الطعن بالنقض في ضوء المادتين 248 و249 من قانون المرافعات المصري

الطعن بالنقض في ضوء المادتين 248 و249 من قانون المرافعات المصري

مقدمة:

الطعن بالنقض في ضوء المادتين 248 و249 من قانون المرافعات المصري

يعد الطعن بالنقض أحد أهم وسائل الطعن غير العادية التي شرعها القانون المصري لضمان صحة الأحكام القضائية، وتحقيق العدالة من خلال مراقبة مدى التزام المحاكم بتطبيق صحيح القانون. وقد نص قانون المرافعات على حالات وإجراءات الطعن بالنقض من خلال المادتين 248 و249، اللتين تحددان الشروط التي يمكن للخصوم الاستناد إليها عند الطعن أمام محكمة النقض.


أولاً: الطعن بالنقض وفقًا للمادة 248 من قانون المرافعات

تنص المادة 248 على أن للخصوم الحق في الطعن أمام محكمة النقض على الأحكام الصادرة من محاكم الاستئناف في الحالات الآتية:

  1. إذا كان الحكم المطعون فيه مبنيًا على مخالفة للقانون أو خطأ في تطبيقه أو تأويله:
    • يقصد بذلك أن يكون الحكم قد استند إلى قاعدة قانونية بشكل خاطئ أو أساء فهمها، مما أدى إلى صدور حكم غير سليم.
    • مثال: إذا أخطأت المحكمة في تطبيق نص قانوني واضح أو أولته بشكل مغاير لما استقرت عليه محكمة النقض.
  2. إذا وقع بطلان في الحكم أو في الإجراءات أثر في الحكم:
    • يشمل ذلك العيوب الجوهرية في الحكم، مثل عدم تسبيب الحكم أو إصدار الحكم من هيئة غير مختصة أو عدم توقيع القاضي على مسودته.
    • مثال: صدور الحكم من دائرة غير مختصة أو عدم تمكين أحد الخصوم من الدفاع عن نفسه بشكل كافٍ.

الهدف من هذه المادة: المادة 248 تهدف إلى تصحيح الأخطاء القانونية والإجرائية التي قد تؤدي إلى إهدار حقوق المتقاضين، وبالتالي تضمن سلامة الأحكام واستقرار المعاملات القانونية.


ثانيًا: الطعن بالنقض وفقًا للمادة 249 من قانون المرافعات

تقرر هذه المادة حق الخصوم في الطعن أمام محكمة النقض في أي حكم انتهائي، بغض النظر عن المحكمة التي أصدرته، إذا فصل في نزاع خلافًا لحكم آخر سبق أن صدر بين ذات الخصوم وحاز قوة الأمر المقضي.

شروط الطعن وفقًا لهذه المادة:

  1. وجود حكم سابق حاز قوة الأمر المقضي:
    • أي أن هناك حكمًا نهائيًا صادرًا في ذات النزاع بين نفس الخصوم.
  2. صدور حكم جديد مخالف للحكم السابق:
    • يجب أن يكون الحكم الجديد قد فصل في النزاع بشكل يتعارض مع الحكم الأول.
  3. تماثل أطراف الدعوى وموضوعها وسببها في الحكمين:
    • يجب أن يكون النزاع في كل من الحكمين هو ذاته من حيث الأطراف والموضوع والأسباب.

الهدف من هذه المادة: هذه المادة تمنع صدور أحكام متعارضة بين ذات الخصوم، مما يعزز استقرار الأحكام القضائية ويمنع ازدواجية القرارات.


إجراءات الطعن بالنقض

  1. رفع صحيفة الطعن: يتم تقديم صحيفة الطعن إلى قلم كتاب محكمة النقض خلال المواعيد القانونية المحددة.
  2. سداد الرسوم المقررة: يجب دفع الرسوم المطلوبة لقبول الطعن.
  3. إيداع مذكرة بأسباب الطعن: يجب أن تتضمن مذكرة الطعن الأسباب القانونية التي يستند إليها الطاعن.
  4. إجراءات الفحص والفصل: تقوم محكمة النقض بدراسة الطعن والفصل فيه إما بقبوله ونقض الحكم المطعون فيه، أو رفضه وتأييد الحكم.

الفرق بين الطعن بالنقض وفقًا للمادتين 248 و249

العنصر المادة 248 المادة 249
نوع الحكم المطعون فيه الأحكام الصادرة من محاكم الاستئناف أي حكم انتهائي بغض النظر عن المحكمة
أسباب الطعن الخطأ في تطبيق القانون أو بطلان في الحكم أو الإجراءات التعارض مع حكم سابق حاز قوة الأمر المقضي
الهدف تصحيح الأخطاء القانونية والإجرائية منع تعارض الأحكام بين نفس الخصوم

الخاتمة:

الطعن بالنقض يعد ضمانة أساسية لتحقيق العدالة وتصحيح الأخطاء القضائية، ويعمل على تعزيز مبدأ سيادة القانون. وقد حددت المادتان 248 و249 من قانون المرافعات المصري الأحوال التي يجوز فيها الطعن بالنقض لضمان وحدة المبادئ القانونية ومنع تناقض الأحكام.

لذلك، يجب على الخصوم والمحامين فهم هذه القواعد بدقة لضمان استخدام حق الطعن بالنقض في المواضع التي تستدعيه، مما يساهم في تحقيق العدالة الناجزة.

error: