولي أو الوصي هو ضمان أن القاصر لا يتعرض لأحكام قد تضر به أو تمس حقوقه بشكل غير عادل، خصوصًا أنه لا يملك أهلية قانونية كاملة للطعن بنفسه. لذا، يكون الطعن في هذه الأحكام أداة لحماية حقوق القاصر وضمان العدالة له.
بالتالي، للولي أو الوصي الحق في الطعن في الأحكام الصادرة ضد القاصر لحماية مصلحته القانونية، ويعد ذلك من الحقوق الأساسية التي تهدف إلى تأكيد حماية القاصر وضمان أن كل حكم صادر في حقه يتوافق مع مصلحته الفضلى.
الطعن في الحكم الصادر لصالح القاصر بعد بلوعه سن الرشد :
في هذه الحالة، يُعتبر القاصر الذي بلغ سن الرشد أهلاً للطعن في الحكم بموجب قانون المرافعات. وقد يكون الطعن قائمًا على أساس أن الحكم الذي صدر لصالحه كان يحتوي على أخطاء قانونية أو لم يأخذ في الحسبان بعض العوامل التي قد تؤثر على حقوقه المستقبلية. يحق له تقديم الطعن في المدة القانونية المقررة، ولكن عليه أن يثبت للمحكمة أن الطعن يصب في مصلحته وأنه لم يكن قادرًا على اتخاذ القرار المناسب أثناء فترة القصر.
بالتالي، بعد بلوغ القاصر سن الرشد، يصبح له الحق الكامل في الطعن في الحكم الصادر لصالحه أثناء فترة القصر، وذلك لضمان حماية حقوقه الشخصية والقانونية بشكل كامل، مع الأخذ في الاعتبار أنه أصبح قادرًا على إدارة شؤونه القانونية بنفسه.
مصلحة الطاعن في قانون المرافعات المدنية والتجارية :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، تُعد مصلحة الطاعن من الشروط الأساسية لقبول الطعن في الحكم القضائي. مصلحة الطاعن تعني أن يكون للطاعن مصلحة قانونية مباشرة في الطعن، أي أن الطعن يهدف إلى حماية حق أو مصلحة معينة له تأثرت بالحكم الصادر. وبالتالي، لا يجوز لأي شخص أن يطعن في حكم صادر إذا لم يكن له مصلحة قانونية في ذلك الحكم، إذ يُعتبر الطعن في هذه الحالة غير مقبول.
مصلحة الطاعن قد تكون متمثلة في المساس بحقوقه أو مصالحه التي تضررت نتيجة الحكم، سواء كان هذا الحكم قد صادر ضد مصلحته أو لم يعطِه حقًا قانونيًا كان من المفترض أن يُمنح له. كما أن الطعن قد يكون متاحًا في الحالات التي يشعر فيها الطاعن أن الحكم لم يراعي بشكل صحيح الوقائع أو القوانين المتعلقة بالقضية.
مصلحة الطاعن يجب أن تكون حقيقية ومباشرة، ولا يُعتد بالطعن إذا كان الطاعن لا يتأثر بالحكم بشكل مباشر، أو إذا كان الطعن قائمًا على أسباب غير قانونية مثل الانتقام أو التشهير. في حال ثبت أن الطاعن لا يملك مصلحة قانونية حقيقية في الطعن، يتم رفض الطعن من قبل المحكمة.
بالتالي، مصلحة الطاعن تعد من المبادئ الأساسية في قانون المرافعات، وهي ضمانة قانونية تهدف إلى التأكد من أن الطعون تُرفع من الأطراف المتأثرة بالحكم بشكل حقيقي، مما يساهم في تحقيق العدالة وتجنب القضايا غير المبررة.
المصلحة النظرية البحتة في قانون المرافعات :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، تُعتبر المصلحة النظرية البحتة من الموانع التي قد تؤدي إلى رفض الطعن في الدعوى. المصلحة النظرية البحتة تعني أن الطاعن لا يملك مصلحة قانونية حقيقية ومباشرة في الطعن، بل يتقدم به بناءً على اعتبارات نظرية أو افتراضية لا تؤثر على حقوقه أو مصالحه بشكل فعلي. بمعنى آخر، يكون الطاعن قد طعن في الحكم أو القرار لمجرد المناقشة النظرية أو العامة دون أن يكون له تأثير مباشر على حقوقه أو مصالحه القانونية.
وفقًا للمبادئ القانونية، لا يجوز قبول الطعون التي تهدف فقط إلى الاستعراض أو الإلغاء لمجرد الطعن دون وجود مصلحة عملية أو قانونية للطاعن في النتيجة. إذا كان الطاعن لا يتأثر بالحكم ولا يحق له الحصول على أي مصلحة قانونية من الطعن، فسيُعتبر الطعن مرفوضًا على أساس أنه يستند إلى مصلحة نظرية بحتة وليس إلى مصلحة قانونية حقيقية.
بالتالي، المصلحة النظرية البحتة هي أحد الأسس التي تبني عليها المحكمة رفض الطعون، إذ لا يمكن للطاعن التقدم بأمور تتعلق بمناقشة الحكم من منظور أكاديمي أو مجرد حسبة نظرية إذا لم يكن لذلك أي تأثير على موقفه القانوني أو على حقوقه.
ثانيا : ألا يكون الطاعن قد قبل الحكم :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، إذا كان الطاعن قد قبل الحكم، فإن ذلك يعد من الأسباب التي تحول دون قبول الطعن. قبول الحكم يعني أن الطاعن قد قبل بحكم المحكمة الصادر ضده أو لصالحه، سواء كان ذلك بشكل صريح أو ضمني، واعتبر أن الحكم أصبح نهائيًا ولا يحتاج إلى إعادة نظر من قبل محكمة أعلى. يمكن أن يتم القبول الصريح عندما يوافق الطاعن على الحكم بشكل رسمي أو يتصرف وفقًا له من دون الطعن فيه، مثل الامتثال لتفيذ الحكم. أما القبول الضمني فيتمثل في أن الطاعن لا يعترض على الحكم أو يتنصل من تنفيذه، بل يتصرف وكأن الحكم غير موجود.
وفقًا لقانون المرافعات، إذا كان الطاعن قد قبل الحكم، فإنه لا يمكنه الطعن فيه، لأن قبول الحكم يؤدي إلى انقضاء حق الطعن. هذا المبدأ يهدف إلى الحفاظ على استقرار الأحكام القضائية وضمان عدم الطعن فيها إذا تم بالفعل قبولها من قبل الطرف المعني. وعليه، يكون القبول بمثابة تنازل ضمني عن حق الطعن، ولا يحق للطاعن بعد ذلك التراجع عن هذا القبول ورفع طعن في الحكم.
بالتالي، إذا كان الطاعن قد قبل الحكم الصادر ضده، سواء كان هذا القبول صريحًا أو ضمنيًا، لا يكون له الحق في الطعن في الحكم، ويعتبر الطعن غير مقبول لوجود تنازل عن حق الطعن.
ثالثا : ألا يكون قد قضى الطاعن بكل طالباته :
في هذا السياق، يعتبر قضاء الطاعن بكل طالباته بمثابة تسوية كاملة لجميع المسائل القانونية والموضوعية المتعلقة بالطعن، وبالتالي ينعدم أي مبرر للطعن بعد أن تحققت المطالبات بالكامل. لذا، إذا تم تنفيذ أو تحقيق مطالب الطاعن أثناء سير الإجراءات أو بعد الحكم، فإن الطعن يصبح بلا موضوع ولا داعي لمواصلة التقاضي بشأنه.
بالتالي، إذا قضى الطاعن بكل طالباته، فإن الطعن يصبح غير مقبول أو يعتبر منتهيًا لعدم وجود مصلحة قانونية للطاعن في الطعن، حيث أنه قد نال كافة حقوقه وطلباتاته وفقًا للحكم القضائي.
مناط الطعن المتعلق بأسباب الحكم :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، مناط الطعن المتعلق بأسباب الحكم يتعلق بإمكانية الطعن في الحكم بناءً على الأسباب القانونية والموضوعية التي استندت إليها المحكمة في إصدار حكمها. الطعن في هذا السياق يتوجه إلى الأسباب التي أوردتها المحكمة لتبرير حكمها، سواء كانت تلك الأسباب تتعلق بتطبيق القانون أو تفسيره، أو استدلال المحكمة بالوقائع والبينات التي تم عرضها في الدعوى.
مناط الطعن في أسباب الحكم يتطلب أن يكون الطاعن قد تأثر بشكل مباشر بالأسباب التي أوردتها المحكمة في حكمها، وأن يكون لهذه الأسباب تأثير واضح على نتيجة الدعوى. يمكن أن يكون الطعن على الأساس القانوني للحكم أو على تقدير المحكمة للوقائع، مثل الخطأ في تطبيق القانون أو في تفسيره، أو في تقدير الأدلة والبينات المقدمة في الدعوى.
من المهم أن يكون الطعن مبنيًا على أسباب واضحة تبرر الطعن في الحكم من الناحية القانونية أو الموضوعية، ولا يكفي أن يكون الطعن لمجرد عدم الرضا بالحكم. إذا كان الطعن قائمًا فقط على اختلاف في الرأي أو التقدير، فإنه لا يُعتبر طعنًا مقبولًا في أسباب الحكم.
بالتالي، مناط الطعن المتعلق بأسباب الحكم يتوقف على وجود أسباب قانونية أو موضوعية معقولة يمكن أن تؤدي إلى تعديل أو إلغاء الحكم الصادر، ويجب أن يهدف الطعن إلى تصحيح الأخطاء أو التجاوزات التي قد تكون وقعت أثناء إصدار الحكم.
عدم جواز الطعن في قانون المرافعات المدنية والتجارية :
من أبرز الحالات التي لا يجوز فيها الطعن هي عندما يصدر حكم نهائي وغير قابل للطعن، مثل الأحكام الصادرة في الدعاوى الصغرى أو الأحكام التي تحقق التسوية بين الأطراف. أيضًا، في بعض الحالات قد ينص القانون على عدم جواز الطعن في حكم ما بمجرد صدوره، سواء كان حكمًا نهائيًا أو ابتدائيًا، في حالات محددة مثل التسوية القضائية أو التصالح بين الأطراف.
إضافة إلى ذلك، في بعض الأحيان يُشترط إجراء التظلم أو الاعتراض قبل الطعن في بعض الحالات المحددة، وإذا لم يتم ذلك، يعتبر الطعن غير جائز. كما يُعتبر الطعن غير جائز في الأحكام التي لم يمارس فيها الطاعن حقه في الاعتراض في المواعيد القانونية المحددة، أو إذا كان قد قبل الحكم ضمناً أو صراحة.
بالتالي، عدم جواز الطعن في حالات معينة يتحدد بناءً على القواعد والإجراءات المحددة في القانون، وذلك لضمان استقرار الأحكام القضائية وتجنب إطالة أمد التقاضي دون مبرر قانوني.
مناط جواز الطعن رغم عدم توافر الشروط العامة :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، مناط جواز الطعن رغم عدم توافر الشروط العامة هو استثناءات قانونية تتيح للطاعن رفع الطعن في الحالات التي لا تكتمل فيها الشروط العامة للطعن، مثل عدم وجود مصلحة قانونية أو عدم توافر الأهلية للطاعن. قد يجيز القانون الطعن في بعض الحالات استنادًا إلى ظروف استثنائية قد تتعلق بوجود أخطاء جوهرية في الحكم أو إهدار للحقوق الأساسية للأطراف في القضية.
أحد أبرز الحالات التي قد يُسمح فيها بالطعن رغم عدم توافر الشروط العامة هو في حالة وجود خطأ مادي جسيم في الحكم الذي يستدعي التدخل القضائي لتصحيحه، أو عندما يتعلق الأمر بحماية حقوق الأفراد التي تم المساس بها نتيجة الحكم، على الرغم من أن الشروط العادية للطعن غير متوافرة. كما أن القانون يتيح استثناءات في بعض القضايا الخاصة، مثل القضايا التي تشمل القاصرين أو الحالات التي تتعلق بـ الحقوق الأساسية التي تم التعدي عليها في إجراءات التقاضي.
أيضًا، يمكن أن يُسمح بالطعن في الحالات التي لم يتبع فيها القضاء الإجراءات القانونية الصحيحة أو في الحالات التي تتعلق بتطبيق خاطئ للقانون على الوقائع، مما يؤدي إلى المساس بالعدالة أو إحداث خلل كبير في حقوق الأطراف.
بالتالي، مناط جواز الطعن رغم عدم توافر الشروط العامة هو وجود ظروف استثنائية أو أخطاء جوهرية تؤثر على جوهر القضية وتؤدي إلى ضرورة تدخل المحكمة العليا لتصحيح الخطأ وحماية الحقوق، حتى وإن لم تكتمل الشروط المعتادة للطعن.
مناط عدم جواز الطعن الثاني عن ذات الحكم :
في قانون المرافعات المدنية والتجارية، مناط عدم جواز الطعن الثاني عن ذات الحكم يتمثل في مبدأ حجية الأحكام الذي يهدف إلى ضمان استقرار الأحكام القضائية وعدم إطالة أمد النزاع. فإذا تم الطعن في حكم معين، سواء كان بالاستئناف أو بالتظلم، وأصدر الحكم في الطعن النهائي، فلا يجوز الطعن في ذات الحكم مرة أخرى بنفس الأسباب أو ذات الموضوع.
الطعن في الحكم يجب أن يكون في مرحلة معينة وضمن المدة المحددة، وعند إصدار حكم في الطعن، يكون هذا الحكم نهائيًا وقابلًا للتنفيذ، مما يعني أن الطعن في ذات الحكم مرة أخرى يعتبر غير جائز. إذا كان الحكم قد حظي بالقبول من المحكمة واستنفدت جميع طرق الطعن، فإنه لا يحق للخصوم إعادة الطعن في نفس الحكم بأي وسيلة كانت، بما في ذلك الطعن الثاني.
ومن هنا، عدم جواز الطعن الثاني عن ذات الحكم يرتبط بمبدأ الاستقرار القضائي الذي يهدف إلى تجنب تأخير تنفيذ الأحكام من خلال الطعون المتكررة، ولحماية مصلحة الأطراف التي تحققت لها حقوقها وفقًا للحكم الذي بات نهائيًا. إلا في حالات استثنائية قد يُسمح بالطعن في نفس الحكم إذا تبين أن الحكم قد صدر بناءً على مخالفة جسيمة للقانون أو نتيجة تقديم مستندات جديدة لم تكن معروفة أثناء نظر الدعوى الأصلية.
مكتب محامى مصر محمد منيب دراسات عليا القانون الخاص
✔️ تواصل معنا الآن للحصول على استشارة قانونية مدفوعة!
✔️ ضمان السرعة والدقة في إنجاز معاملاتك القانونية.استشارة قانونية شاملة.حرصا منا على وقت عملائنا من قبل المستشار محمد منيب شخصيا خدمة مقابلة اون لاين من خلال تطبيق meet على Gmail توفر لك دعماً قانونياً عبر الانترنت .
📞 للاستفسار أو الحجز خدمة العملاء: 01006321774
📞 التواصل: احجز موعد مسبق 01006321774 – 01223232529
📍 عنوان المكتب: 13 شارع الخليفه من شارع الهرم بجوار السجل المدني